الاقتصاد تؤكد أن العملية اختيارية.. ومسؤولان في محلَّي «سوبرماركت» يبديان قلقاً من تراجع الأرباح

مستهلكون: منافذ بيع متوسطة تخلو من التخفيضات الرمضانية

منافذ البيع الكبيرة لديها قدرة على دعم عروض التخفيضات بعكس منافذ البيع المتوسطة والصغيرة. تصوير: أشوك فيرما

أكد مستهلكون لـ«الإمارات اليوم» خلوّ منافذ بيع متوسطة ومحال «سوبرماركت» في أبوظبي من عروض التخفيضات الرمضانية، في وقت عرض بعضها تخفيضات على عدد محدود من السلع، معظمها غير أساسي.

وأبدى مسؤولان في منفذي بيع تخوفاً من أن تؤدي التخفيضات إلى تراجع في الأرباح، لافتين إلى أن منافذ البيع المتوسطة لا تستطيع دعم السلع المخفضة بملايين الدراهم، مثل منافذ البيع الكبرى.

وفي وقت قال خبير بتجارة التجزئة، إن التخفيضات مكلفة، وليس من السهل على منافذ البيع المتوسطة تحملها، أوضحت وزارة الاقتصاد أن التخفيضات الرمضانية عملية اختيارية، وبالتالي لا يمكن فرض عقوبات على المنافذ التي تخلو من العروض الرمضانية.

آراء مستهلكين

تخفيضات مكلفة

قال الاستشاري المتخصص في تجارة التجزئة، فيصل العرشي، إن التخفيضات مكلفة، ولذلك ليس من السهل على منافذ البيع المتوسطة تحملها، إلا إذا كانت هذه المنافذ جزءاً من شبكة محال أكبر، بحيث تقسم كلفة السلعة المخفضة على جميع محال الشبكة.

ودعا العرشي إلى قيام دوائر التنمية الاقتصادية بحملات إعلانية، وإدخال هذه المحال في الحملة من دون أن يكلفها ذلك أي مقابل مادي.

وقال: «إذا اقتنعت منافذ البيع المتوسطة بأن التخفيضات ستكون مجدية لها، فإن ذلك سيشجعها على الانضمام للحملة».

وتفصيلاً، قالت المستهلكة خولة الحمادي، إنها لاحظت خلو العديد من منافذ البيع المتوسطة و«السوبرماركت» من عروض التخفيضات الرمضانية، أو عرض تخفيضات على سلع غير أساسية وتضمنت أصنافاً غير معروفة.

وطالبت بضرورة ضم هذه المنافذ إلى عروض التخفيضات، لاسيما أن عددها كبير ومنتشرة في كل مكان، فضلاً عن قربها من المناطق السكنية.

بدوره، قال المستهلك أحمد السعدي، إن السلع المشمولة بعروض التخفيضات في منافذ البيع المتوسطة قليلة، وليست أساسية، لافتاً إلى أن عدداً من منافذ البيع المتوسطة القريبة من منزله وزعت كتيبات تتضمن عروضاً رمضانية، لكنه فوجئ بأن غالبية هذه العروض غير موجودة.

واعتبر السعدي أن وجود تخفيضات ملحوظة في منافذ البيع المتوسطة تفيد المستهلكين كثيراً، لاسيما أنهم يلجؤون إليها بدلاً من منافذ البيع الكبيرة، لقربها من أماكن سكنهم.

واتفقت المستهلكة ناجية محمد في خلوّ منافذ البيع المتوسطة «سوبرماركت» من التخفيضات الملموسة، مطالبة بزيادة عدد السلع المخفضة خلال شهر رمضان.

وأكدت أنها تفضل شراء احتياجاتها اليومية من منافذ البيع المتوسطة بينما تذهب إلى منافذ البيع الكبيرة مرة أسبوعياً.

دعم السلع

إلى ذلك، قال مسؤول المبيعات في سوبرماركت «ف.ا.م»، ديفي ناجبال، إنه من الصعب تطبيق المبادرة الخاصة بالعروض الرمضانية على منافذ البيع المتوسطة التي تحقق أرباحاً لا تعد كبيرة، في ظل تراجع المبيعات إلى حد ما أخيراً.

وأبدى ناجبال تخوفه من أن تؤدي التخفيضات إلى تراجع الأرباح، لافتاً إلى أن منافذ البيع الكبيرة تستطيع دعم السلع المخفضة بملايين الدراهم، وهو أمر لا تستطيعه منافذ البيع المتوسطة.

من جهته، قال مسؤول المبيعات في سوبرماركت بأبوظبي، أحمد عبدالنور، إن الـ«سوبرماركت» طرح تخفيضات على بعض السلع التي يكثر استهلاكها في رمضان مثل شراب «تانج»، و«اللقيمات»، فضلاً عن صنف واحد من الأرز، والزيت، وورق الألومنيوم.

وأوضح أن تقديم تخفيضات على عدد كبير من السلع ربما يؤدي إلى زيادة كمية السلع المبيعة، لكن قد يؤدي إلى تراجع الأرباح، خصوصاً أن منفذ البيع ليس كبيراً، ولا يستطيع تخصيص أموال لدعم السلع.

عملية اختيارية

إلى ذلك، قال مدير إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، الدكتور هاشم النعيمي، إن منافذ البيع المتوسطة والـ«سوبرماركت» تعد جزءاً أساسياً من مبادرة التخفيضات الرمضانية.

وأوضح أن التخفيضات الرمضانية عملية اختيارية من المنافذ والجمعيات، ولا يمكن فرض عقوبات على المنافذ التي تخلو من العروض الرمضانية.

ولفت النعيمي إلى أن منافذ البيع التي تعرض سلعاً مخفضة تحقق زيادة في المبيعات وزيادة في الأرباح، مؤكداً أن التخفيضات تذكي روح المنافسة بشدة بين المنافذ، ما يصب في مصلحة المستهلكين.

ودعا منافذ البيع المتوسطة للمساهمة بشكل أكبر في التخفيضات التي تأتي في إطار المسؤولية الاجتماعية، لاسيما في عام الخير الذي تكثر فيه المبادرات الاجتماعية.

وأشار إلى أن دراسات وزارة الاقتصاد أثبتت أن منافذ البيع التي تعرض سلعاً مخفضة يقبل عليها المستهلكون بشكل أكبر من منافذ البيع الأخرى.

تويتر