في "كان"...السينما تأتي أولا

صورة

كل حدث لا يرتبط في السينما بشكل مباشر لا يكترث له، حتى لو كان اشتباه بوجود قنبلة، وهذا ما حدث فعلا في اليوم الرابع من فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي الذي يختتم في الـ 28 من الشهر الجاري.
السينما التي ترتبط في هذا المهرجان تحديدا بتصديرها قيمة وصناعة يجب أن تظل راسخة بمعايير عالمية، هي التي تجعل طوابير الانتظار للدخول الى قاعات العرض جزء من الحالة السينمائية التي يعشها الشغوفون من صناع، ونقاد، وصحافيين، وحتى متسولي البطاقات الذين يقفون على جانب الطرقات المؤدية إلى المركز الرئيسي للمهرجان يستجدون بطاقة دخول أو يعرضون نقودا مقابل بطاقة. هي مشاهد متراكمة في هذا الحدث السينمائي الأقدم عالميا.

مشاهد منوعة
لا بد من المرور خاصة بعد مرور النصف الأول من أيام المهرجان على بعض المشاهد التي كانت جزء من حديث عابر إلى جانب الأحاديث الأكثر جدية التي تتعلق بمستوى الأفلام المعروضة التي إلى هذا اليوم لم تقدم الدهشة كما هو متوقع من احتفاء بدورة سبعينية، فما صرح به رئيس لجنة التحكيم المخرج الإسباني بيدور ألمودوفار عن رأيه بـ "نيتفلكس" خاصة أنها تشارك هذا العام في المسابقة الرسمية بفيلمين كجهة منتجة، أنه لا يتوقع أي سعفة لهما، وهذا التصريح كان من الممكن أن يكون طبيعيا إذا ما كان المودوفار ليس رئيسا للجنة، فقد حسم استبعاد أفلام "نتيفليكس" من الفوز، و المفارقة أنه وبعد هذا التصريح تم عرض أول أفلام "نتيفليكس" الذي يحمل عنوان (أوكجا) والذي قوبل بصرخات واستهجان و تنديد من قبل من يعارض دخول مثل هذه النوعية من الأفلام إلى المسابقة مما أخر عرض الفيلم حوالي 20 دقيقة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى و لأول مرة في تاريخ مهرجان كان السينمائي حسب متابعين  يتم عرض الفيلم بخطأ تقني، وهذا ما زاد الغضب على إدارة المهرجان بشكل أكبر.

الثقة بالأسماء
يبدو أن مسؤولي برمجة الأفلام واختيارها تعطي ثقتها لأسماء بعينها، قدمت أفلاما مهمة سابقا، لكن دون التدقيق بمستوى أفلامهم الجديدة ، وهذا ما حدث على سبيل المثال لا الحصر مع مخرج فيلم "كارول" تود هاينز الذي قدم هذا العام فيلم "وندرستراك"، الذي ينافس على السعفة الذهبية، ليصيب المعجبين بأعماله بحالة من الإحباط حيث "خيب التوقعات" بحسب آرائهم، إضافة إلى مخرج فيلم "آمور" مايكل هانيكه  ذو العلاقة التاريخية الناجحة مع السعفة الذهبية مع فيلمه الأكثر شهرة "أمور"، و"الشريط الأبيض" من قبله، والذي دخل قلوب كثرين من محبي السينما وحصل على الأوسكار قبل عامين، مقدما فيلمه الجديد والذي لم يرتق لمستوى أفلامه السابقة "نهاية سعيدة". 

يوم عربي 
اليوم الخامس من المهرجان كان عربيا بامتياز، بداية مع الإمارات التي حصلت على حق ترشيح فيلم طويل سنويًا للمشاركة في سباق الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، وتم تشكيل لجنة لترشيح الأفلام في الإمارات وهي مكوّنة من صناع الأفلام والمتخصصين وستقوم اللجنة باختيار فيلم إماراتي لتقديمه رسميًا لأكاديمية العلوم والفنون للمشاركة في سباق الأوسكار 2018.
كان هذا ضمن اللقاءات التي تعتمدها خيمة الإمارات في القرية العالمية في مهرجان كان السينمائي الدولي، ناهيك عن حفلات الاستقبال التي تخصصها الخيمة الإماراتية واللقاءات مع كبرى شركات الإنتاج والتوزيع في العالم، ومن الأحداث المهمة عربيا أيضا إعلان جوائز النقاد للسينما العربية برعاية مركز السينما العربية، والتي شارك بها 24 ناقدا من حول العالم بعد رحيل الناقدين سمير فريد وبشار إبراهيم، وكانت النتائج على الشكل التالي:

أفضل فيلم: آخر أيام المدينة
أفضل مخرج: محمد دياب (اشتباك)
أفضل سيناريو: اشتباك
أفضل ممثلة: هبة علي (أخضر يابس)
أفضل ممثل: مجد مستورة (نحبك هادي)

في المقابل تم الإعلان رسميا عن مهرجان جونة السينمائي الدولي الذي سيقام في سبتمبر القادم في جونا في مصر، كما تم الإعلان رسميا عن إقامة مهرجان عمان السينمائي الدولي.

ومن الجدير بالذكر، أن هناك 3 أفلام عربية مشاركة في التنافس في مهرجان كان السينمائي، وهم، الفيلم القصير "رجل يغرق" للمخرج الفلسطيني مهدي فليفل المنافس في المسابقة الرسمية، والفيلم التونسي "على كف عفريت" لكوثر بن هنية، والفيلم الجزائري "في انتظار السنونوات" للمخرج كريم ماساوي عن فئة نظرة ما.

 

تويتر