«يوم للستات» و«الوجه الحسن» يزاحمان «محبس» اللبناني

«دبي السينمائي» منصّة مثالية لـ «نجوم الغد»

صورة

جاء صباح ليلة المهرجان الثانية مختلفاً تماماً عما انتهى به مساؤه السابق له، الذي شهد انطلاقة فعاليات المهرجان، وما تلاه من حفل ساهر، وما بين مساء كان الاحتفاء فيه للنجوم، جاءت أروقة المهرجان الصباحية محتفية بنخبة من صانعي الأفلام.

وعبر واحدة من أهم مبادرات المهرجان الجديدة هذا العام، وهي «نجوم المستقبل»، سعى «دبي السينمائي» إلى تسليط الضوء على أصحاب بعض التجارب الشابة، من خلال لقاءات إعلامية استضافها فندق «مينا السلام»، على بعد أمتار قليلة من مقر المهرجان الرئيس في مدينة جميرا.

ومتسلحة بجماهيريتها التي نسجتها على مدار 100 عام من صناعة السينما، برز الإقبال على اثنين من أبرز الأعمال المصرية المشاركة في المهرجان، ليتحول البحث عن فرصة لمشاهدة أول عرضين لهما بالمهرجان، إلى المطلب الأكثر انتشاراً، وهما فيلما «يوم للستات» و«الماء والخضرة والوجه الحسن»، على الرغم من أن الفيلم الرئيس المخصص لافتتاح برنامج «ليالٍ عربية»، هو «محبس» اللبناني.

5 أسماء في النسخة العربية

كشف «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، أول من أمس، مع انطلاق دورته الـ13، عن اختيار خمس مواهب سينمائية عربية، ضمن مبادرة «نجوم الغد» (ستارز أوف تومورو)، في نسختها العربية، وأطلق المهرجان المبادرة الجديدة، أخيراً، بالشراكة مع «سكرين إنترناشونال».

توفّر مبادرة «نجوم الغد» بنسختها العربية منصة عالمية، يُعلن ويُسوّق من خلالها عن ممثلين ومخرجين عرب واعدين، من المُتوقّع لهم أن يحققوا نجاحات باهرة في المهرجان، والساحة الدولية، خلال الأعوام المقبلة.

وتم اختيار «نجوم الغد» العرب من قبل مراسلة «سكرين إنترناشونال» في الشرق الأوسط، ميلاني غودفيلو، وبدعم من ليز شاكلتون، محرر آسيا، وفيونولا هاليغان، رئيس قسم النقد والتحرير.

سيظهر النجوم الخمسة ضمن مقال في مجلة «سكرين ديلي»، التي توزع على آلاف حضور المهرجان، كل عام، وذلك لتعزيز حضورهم. إضافة إلى ذلك سيظهرون في النسخة الأسبوعية المطبوعة «سكرين ويكلي»، التي يتم توزيعها على قرّاء السينما العالمية، وأيضاً على الموقع الإلكتروني المشهور Screendaily.com.

تعدّ «سكرين إنترناشونال» أحد أهمّ المنشورات في العالم، حيث يقارب عمرها 13 عاماً، وتشتهر مبادرتها «نجوم الغد» (ستارز أوف تومورو،) باكتشاف ودعم المواهب في المملكة المتحدة وإيرلندا، منذ عام 2004.

تشمل قائمة «نجوم الغد» العرب النهائية لهذا العام: المخرجة اللبنانية مونيا عقل، التي لمعت موهبتها الإخراجية في فيلمها الروائي القصير «صبمارين»، الذي سيُعرض ضمن مسابقة «المهر القصير» لهذا العام. تدور أحداث الفيلم حول أزمة النفايات المروّعة في لبنان، وتتحدث عن (هالة) امرأة بروح طفلة شرسة، ترفض قرار الإخلاء، وتتشبّث بكل ما تبقى من وطنها، وتقدّم مونيا في الفيلم صوراً وأساليب سردية مبتكرة.

ينضمّ إلى القائمة الممثلة التونسية، مريم الفرجاني، التي تلعب دور البطولة في فيلم «عفت حياتي»، للمخرجة كوثر بن هنية، وهو حالياً في مرحلة ما بعد الإنتاج، ومن المتوقع أن يعرض على شاشات المهرجانات في 2017. وتمثل فرجاني دور امرأة شابة تعرضت للاعتداء من قبل الشرطة، حيث تُضيف لمسة خاصة للدور.

وتتضمن القائمة أيضاً المخرج الأردني، أمجد الرشيد، المُشارك في الفيلم الروائي «الببّغاء»، ضمن مسابقة «المهر القصير»، في عرضه العالمي الأول، في «مهرجان دبي السينمائي الدولي». «الببغاء» عمل فني بإخراج مشترك مع دارين ج. سلام، حول قصة مثيرة لعائلة مزراحية تونسية، تحاول أن تؤّسس لحياة جديدة في فلسطين.

واختير الممثل السوري، سامر إسماعيل، الذي اشتهر بأدواره التلفزيونية في العالم العربي، ضمن قائمة «نجوم الغد»، بعد أول ظهور له على الشاشة الكبيرة، في فيلم «المختارون»، للمخرج الإماراتي علي مصطفى. تدور الأحداث في مستقبل بائس تعمّه الفوضى، بسبب تلوث المياه الصالحة للشرب. يؤدي فيه إسماعيل أداءً رائعاً لا يمكن تجاهله، ومن المتوقع أن يفتح له هذا الدور أبواب مستقبل باهر على الشاشة الفضية.

ومن المغرب، المخرج علاء الدين الجيم الذي تنعكس جهوده وموهبته الفنية من خلال فيلمه «حوت الصحرا»، الحائز جوائز، والحاصل على اعتراف دولي من قبل المختصين، واحداً من المخرجين الواعدين من أبناء جيله في المغرب. ويعمل علاء الدين حالياً على إخراج أول فيلم قصير له «القديس المجهول» (Saint Inconnu) الذي سيشارك في «مهرجان صندانس السينمائي».

وبعد ليلة كانت سجادة المهرجان الحمراء في قمة زخمها، وهي الليلة الافتتاحية، عاودت السجادة زخمها، بمرور أبطال الأفلام الثلاثة، إضافة إلى أبطال الفيلم الهندي المشارك في المنافسة على جوائز «المهر الطويل» «بيفكر»، منهم رنفير سنغ وفاني كابور.

وفي تصريحات لـ«الإمارات اليوم»، أجمع عدد من المخرجين الذين استقطبهم المهرجان ضمن مبادرة «نجوم الغد»، على فكرة أن الإنجاز الحقيقي للعمل السينمائي يكمن في إيصال رؤيته ومحتواه بشكل جيد إلى الجمهور، مشيرين إلى أن «النجومية تعبير مطلق لا يستمد ألقه من فكرة الشهرة بمعناها التقليدي، بقدر ما تبقى وسيلة للوصول إلى المتلقي».

وقال المخرج المغربي، علاء الدين الجيم، الذي اختارته لجنة تحكيم متخصصة ضمن كوكبة تضم خمسة فنانين باعتبارهم نجوم الغد: «لا أبحث عن النجومية، ولا أعتقد أن أياً من زملائي معنيون بها بشكل مباشر، لكن اختيارنا في هذه المبادرة سينعكس بشكل كبير على قدرتنا على إيصال ما نبدع».

وأضاف الجيم، الذي عُرف بشكل خاص بفيلمه القصير «الحوت» الحائز جوائز مهرجانية دولية عدة: «يحسب لمهرجان دبي الدولي بكل تأكيد استدعاؤه لهذه المبادرة العالمية، وتحويلها إلى منصة لاستقطاب المواهب».

المخرجة اللبنانية، مونيا عقل، التي تشارك في مسابقة المهر العربي للأفلام القصيرة بفيلمها «صبمارين»، واختيرت ضمن كوكبة «نجوم الغد»، تؤكد أيضاً أن غبطتها الرئيسة لم تتعلق بفكرة الانبهار بصفة «النجومية»، مضيفة: «يفشل المخرج أو الفنان عموماً إذا وضع نصب عينيه هدف النجومية، ويجب أن يكون مخلصاً لتجويد نتاجه».

المخرج الأردني، أمجد الرشيد، صاحب فيلم «الببغاء» المشارك في مسابقة مهر الأفلام القصيرة، اعتبر أيضاً أن «المبادرة فرصة للتركيز على أعمال غير تقليدية، تعكسها النتاجات الشابة».

موزة المزروعي: أنا موجودة

بخلاف شكواها المستمرة من تجاهل دعوتها في دورات المهرجان السابقة، وهو ما كانت تنفيه بالدليل القاطع إدارة المهرجان، بادرت الفنانة، موزة المزروعي، بالتأكيد لـ«الإمارات اليوم» أنها موجودة في هذه الدورة.

وبالفعل قدمت المزروعي إلى للحفل الافتتاحي الذي ظهر فيه أيضاً عدد من الفنانين الإماراتيين، منهم أحمد الجسمي وعبدالله أبوعابد وعلي الياسي وحبيب الياسي وهيفاء حسين وغيرهم.

«لومير».. ثقافة سينمائية

تم عرض معرض «لومير» يتطرق إلى مرحلة بدايات نشأة السينما من خلال 98 فيلماً محفوظة ومرممة بتقنية التصوير عالي الدقة.

وقدم العرض مدير مهرجان «كان» السينمائي، الفنان تيري فريمو، الذي يتولى أيضاً إدارة معرض «لومير» في مدينة ليون الفرنسية.

واستحوذ العرض على اهتمام المئات من رواد مهرجان دبي السينمائي الدولي، عبر مبادرة تهدف إلى نشر الثقافة السينمائية المعلوماتية، جنباً إلى جنب المتعة الترفيهية البصرية التي تتيحها عروض المهرجان.

جون مادن: شكراً دبي

وجّه مخرج فيلم الافتتاح «الآنسة سلون»، جون مادن، رسالة تحية إلى إمارة دبي عموماً، وإلى مهرجان دبي السينمائي بصفة خاصة.

وأضاف مادن: «لم أكن أتوقع بالطبع أن يتم ترشيح فيلمي لليلة الافتتاحية لهذا المهرجان السينمائي الراقي، وأتمنى أن يكون العمل قد حاز بالفعل قبول ضيوف المهرجان».

وأبدى مادن حماسته لتلقي وجهات النظر النقدية حول الفيلم.

%35 من الجهد التنظيمي

وجّه رئيس مهرجان دبي السينمائي، عبدالحميد جمعة، رسالة شكر لنجوم السينما العالمية والعربية والعالمية، الذين لبوا دعوة «دبي السينمائي» لحضور حفل افتتاح دورته الـ13.

وأضاف جمعة في تصريحات لـ«الإمارات اليوم»: «بالنسبة لنا كفريق المهرجان، بمجرد مرور الليلة الافتتاحية على النحو المأمول لها، نعتبر أننا أنجزنا 35% من المهمة والجهد التنظيمي».

وحول الانطباعات الأولية لمشاهدة فيلم «الافتتاح» قال: «في مسألة تقييم الأفلام تبقى المسألة دوماً نسبية».

تويتر