جمهور انتقد الفيلم ومنحه علامة راوحت بين صفر و6 درجات

«أميركان سنايبر».. يقنص الأبـــرياء ويمجّد الحرب

الفيلم يحتفي بقناص أميركي راح ضحيته أكثر من 160 عراقياً. من المصدر

مشهد «الرضيعة الدمية» كان الأكثر سخرية من قبل كثيرين من مشاهدي فيلم «القناص الأميركي» (أميركان سنايبر) حول العالم، أما بالنسبة للمشاهدين العرب الذي تابعوا الفيلم في دور السينما المحلية، فكانت السخرية المغلفة بالألم حول السبب الذي رواه الفيلم عن سبب احتلال القوات الأميركية العراق، وهو أحداث 11 من سبتمبر 2001، إذ صوّر ذلك الفيلم، الذي حظي بأعلى ترشيحات لجائزة الأوسكار، وكأنه حرب على الإرهاب؛ واتفق غالبية المشاهدين الذين استطلعت «الإمارات اليوم» آراءهم أن الفيلم الذي يحتفي بقناص أميركي ذهب ضحيته أكثر من 160 عراقياً، مبني على وقائع مغلوطة، وضعت الجندي الأميركي وكأنه الضحية، بالإضافة إلى تمجيد الفيلم للحرب والقتل.

الفيلم الذي يقوم على مذكرات القناص الحقيقي الراحل كريس كايل، هو من إخراج كلينت إيستوود وبطولة برادلي كوبر وسينا ميلير، ومنحه الجمهور علامة تراوحت بين صفر إلى ست درجات، بناء على عاطفتهم، التي لم تجد في الفيلم سوى أداء مهم لبطله كوبر، وفي محاولة بائسة من قبل المخرج وكاتب السيناريو بإضفاء إنسانية على جنود أميركيين قتلوا العديد من الأبرياء بحجة محاربة الإرهاب، وخرج مشاهدون وهم يتحسّرون أكثر على العراق.

غياب الواقع

بناء قصة الفيلم لم يستند إلى الواقع؛ حسب تعبير إبراهيم غزلان (30 عاماً)، مضيفاً «عندما تشاهد فيلماً يقول لك إن الحرب على العراق جاءت للقضاء على الإرهاب لن تصدق، إذ إن جيلي شاهد على هذه الحرب، التي كانت مبينة على كذبة وجود أسلحة دمار شامل؛ والتي تبين أنها لم تكن موجودة أساساً».

وتساءل غزلان «إلى متى ستظل السينما تصور الجندي الأميركي على أنه ضحية أو أنه غبي لا يفهم ما يجري حوله، وكيف يرضى الجندي الأميركي بتلك الصفات التي تترسخ بكل فيلم يحكي عنهم؟». وتابع إن «الفيلم موجع وجعلني أتألم عل حال العراق التي لم تنتج فيلماً واحداً يحكي مثلاً عن قضية سجن أبو غريب؛ وهي الحقيقة» .

في المقابل، أشار محمد أحمد (40 عاماً) إلى أن الفيلم عبارة عن «جزء من الدعاية للمؤسسة العسكرية في أميركا عن طريق صناعة بطل خارق مثل رامبو وغيره، وأعتقد أن فيلم الحرب إذا لم يكن مبنياً على حكاية إنسانية، فستظل الحرب مؤججة».

بين نظرتين

بين نظرتين« نظرة الأميركي الذي يرى كريس كايل بطلاً، ونظرة العراقي الذي يراه قاتلاً، لم يستطع المخرج أن يخلق توازناً، بل رجح كفة البطل الأميركي الأوحد، الذي يحارب الشر في أي بقعة من العالم، واكتفى بتقديم العراقي وكأنه همجي شرير، مع أنه أوضح أن القاعدة تستهدف العراقي أيضاً الذي يعارضهم.

من ناحيتها، انتقدت سندس أحمد (34 عاماً) الفيلم؛ لأن فيه الكثير من المغالطات التاريخية و»لم يعجبني شيء سوى الدور الذي أداه برادلي كوبر لأنني عرفت هذا الممثل من خلال المسلسلات التلفزيونية، ومشاهدته بهذا النوع من الأفلام جعلتني أفاجأ به«.

وأضافت أن «الفيلم سيرضي الذوق الأميركي المتعطش دائماً للصورة الأولى لديه بأنه بطل العالم في كل شيء، لكنه سيغضب أصحاب الحق الذين يعرفون ماذا حصل في العراق؟».

«تصوير العراقي وكأنه همجي شرس إهانة ليس للعرب فحسب؛ بل للإنسانية» هذا ما قاله عبدالقادر الغانم (29 عاماً) مضيفاً أن «مشهد القناص وهو يتلذذ بقتل الناس، بناء على تعليمات تأتيه عبر السماعات، مصدقاً أن كل من يقنصه إرهابياً من القاعدة، يؤكد تماماً أن الرواية الأميركية والإعلام الأميركي استطاعا بالفعل أن ينجحا في غلغاء عقل كثيرين»، مؤكداً أن «الفيلم موجع تجاه العراق، نعم نحن ضد الإرهاب، لكننا ضد الكذب أيضاً، فالحرب على العراق لم تكن بهدف محاربة الإرهاب» على حد تعبيره.

الايمان

كايل ببساطة شخص تربى على حب الوطن مثل أي شخص في هذا العالم، وعندما سنحت له الفرصة للتعبير عن حبه للوطن كانت تجربته في العراق، وأنه ذاهب ليحمي زوجته ورضيعته من الإرهاب الذي يستهدف وطنه، ذهب وهذه الفكرة هي التي كان يرددها، فالقضاء على الأشرار من مهمته ليستطيع أن يصبح أباً، فالعودة الى المشهد الأول الذي يلخص الفيلم دون الخوض في تفاصيله جعل المشاهد يراقب البطل وهو على سطح أحد الأبنية في العراق، يحاول قنص طفل يحمل قنبلة، مع أن الذاكرة به تعود إلى طفولته، وإلى يوم إنجاب زوجته، لكن حبه لوطنه حسب توصيف الفيلم يجعل من كل شخص سواء كان طفلاً أو بالغاً خطراً على أمن بلاده ما دام يحمل سلاحا، وقتله مباح.

بعد مشاهد مركزة بشكل عميق على القناص وعلى بطولاته حسب الرواية الأميركية في الفيلم ، تأتي فترة ما بعد الحرب، والعودة إلى الوطن والعائلة والأبناء والحديقة، لم يستطع البطل التعايش مع كل هذا، فحسب ياسر دعيبس (45 عاماً) «لن يتعايش لأنه ببساطة هو الوحيد الذي يعلم أنه قتل أبرياء، مهما حاول مسؤولوه إقناعه بالعكس». فتنتقل الأحاسيس حول البطل في أفكاره وطريقة التعامل مع محيطه بعيداً عن القنص والقتل، القلق على وجه زوجته، عدم القدرة على التعامل مع الأطفال، كل شيء توقف تماماً، كما لحظة النهاية التي تعد خلاصة لكل ما حدث، على الرغم من أن الغالبية تتوقع أن النهاية مرتبطة بواقع كايل الذي قتله زميله في الجيش، لكن النهاية تستحق المشاهدة.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

 

تويتر