أكدوا أهمية البُعد الإنساني في قضايا تتطلب مساعدة عاجلة

عقاريون يطالبون بضوابط صارمة لتحديد الحالات المتعثرة «إيجارياً»

طالب عقاريون بوضع ضوابط صارمة لتحديد الحالات الإنسانية التي تواجه قراراً بإخلاء العين المؤجرة، مشددين على أهمية دراسة هذه الحالات بشكل دقيق، لمعرفة مدى استحقاقها للمساعدة المالية من التبرعات التي يقدمها فاعلو خير، وحتى لا يفتح الباب على مصراعيه لتعثر متعمد من قبل البعض.

وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن هناك حالات ذات أبعاد إنسانية في القضايا الإيجارية، وتتطلب مساعدة عاجلة، عند عرضها على مركز فضّ المنازعات الإيجارية.

يذكر أن مركز فضّ المنازعات الإيجارية، الذراع القضائية لدائرة الأراضي والأملاك في دبي، أطلق قبل أيام مبادرة لمساعدة المستأجرين المتعثرين، لافتاً إلى أنه حصل على تبرع بقيمة مليون درهم من أسرة المرحوم عبيد الحلو، لدعم المستأجرين المتعثرين من المحكوم عليهم في دعاوى إيجارية. وأشار المركز إلى أنه شكّل لجنة لدراسة الحالات المستحقة للدعم من هذا التبرع، انسجاماً مع مبادرة «عام الخير 2017»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة.

منظومة متكاملة

وتفصيلاً، أكد المدير الإداري لـ«شركة هاربور العقارية»، مهند الوادية، أهمية قرار مركز فض المنازعات الإيجارية بتشكيل لجنة لدراسة حالات المستأجرين المتعثرين التي تستحق الدعم، لافتاً إلى أهمية وضع منظومة متكاملة لاستقبال التبرعات الخاصة بالمستأجرين المتعثرين، وذلك من خلال وجود صندوق خاص، يمكّن المركز من التعامل مع الحالات الإنسانية التي تقابله، لاسيما تلك التي تكون الحالات فيها عاجلة، ولا تتحمل تأخيراً.

وشدّد الوادية على ضرورة دراسة الحالات الإنسانية المستحقة لهذه التبرعات في حال إنشاء هذا الصندوق، لافتاً إلى أن هناك حالات إيجارية تتطلب سرعة في المساعدة، لاسيما في حالات التأخر في دفع القيمة الإيجارية، التي لا يستطيع القاضي أن يفعل شيئاً حيالها سوى الحكم بإخلاء العين المؤجرة، التي يصادف أن تكون فيها أسرة من دون عائل، ما يجعل للبعد الإنساني أهمية في هذه الحالة.

تمحيص وتدقيق

واتفق الرئيس التنفيذي لـ«شركة ستاندرد لإدارة العقارات»، عبدالكريم الملا، مع الوادية في أن الحالات الإنسانية توقع القاضي في إشكالية كبيرة، ومن الممكن أن تكون هذه التبرعات مخرجاً لها، إذ يرضي القاضي ضميره في ألا يشرد أسرة، بسبب عدم دفعها القيمة الإيجارية، لافتاً إلى وجود سلوكيات إيجابية من قبل الأفراد الخيرين في المجتمع.

وشدّد الملا على ضرورة التمحيص والتدقيق بالنسبة للحالات المستحقة لمثل هذه التبرعات، مطالباً بضرورة وضع منظومة متكاملة لمعالجة مثل هذه القضايا ذات الشق الإنساني، التي يمكن أن تكون قليلة، إلا أن هناك احتمالية أن تؤذي أسراً بسبب ظروف إنسانية عادة ما تكون خارجة عن إرادتها، من مثل غياب رب الأسرة المعيل لسبب ما.

ضوابط صارمة

إلى ذلك، ربط المدير التنفيذي لـ«شركة الرواد للاستشارات العقارية»، إسماعيل الحمادي، بين انخفاض المنازعات الإيجارية والأداء الصحي للقطاع العقاري في دبي، مؤكداً أنها علاقة طردية، إذ كلما قلت المنازعات الإيجارية، كان هناك مزيد من الأداء الصحي للقطاع الإيجاري.

وأكد الحمادي أن مركز فض المنازعات الإيجارية يقوم بدور قوي في هذا الإطار، لكن الأمر لا يخلو من بعض الحالات الإنسانية التي تتطلب مساعدات عاجلة، داعياً إلى ضرورة وضع ضوابط صارمة لمن يستحق المساعدة، حتى لا يفتح الباب على مصراعيه لتعثر متعمد من قبل البعض.

تويتر