«فاليريان ومدينة الألف كوكب» يبدأ عروضه في الشرق الأوسط من دبي

لوك بيسون: لا قواعد للنجاح وإلا انتهى الفشل

صورة

قال المخرج لوك بيسون في لقاء مع الصحافيين، أقيم أمس في فندق إنتركونتننتال بدبي، قبل افتتاح العرض الأول في الشرق الأوسط للفيلم العالمي المنتظر «فاليريان ومدينة الألف كوكب»، إن «النجاح ليس له قواعد، فإن كانت هناك قواعد للنجاح لاتّبعناها كلنا، وانتهى الفشل، وكل من يدّعي أن هناك قواعد يكون كاذباً». وأضاف «المخرج يسعى الى أن يقوم بالفيلم بإخلاص تام، تماماً كما يفعل الرسام، فيضع الأفضل كل يوم، متأملاً أن يكون في الأخير انعكاساً لما يريده فعلاً، وشخصياً أحب ما قدمته، والأمل اليوم في أن يتشاركه الناس». وشدد على أنه تأخر في إخراج الفيلم الذي كتب منذ سنوات طويلة، بسبب التكنولوجيا التي لم تكن جاهزة، فقبل فيلم «أفاتار»، لم تكن التقنيات تسمح بتقديم هذا الفيلم الذي يقوم على ممثلين اثنين والبقية من الكائنات الأخرى، مؤكداً أنه شخصياً لم يكن يحمل الخبرة والمعرفة الكافيتين لتقديم هذا الفيلم، وأن تقديم سلسلة منه يتوقف على رغبة الجمهور.

الفيلم في سطور

تدور أحداث الفيلم المستوحى من القصص المصورة «فاليريان ولورلين»، التي صدر أول عدد منها في عام 1967، في كوكب ألفا، وفق أحداث خيالية يقوم بها العميل فاليريان الذي يسافر عبر الزمن وعبر الكواكب، إذ يتعرض خلال مهماته العديدة للهجوم من كائنات كانت تسكن كوكباً يسمى ميول، والذي تم تهديمه بفعل هجمات كان قد أمر بها قائد في الحكومة دون أن يكترث بالكائنات التي تسكن الكوكب، ما أدى الى وفاة الملايين، ولم يبقَ منهم سوى قلة. هذه الكائنات التي تحمل مزايا البشرة اللامعة كان لديها حيوان صغير يسمى المحول، الذي يقوم بإعادة إنتاج اللؤلؤ في كوكب يعيش أهله من الصيد، فيعيد للطبيعة ما تقدمه أضعافاً. تتصاعد الأحداث في الفيلم الى أن يتم خطف القائد الذي كان مسؤولاً عن تهديم الكوكب، بينما يقوم فاليريان ولورلين بتتبع الكائنات لاستعادة القائد حتى يكتشفا الحقيقة، ويتخذا قرار إعادة المحول، الحيوان الذي خسراه كنوع من التعويض عن الخسارة التي مُني بها الكوكب كي يعود الى ما كان عليه.

يحمل الفيلم الكثير من الخيال في القصة التي تجول بنا عبر الكواكب وفق مشاهد علمية بحتة، فيخيّل إلينا أننا في جولة بين الأقمار أو النجوم، فيما تبقى في الأخير الرسالة الأهم التي يحملها هي أهمية العيش سوياً دون أن يسعى فريق لتدمير فريق آخر.


• 2734 عدد التأثيرات الخاصة في المشاهد.

• 6000 رسمة تطلبها الفيلم.

• 100 يوم تصوير أنجز فيها العمل.

• 2000 فني عملوا في الفيلم.

في مقارنة بين «فيفث اليمينت» و«فاليريان ومدينة الألف كوكب»، قال بيسون، إنها «مقارنة تشبه المقارنة بين الأبناء، فهما لا يشبهان بعضهما بعضاً، كما أن عمر كل منهما مختلف، فالفيلم الأول يحتوي على 188 لقطة، بينما هذا الفيلم يحتوي على 2734، ما يعني أنه 15 مرة أكثر، وفي القصة هناك ما هو مختلف في علاقة المرأة والرجل، ولكن كلاهما يحملان المرح والمتعة والألوان، وليس هناك ما هو مظلم ودراماتيكي، فالمستقبل هو المرح، لأننا لا نعرف أي شيء عنه، لذا فإن التخيل بأنه مرح يكون أفضل».

على صعيد الصورة، شدد بيسون على أن كل ما قدم في هذا الفيلم حديث، فكل الكائنات التي توجد فيه، لم يسبق أن شوهدت في السابق، كما أن الناس الذين عملوا في العمل كانوا على مستوى عالٍ من الابتكار وتقديم ما هو جديد. ولفت الى أن الفيلم يحتوي على ست مجموعات من الكائنات، وهم جميلون ورائعون، كما أنهم يسلمون يداً بيد، ما يجعلهم قريبين من البشر. أما الإلهام الحقيقي للفيلم، فهو الألبوم الكامل لفاليريان ولورلين، التي يصل عددها الى 29، والتي كتبت من قبل بيار كريستين، ورسمها جان كلود ميزيري.

ولفت إلى أن تحويل عمل من القصص المصورة الى فيلم، ليس سهلاً، فهو لابد أن يقوم على أخذ العناصر في البداية، ثم تقسيمها، وبعدها لابد من الالتزام بثيمة الفيلم، مشيراً الى أن من كتب وصوّر النصوص اليوم يبلغان 80 من العمر، وبالتالي كان عليه الخروج من الألبوم، والاستلهام من القصة، مع احترام من قدّماها، علماً أنهما قالا له إنه من الجميل أن يحترمهما، ولكن عليه أن يفاجئهما. وأردف «عملت على أن احترمهما أقل وأفاجئهما أكثر، وفي الواقع تمكنت من فعل ذلك، فقد قمت بدعوتهما لحضور العرض مع 500 مشاهد، وكان رائعاً فقد بكيا بعد عرضه».

ونوّه بيسون بأنه كمخرج يحب دائماً أن يقدم رسالة في الفيلم، لكنه يحرص على ألا يقدمها بشكل مباشر، بل يضعها دائماً على الطاولة ويقرّبها من الناس، كي يتلقونها بشكل تدريجي يتسلل الى العقل.

وعن الدور الذي قامت به ريهانا في الفيلم، رأى بيسون أنها كانت مميزة، لاسيما أنها نجمة، دون أن ينكر خوفه في البداية، لأنها لا تملك تجربة في التمثيل، فهي نجمة، لكنه لم يبحث عن نجومية بقدر بحثه عن ممثلة، مشيراً الى انها كانت ممثلة حقيقية وكانت علاقتها به كمخرج مميزة، ففي البداية قالت أنا مبتدئة، ولكن بحكم خبرتها في التعاطي مع الكاميرا والجمهور، وجدها مسترخية، ولكن ليس سهلاً أن تقوم بما فعلته، لاسيما أنها تمثل للمرة الأولى، كما أن موتها في الفيلم قدّم بشكل جيد. أما دان ديهان الذي قدم دور فاليريان، فهو كما وصفه بيسون «ليوناردو دي كابريو» الجديد، لأنه يحمل موهبة رائعة، كما أنه درس التمثيل ولعب أدواراً مسرحية عدة، بينما كارا ديليفين، تعد جديدة في التمثيل، لكنها كانت تتبعه كثيراً وتستلهم منه، وحين بدأ تصوير الفيلم كانت جاهزة.

أما المدة الزمنية للفيلم، التي تصل إلى 137 دقيقة، فقد وجدها بيسون جيدة، مشيراً إلى أن بعض الأفلام التي تروي قصص الأبطال الخارقين كانت أطول من ذلك، مؤكداً انه لا يمكن أن يرى المشاهد كل ما يريده كمخرج من المرة الأولى، فلابد من مشاهدة الفيلم مرتين.

تويتر