«دبي للاستوديوهات» استعرضت «ستار تريك» وصناع الدراما المحلية شغلوا «كواليس المهرجان»

ليلة إماراتية في أيام «دبي السينمائي»

صورة

لم يعد يفصلنا عن إسدال ستار دبي السينمائي على فعاليات دورته الـ12 سوى 24 ساعة فقط، ومع البانوراما المتنوعة من الأعمال والورش والوجوه الشهيرة والشابة في أروقته ونتاجاته، لم يغب الحضور الإماراتي، وجاءت الليلة الخامسة لتكون إماراتية بامتياز، بدءاً من التاسعة والنصف صباحاً، وهو موعد لقاء في كواليس الفيلم العالمي «ستار تريك»، الذي صور جانب كبير منه في دبي، انتهاء بالعروض المسائية، وفعاليات السجادة الحمراء المسائية.

وفي الوقت الذي شاركت فيه المخرجة الإماراتية نائلة الخاجة، في تقديم الحفل الخيري السنوي الذي يقام بالشراكة بين «دبي السينمائي» و«دبي للعطاء»، التي استضافها هذا العام فندق «فور سيزون»، كانت أروقة المهرجان وقاعات مؤتمراته وشاشاته مشغولة بعروض ولقاءات ذات طبيعة إماراتية خالصة، خصوصاً أفلام «ساير الجنة» لسعيد سالمين، وفيلم «في سيرة الماء.. والنخل.. والأهل»، طرائحة الخبز، لمنال بن عمرو، و«عبدالله» لحميد السويدي.

صوت جهوري

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/12/8ae6c6c5502ee51c0151a166b5804d2c.jpg

لم يستطع الزملاء في القنوات التلفزيونية المختلفة العمل إلى جوار آخرين، من ممثلي وسائل الإعلام المختلفة، حينما يكون أحدهم في حوار مع الفنان المصري محمود حميدة، بطل فيلم «نوارة» الذي ينافس ضمن جوائز مسابقة مهر الأفلام الروائية هذا العام.

حميده، خصوصاً في أحاديثه التي يعلم أنها لا تنقل على الهواء مباشرة، يتمتع بصوت جهوري، عال جداً، كما أن بعض عباراته يتحتم إخضاعها للمونتاج، عن طريق «القص»، نظراً لأنها لا تتناسب ومعايير البث الإعلامي.

في الأماكن المفتوحة في مدينة جميرا تبقى الإشكالية أقل حدة، وهو الحل الذي رآه البعض نموذجياً للمواءمة بين استضافة حميدة وآخرين، من بينهم شريكته في بطولة فيلم «نوارة» منة شلبي، وآخرين، من خلال الإطلالة البحرية لفندق القصر.

تضمنت الليلة أيضا مزاداً خيراياً وصل ريعه إلى أكثر من مليون دولار، كما تواصل حضور النجوم على سجادة المهرجان الحمراء لحضور العروض المميزة التي يفرد لنجومها يومياً السجادة الحمراء، التي عرفت نجوم بوليوود أيضاً من خلال كوكبة من النجوم، تقدمهم النجم الهندي شاروخان، بطل فيلم «الرجل الذي عرف اللا نهاية» فرض حضوره الخاص في الحفل الخيري إلى جانب النجمة الأميركية ايفا لونغوريا تقدمت مجموعة المشاهير الذين وجدوا في الحدث الخيري مثل ريتشارد درايفوس، والممثل الأرجنتيني الكوميدي جويليرمو فرانتشيلا، ومايكل بي جوردن الذي أطل بالزي الإماراتي، تيرانس هوارد، إضافة إلى النجم البريطاني روبرت إيفيريت.

الرئيس التنفيذي لمدينة دبي للاستوديوهات، جمال الشريف، الذي يترأس أيضاً لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، أكد أن هناك شراكة دائمة بين دبي السينمائي من جهة، و«دبي للاستوديوهات» واللجنة المختصة بدعم الإنتاج السينمائي والتلفزيوني في الإمارة من جهة أخرى، مؤكداً أن المهرجان بآلياته المختلفة، بما في ذلك سوقه السينمائية واللقاءات والورش التي يتيحها، يمثل فرصة جيدة لتوجيه أنظار جهات الإنتاج المرموقة والواعدة إلى نجاعة الاستفادة من الإمكانات التي نقوم بتوفيرها في مجال التصوير والإنتاج السينمائي والتلفزيوني.

الفنانة الإماراتية القديرة رزيقة طارش، أبدت تفاؤلها بالحراك السينمائي الناشئ الذي يتخلل المهرجان، مضيفة: «حينما أرى شبابنا يعروضون أفلامهم وتجاربهم بكل ما فيها من تفاصيل للبيئة الإماراية وسط كل هذا الكم الهائل من النجوم، فلا يمكنني إلا أن أكون متفائلة».

وتابعت: «يتوافر أمام الجيل الحالي من السينمائيين ما لم يتوافر أقل القليل منه للأجيال السابقة، بمن فيهم جيلي، لكن من المهم أن نسعى لصناعة أفلام وقصص تشبهنا، من خلال النبش في الواقع المحلي، وهو أمر لا يتعارض مطلقاً مع أن يكون النتاج نفسه بمقاييس عالمية».

الفنان حبيب غلوم أكد أن الشباب، ليس في مجال السينما فقط، بل في كل الفنون، يبقون الرهان الحقيقي في التجديد، وتجاوز «الفرص الضائعة»، مؤكداً أن السينما الإماراتية تمتلك مقومات كثيرة للانطلاق، ليس فقط على الصعيدين الخليجي والعربي، بل والعالمي أيضاً، ويبقى الأمر منوطاً بالقدرة على الابتكار، واستثمار الألق الكبير الذي تضفيه إقامة مهرجان سينمائي دولي، ذي سمعة عالمية، ويحمل اسم دبي، من أجل النهوض الحقيقي بتلك الصناعة.

وبعد أن حصد جائزة أفضل إنتاج مجتمعي من وزارة الداخلية، وهي الجائزة التي سلمت له في الليلة الختامية لمهرجان دبي السينمائي، يعود المخرج سعيد سالمين بفيلمه «ساير الجنة»، لينافس في جائزة المهر الروائي العربي هذا العام، كمؤشر لدرجة النضج التي وصل إليها الفيلم الإماراتي.

ويرى سالمين أن الفيلم السينمائي الإماراتي، رغم المميزات الكبيرة التي وفرتها المهرجانات المختلفة، إلا أن طريقه إلى دور العرض التجارية لايزال هو إشكاليته الكبرى، مضيفاً: «هناك مشاركات قوية للفيلم الإماراتي في المهرجانات السينمائية، بما فيها العربية والعالمية، لكن سيبقى المحك الرئيس لانتشاره جماهيريا هو مدى تقبله في دور العرض التجارية».

ويرى سالمين أن فكرة المراهنة على فيلم إماراتي ذي تمويل كبير لن تكون حاضرة على المدى القريب على الأقل، مضيفاً «هناك قناعة بأن المراهنة على أفلام ذات ميزانية مرتفعة مخاطرة لا يمكن أن تكون مصيبة، لذلك فإن الأفلام ذات الميزانيات المتوسطة يمكن أن تكون هي الخيار الأفضل للمخرجين والجهات الإنتاجية»، مشيراً إلى أن هذا الاتجاه هو خيار مرتبط بالسينما الخليجية عموماً، وليس السينما الإماراتية فقط.

لكن سالمين في المقابل أكد صيغة التفاؤل لجهة وجود عدد جيد من الأفلام الإماراتية المشاركة في البرامج والمسابقات المختلفة للمهرجان، مضيفاً: «لانزال في مرحلة الحراك السينمائي، وكل احتكاك للسينمائيين الإماراتيين الشباب، يصب من دون شك في مصلحة مستقبل الصناعة السينمائية المحلية».

تويتر