الفيلم منحه مشاهدون 7 إلى 10 درجات

«مانوليتي».. في حلبات العشـــق والموت

«مانوليتي» يواجه الموت في سعادة. أرشيفية

تفاصيل تجمع بين العشق والموت، تتداخل في فيلم يجسد شخصية واحد من أشهر مصارعي الثيران في إسبانيا، ويحمل الفيلم الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية، لقب المصارع الشهير «مانوليتي»، وهو من بطولة بينولوبي كروز، وادريان برودي، ومن اخراج الهولندي مينا ماجيس.

جمهور «مانوليتي» انقسم بين متعاطف مع علاقة العشق التي جمعت بين البطل والبطلة، وآخر لم يتفاعل مع النهاية الحزينة الواقعية، مانحين الفيلم علامة راوحت بين سبع و10 درجات.

يحكي الفيلم الذي أنتج في عام،2007 وافرج عنه هذا العام، قصة مصارع ثيران عرفته حلبات اسبانيا، وعشاق هذا النوع من الرياضة، فمسألة مواجهة الموت في متعة تظهر في استعراضات جسده، ولمعات عيونه وهو ينظر الى الثور، كانت من أشد المشاهد تأثيرا لدى الجمهور، فالبطل يذهب ليموت، واذا عاش فلأن القدر أراد ذلك، وخلال بحث البطل عن الموت ظهرت شخصيته المحبة للحياة، من خلال قصة عشق بينه وبين لوب سين التي تترك عملها عاهرة، لتبقى الى جانبه طوال حياته، وقد صدقت، وبين حب مانوليتي للموت، وحبه لعشيقته تكمن الحكاية.

أسطورة تذبل

قالوا عن الفيلم:

- «الفيلم يجعل من مصارع الثيران الرجل الصالح، حتى مع مشاهدتنا معاناة الثيران». خور دي مدير شركة كي إي إس لمكافحة مصارعة الثيران

- «الفيلم حول قصة حب، وليس هناك دم يظهر، وهناك مشهد واحد ينطوي على مصارعة الثيران، لكنه لا يظهر معاناة الحيوانات». منار تولا من «صنداي تلغراف»

- «مشاركة كروز وبرودي في الفيلم لا يعني أنهما يؤيدان مصارعة الثيران، فكروز قالت في الماضي إنها تعارض ذلك». أندريس فيسنتي غوميز المنتج المشارك في الفيلم

- «قصة عاطفية في غاية الروعة، ومؤلمة لأنها حقيقية، لكن الحوار كان ضعيفاً جداً». لوري هافوما من «أتلانتيك سيتي ويكلي»

- «فيلم يعتمد على الاستعراض أكثر منه على السيناريو، لذا القصة لم تكن محبوكة». أرون هيلز من «تايم آوت نيويورك»

يبدأ الفيلم بإظهار حياة مانوليتي السابقة منذ كان طفلاً، إذ انحدر من عائلة فقيرة، وحرم من أبسط احتياجاته، كالحصول على حذاء جديد مثلاً، لتتطور الحكاية، ويتحول هذا الطفل الفقير الى اكثر الرجال شهرة في وسط النساء، لأنه بنظرهن الأشجع، فهو يقف أمام الموت المحقق دائما من قبل الثيران، من دون أن يرجف له جفن.

وصفت سميرة عمار (30 عاما) الفيلم بالـ«رائع، ففيه من الحب الكثير، مع أن النهاية كانت مؤلمة جدا»، مانحة اياه 10 درجات.

في المقابل، قالت منال ابراهيم (27 عاماً): «أنا لا احب هذه الرياضة، لكنني متيّمة بالشخصيات التي تركت اثرا في الذاكرة، ووالدي كان يقول مانوليتي دائما عندما يستشهد بتحدي الموت، لذلك جئت لمشاهدة الفيلم»، مضيفة أن قصة العشق فيه اهم من المواجهات الدموية في المبارزات بحلبات مصارعة الثيران، مانحة الفيلم ثماني درجات.

أما بالنسبة لريهام عزت (22 عاما) والتي ظهر على وجهها الحزن من نهاية الفيلم، فقالت إن «موت شاب بهذه الطريقة كان صدمة بالنسبة إلي، خصوصا أن حبا كان ينتظره»، مشيرة إلى أن المخرج أظهر البطل الاسطورة وكأنه يناجي الموت بأن يأخذه، وهذا مأخذها على الفيلم، وأعطت «مانوليتي» سبع درجات.

قصة الحياة والحب والموت بالنسبة لعائشة الظاهري «هي قصة حياتنا، وبما أن قصة الفيلم حقيقية فهي تتناول مشاعر كثيرين. الفيلم رائع جعلني أعيش لحظات متداخلة في عاطفتي تجاه كرهي لمبارزة الثيران، واعجابي بطريقة الحب التي جمعت بين العاشقين»، ومنحت الفيلم ثماني درجات.

شغف

خلال أحداث الفيلم يظهر مانوليتي وهو مأخوذ بنفسه، وكل النساء يطاردنه كي يحصلن على ابتسامة، فهو الذي يصرع الثيران، ويتحدى الموت كي ينتصر عليه، ولم يكن يتوقع أن يذوب في عشق امرأة لها تاريخ سيئ مع الرجال، انقلبت حياته تماماً، وأصبح متناقضاً في سلوكياته حتى اثناء مبارزته للثيران، فقد اصبح اكثر اقداما وتحديا واستفزازا، كي يحظى بتصفيق عشيقته التي تنظر اليه مزهوة.

لاحظت رولا بيطار (24 عاما) أن الفيلم يريد أن يقول إن المرأة سبب في كل المصائب «فمصارع الثيران يعني مصارع الموت، واذا نجا فهي المصادفة، وعندما صار عاشقا اصبح اكثر تحدياً، ليثبت لعيشقته قوته، لكنه بالاساس يمتهن هذا الشيء»، معتبرة أن البطل مات لحبه للمصارعة وليس بسبب حبه لعشيقته، مانحة الفيلم سبع درجات.

في المقابل، قال علي مصطفى (28 عاما) إن «الفيلم مملوء بالحب والشغف والرومانسية في ظل افلام الآكشن والثلاثية الابعاد، ولقد أحببت كل تفصيلة فيه، وعلى الرغم من النهاية وآلامها الا انه يعطي أملا في التضحية والحب»، مانحاً اياه 10 درجات.

وعبر عيسى نمر (23 عاما) عن كرهه اساسا لهذا النوع من المبارازت «ففيها الموت لأحد الطرفين، المبارز أو الثور، فالفكرة في الأساس مؤلمة، لكن حالة الحب التي جمعت البطل مع حبيبته، كانت مثل البلسم الذي يجعلنا نراقب هذا المبارز الذي ينتظر نظرة حب من عشيقته»، مانحاً الفيلم 10 درجات.

في الفيلم، حسب دانيال سعادة (39 عاما) يظهر الحب الدفين للموت من قبل مانوليتي، إذ يجهز نفسه كأنه يجهز كفنه بكل حب، مضيفاً «الفيلم معقد، وفكرة الموت المحتوم والمعروفة أسبابه مقابل الحياة التي تتمثل بعلاقة عشقه، تركيبة موجودة في كل شخص فينا، لكنها تختلف في التطبيق بين شخص وآخر». مانحاً الفيلم 10 درجات.

مآسي الحروب

تكمن تفاصيل الفيلم في مسألة هروب الناس من مآسي الحروب، والارتماء في حضن كل ما يبعث في صدورهم الراحة والسعادة، حتى لو كان ذلك عبر متابعة مبارزة الثيران، وأمل الناس في نهاية الحرب العالمية الثانية في مستقبل خالٍ من الدم، وتحدي الثيران كان جزءا من ردة الفعل عن غضب الانسان الذي يقتل الانسان. في الفيلم قصة موت وحياة وعشق، يموت مانوليتي، لكن الأهم أن حبيبته تصبح زوجته لدقيقة ربما، وهذا مكمن الحكاية، او تتويج علاقة الحب الدموية.

الحرب هي السبب في خلق الأساطير، هذا ما أشار إليه أبوباشق اليماني (55 عاماً) «فلولا الحرب ما كنا سمعنا عن مانوليتي، ولا عن حكاياته، كل الأمر أنه كان صغيرا عندما مات وكان عاشقا، ما جعل الناس يذهبون الى قصته كي ينسوا مرارة الحرب، ومنظر الدم في الشوارع وساحات الحروب»، مانحاً الفيلم 10 درجات.

يشار إلى أن مانويل ردريغاز سانشيز، الملقب بمانوليتي، توفي عن عمر يناهز الـ30 عام ،1947 في ذروة شهرته.


أبطال العمل

بينولوبي كروز

ممثلة اسبانية ولدت عام .1974 فازت بأوسكار أفضل ممثلة بدور مساعد في فيلم فيكي كريستينا برشلونة عام ،2008 ورُشحت لاثنتين أخريين عن فيلم تسعة عام ،2010 وفتاة أحلامك عام ،2006 وفازت بجائزة جويا كأفضل ممثلة عام 1998 عن فيلم فتاة أحلامك، وعام 2006 عن فيلم العودة.

أدريان برودي

ممثل أميركي ولد عام ،1973 فاز بجائزة اوسكار عام 2002 لأفضل ممثل عن فيلم «ذه بيناسيت»، وكان حينها أصغر ممثل يحصل على جائزة اوسكار، كما حصل على جائزة سيزر، في العام نفسه عن الدور نفسه، وحصل أيضا على جائزة غولدن غلوب كافضل ممثل عن الفيلم نفسه.


عالمان

كانت الصورة النمطية لإسبانيا التي شاعت حول العالم خلال عقد السبعينات من القرن الماضي تتمثل في مغنية فلامنكو أو مصارع ثيران، أو ممثلة ومصارع ثيران معاً. بيد أن الصورة تغيّرت قليلا حاليا وصارت أكثر حداثة. فهي راهناً مزيج بين مصارع ثيران وعارضة أزياء أو مذيعة تلفزيونية. الحقيقة أن أول من زاوج بين العالَمين ـ عالم مصارعة الثيران وعالم الفن ـ لويس ميغيل دومينغين، فقد ارتبط هذا «الماتادور» الشهير بعلاقات مع نجمات سينما عالميات، مثل ديبورا كير ولورين باكال أو رومي شنايدر. وكان دومينغين أحد مصارعي الثيران الذين أسهموا في خلق صورة «الذكورية الإسبانية المفرطة» التي شاعت في العالم خلال السنوات الـ50 الماضية. وكانت أبرز علاقات دومينغين النسائية تلك العلاقة العاطفية الحارة التي ربطته بالممثلة الأميركية العالمية آفا غاردنر، وملأت صفحات الجرائد والمجلات. أما صداقاته الرجالية العادية فكانت أشهرها صداقاته الوثيقة مع الرسامين الإسبانيين العالميين الشهيرين سالفادور دالي وبابلو بيكاسو، والروائي الأميركي إرنست همنغواي، والممثل والمخرج العالمي أورسون ويلز الذي توجد مقبرته في المنزل الريفي لعائلة مصارع الثيران الشهير بجنوب إسبانيا.


إنتاج تونسي

أنتج فيلم «مانوليتي» عام ،2008 وعرض للمرة الأولى في مهرجان تونينتو الدولي، وتم ايقاف توزيعه على دور السينما لخلاف بين المنتج وفريق العمل، ثم أعيد عرضه أخيراً في الصالات السينمائية العالمية.

ويتميز الفيلم الذي بلغت تكاليفه 20 مليون دولار، وهو من إنتاج التونسي طارق بن عمّار مع مساهمة من وزارة الثّقافة الإسبانيّة ومموّلين آخرين، باعتماده على أحدث التقنيات السينمائية. وجسد شخصياته نخبة من أفضل الممثلين في هوليوود. وبطل الفليم الممثل الأميركي أدريان برودي يعد أصغر ممثل ينال الأوسكار عن فيلمه (ذه بيناسيت) في سنة .2003 وأمكن للجمهور التونسي مشاهدة الشريط في الوقت نفسه الذي بدأ فيه عرضه في عدد من العواصم والمدن العالمية الأخرى.

تويتر