حصل على 5 إلى 9 درجات بتصويت مشاهدين

«ظل البحر».. حياة بين زمانين

«ظل البحر».. يصور حياة المجتمع الإماراتي وقضاياه. أرشيفية

حول الحياة البسيطة في مجتمع الإمارات قديماً وعلاقته الوثيقة بالبحر، كونه مصدراً اساسياً للحياة، وما وصل إليه المجتمع من تطور متتابع وسريع، بدءاً من مرحلة السبعينات من القرن الماضي، قدم المخرج الإماراتي نواف الجناحي فيلمه الروائي الطويل الثاني «ظل البحر» الذي عرض ضمن مسابقة «آفاق جديدة» في الدورة الخامسة من مهرجان أبوظبي السينمائي. ويصور الفيلم حياة الإماراتيين بين زمانين.

وأكد معظم مشاهدي الفيلم أنه تجربة تستحق الثناء في ظل البدء في صناعة سينمائية جادة في الدولة، وآخرون قالوا إن الفيلم لم يكن واقعيا بقدر ما كان حالما، فيما ذهب آخرون إلى لوم مخرج العمل لعدم استخدامه الزي الوطني في المشاهد. ووصف البعض الفيلم بأنه جريء في الطرح.

قالو عن الفيلم

«تذكرت طفولتي وتعلقي بعباءة أمي ورائحة عباءتها التي كانت تمثل لي الوطن في ذلك الوقت، وعندما كبرت وتعرفت إلى السينما، اكتشفت أنها هي الأخرى بمنزلة وطن لي. ومن خلال فيلم (ظل البحر) استطعت أن أجمع بينهما».

كاتب العمل - محمد حسن أحمد

 

«جاء الفيلم خطوة إلى الأمام بالنسبة إلى مخرجه نواف الجناحي وكاتب السيناريو محمد حسن أحمد، ومؤلف الموسيقى إبراهيم الأميري، ونحو مزيد من النضج، وهم العناصر الإماراتية في الفيلم، إلى جانب مجموعة الممثلين والممثلات الذين نجح المخرج في اختيارهم وإدارتهم. ورغم ما يؤخذ على الفيلم من تبسيط وأي ملاحظات على التصوير والمونتاج والمكساج، ترجع إلى (غربة) الفنيين عن المكان والزمان، فنحن أمام فيلم عن حي فقير في رأس الخيمة، لا نرى فيه ناطحات سحاب، ولا رجالاً بالأبيض ونساء بالأسود، ولا مراكز للتسوق، وإنما شخصيات إنسانية حية في حياة يومية قاسية».

سمير فريد - من صحيفة «المصري اليوم»

 

«هذا الفيلم يؤكد التزامنا بمساعدة صُنّاع السينما في الإمارات».

محمد العتيبة - رئيس «إيمج نيشن أبوظبي»

 

«الفيلم يحمل بين طياته العديد من القضايا الإنسانية بصرف النظر عن الفكرة التي يحاول طرحها كعمل فني. إنني سعيد بتكرار التجربة مع المخرج نواف الجناحي، ولكن هذه المرة في فيلم روائي طويل باعتباره أحد المخرجين المميزين».

الفنان أحمد ايراج

«ظل البحر» من بطولة عائشة عبدالرحمن وحسن رجب وبلال عبدالله وعلي الجابري وأحمد إيراج وعمر الملا ونيفين ماضي وأبرار الخضري، إلى جانب كل من خديجة الطائي وسالي سعيد وعبدالله الرمسي وشهاب خاطب.

ويتناول الفيلم قصة شاب وفتاة إماراتيين (منصور وكلثم) ينشآن في حي «فريج» قرب البحر ويدخلان في رحلة لاكتشاف الذات، خصوصاً المتعلقة بمشاعرهما. وينقل الفيلم تفاصيل حياتية، منها ما هو متمثل في سلوك الأب نتيجة لموت الأم، وعدم مراعاته لابنتيه كلثم ومريم، ومنها ما يتعلق بمعاناة بعض الأسر، مثل أسرة منصور، بعد تعرض عائلها لإعاقة تمنعه من القيام بواجباته، إضافة الى قضية التحرش الجنسي بفتيات صغيرات، وقضية المرأة المطلقة والنظرة الاجتماعية لها، وغيرها من التفاصيل التي تبحث كلها عن بر الأمان. حصل الفيلم الذي تدور أحداثه في 98 دقيقة، على علامة راوحت بين خمس الى تسع درجات، وفق تصويت مشاهدين.

صورة خلابة

منذ بداية الفيلم يشعر المشاهد بالصورة التي تفوقت على السيناريو في حالات عدة، حيث وصفت بالخلابة، والتي استطاع فيها الجناحي أن يدخل المشاهدين إلى تفاصيل حميمة لها علاقة بشكل الفريج والماضي والطفولة.

قالت ميثة العلي «أنا فخورة جداً بمستوى الفيلم من الناحية الفنية، الا أنني انزعجت من بعض التفاصيل فيه»، موضحة ان الصورة خلابة وطريقة الإخراج مهمتان، إلا أن الحكايات كان فيها بعض الملل، والبعد عن الواقعية، مانحة إياه سبع درجات.

في المقابل، قال يعقوب الرفيع «هي الحياة التي نشتاق إليها، وقد استطاع الجناحي ان يضعنا أمامها بصورة ذكية، فالتطور موجود لكن البحر موجود أيضاً وهو الملاذ والحضن الذي نحب ان نرتمي فيه»، مؤكداً ان «الفيلم جميل جدا واستمتعت بكل لحظة فيه»، مانحاً إياه تسع درجات

وأثنى حامد بن كرم على فريق العمل في الفيلم قائلاً «شعرت انني أشاهد فيلما عالميا من الناحية التقنية والفن في التصوير والرؤية الإخراجية وأداء الممثلين الرائعين». وقال «هذا هو التأكيد الكامل على المواهب في الدولة والتي تحتاج الى يد لتظهرها». واضاف ان «تفاصيل الحكاية سواء اتفقنا معها او رفضناها موجودة، ويعتبر المخرج جريئا في تسليط الضوء عليها»، مانحاً اياه تسع درجات.

الواقع والشكل

في الفيلم تلك البيوت المتراصة التي يعرف أهلها بعضهم بعضاً، يساندون وقت الشدة ويفرحون وقت الفرح، كأنهم عائلة واحدة، ومنصور ذلك الشاب الذي بدأ يعيش إحساساً جديداً في مراهقته، اذ بدأ يحب التجربة في كل شيء، وفي حين ينم ذلك عن عدم خبرة في تلك الأمور، يتباهى صديقه المعتز بشوط كبير سلكه في العلاقات الغرامية. اما أم منصور التي تصنع الشراب فتقوم بكل شؤون المنزل لأن زوجها المقعد لم يعد قادراً على العمل.

تفاصيل لها علاقة بتكوين الشخصية مع وجود عوامل خارجية تسهم في التحدي والتمرد، خصوصاً في علاقة منصور التي تتطور مع امرأة مطلقة تكبره بأعوام كثيرة، فينسى حبه العذري مع كلثم.

وتساءلت مريم الملا «أين الكندورة وأين الرداء الـــوطني للمـــرأة وأين البرقع للنساء الكـــبيرات في السن؟». وقالت «في الفيلم اسئـــلة لا يوجد لها إجابات، ومن المفـــترض ان يحتفي الفيلم باللباس الإماراتي، خصوصاً أنه سيجوب العالم».

وأضافت «أصبت بصدمة من الفيلم الذي كنت انتظره كثيراً»، مانحة اياه خمس درجات.

وشـــاركها التساؤل محمد عليان «للأسف غاب عن المخرج الاحتفاء باللباس الإماراتي وركز على قصــص بقدر واقعيتها إلا أنها ابتعدت عن الحقيقة بسبب الابتعاد عن الشكل الإماراتي»، مانحا إياه ست درجات.

في المقابل ذهبت زينة سلمان الى انتقاد اختيار الحلاق شريرا ومتحرشا بالأطفال، «هذه النظرة ظالمة لجالية محددة، حتى لو كان بينهم من ارتكب جريمة التحرش أو الاغتصاب التي سمعنا عنها كثيراً». وقالت «التحرش الجنسي جريمة، لكن حصرها في جالية معينة ومستوى اجتماعي معين لم يكن موفقا للمخرج»، مانحة الفيلم خمس درجات.

نظرة اجتماعية

فيلم «ظل البحر» يتناول بشكل أساسي التطور الحضاري السريع في المجتمع الاماراتي، مصوراً حياة الماضي والحاضر. وكانت نهاية الفيلم مفتوحة، كأنها تبشر بولادة جزء ثان يجمع الحبيبين (كلثم ومنصور) بعد أن تأكد أنها الحب الحقيقي وزواج تلك المطلقة بآخر.

جميلة حاج لم يعجبها دور المطلقة، وقالت «ظهرت المطلقة كأنها مشاع للجميع»، مضيفة «لم يوفق المخرج الذي يجب عليه ان يدعم هؤلاء النسوة، خصوصاً أنهن يعانين أصلاً من نظرة اجتماعية ظالمة نحوهن، فأظهرها تستغل الشباب الصغار لإشباع رغباتها»، مانحة الفيلم خمس درجات.

وقال محمد الدويري ان «الفيلم لم يراع المطلقة، ولم يظهر الإماراتي بصورته الحقيقي، كأنه من كوكب آخر». وأضاف «استأت كثيراً من مشاهد المطلقة مع الشاب المراهق، ما أشعرني بالغثيان»، رافضاً إعطاء أي نتيجة للفيلم.

في المقابل، أبدت سيرين صبري إعجابها الكبير بتناول المخرج واقعاً يعيشه الإماراتي، وسلط الضوء على هذا الواقع بجرأة ومهنية، مانحة إياه تسع درجات.


حول الفيلم

عرض فيلم «ظل البحر» الإماراتي للمرة الأولى ضمن فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان أبوظبي السينمائي.

تم تصويره في الإمارات، حيث صورت معظم المشاهد في إمارة رأس الخيمة.

واختارت «إيمج نيشن أبوظبي» عدداً من الممثلين من الذين سجلوا على موقع «أميراتي فيلم ستار» الذي أطلق في يونيو الماضي لإتاحة الفرصة أمام المواهب التمثيلية في المنطقة للمشاركة في الأفلام التي تخطط الشركة لإنتاجها.

وقال رئيس العمليات في إيمج نيشن أبوظبي، ستيفان برونر، إن «الموقع اسهم في جذب عدد كبير من المواهب ممن أبدوا رغبتهم في التمثيل في فيلم (ظل البحر)، وهذا أمر نفخر به نظراً للمستوى العالي من المواهب التي قابلناها في أول فيلم إماراتي نعمل على تنفيذه»، معرباً عن أمله في أن يحظى الفيلم بإعجاب الجمهور من كل الفئات والجنسيات.


كليك

تعرض الفيلم للوم من قبل مشاهدين إماراتيين، لأن أبطاله الذكور لم يظهروا بالزي الوطني. كذلك تعرض المخرج للوم لأنه لم يستعن بشخصيات إماراتية في تصميم الملابس، كما أظهر في مشهد العرس خروج العروس إلى عريسها من دون غطاء وبفستان مكشوف.

أحمد إيراج هو الفنان الخليجي الوحيد المشارك في الفيلم، بجانب عدد من النجوم الإماراتيين، ما تتطلب منه بذل أقصى جهد ليخرج دوره في أفضل صورة. وقال «هذا أكبر دليل على التعاون بين نجوم الإمارات والفنانين الخليجيين».


بطاقة الفيلم

**بلد الإنتاج: الإمارات .2011

**جهة الإنتاج: إيمج نيشن أبوظبي.

**تصوير: باولو أريش.

**مونتاج: توني روثنام وراؤول سكويكز.

**الموسيقى التصويرية: إبراهيم الأميري.

**إنتاج: رامي ياسين ودانييلا تالي.

**سيناريو: محمد حسن أحمد.

**إخراج: نواف الجناحي.


مخرج الفيلم

نواف الجناحي، ممثل ومخرج سينمائي من مواليد أبوظبي في السابع من فبراير .1977 بدأ التمثيل في عمر السابعة، وانتقل في عمر الـ19 إلى كاليفورنيا لدراسة فنون السينما.

بعد عودته إلى الإمارات أنتج وأخرج أفلاماً قصيرة مستقلة حازت جوائز وشاركت دولياً في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية المعروفة. آخر أفلامه القصيرة «مرايا الصمت» الذي استقبله نقاد سينمائيون وجمهور بحفاوة بالغة، واختير رسمياً في أكثر من 22 مهرجانا سينمائيا دوليا حول العالم، كان في عدد منها الوحيد من دولة الإمارات.

«الدائرة» هو عنوان أول أفلامه الروائية الطويلة، عرض منذ أبريل 2009 في مهرجانات سينمائية عدة حول العالم، ووصفه نقاد بأنه «نقطة تحول أساسية في السينما الإماراتية والخليجية». فيلم الجناحي الروائي الطويل الثاني «ظل البحر» الذي أنتجته بشكل كامل شركة إيمج نيشن أبوظبي، أقيم عرضه الأول في مهرجان أبوظبي السينمائي في أكتوبر .2011

تويتر