شهد انطلاق أعمال «مجالس المستقبل العالمية 2016».. وأكد أن الحكومات غير المستعدة للمستقبل ستضيّع سنوات وتخسر ثروات

محمد بن راشد: هدفنا صنع المستقبل وليس توقعه

صورة

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن المستقبل لا يأتي إلينا، بل نحن من نستشرفه ونشكله ونمسك زمام المبادرة في ابتكار تقنياته وتوظيفها.

محمد بن راشد:

- «دولة الإمارات حسمت أمرها واختارت العمل مع شركائها، لتعزيز جاهزية العالم لبناء مستقبل أفضل لما فيه خير الأجيال المقبلة».

- «التعاون البنّاء هو المحرك الحقيقي لإحداث التغيير الإيجابي.. والعمل الفردي يظل قاصراً في عالم يتطوّر بشكل متسارع».

- «المستقبل لا يأتي إلينا.. بل نحن من نستشرفه ونشكله ونمسك زمام المبادرة في ابتكار تقنياته وتوظيفها لتحقيق التنمية».

- «لا نقف في موقع المتفرج.. بل الفاعل والمؤثر في دوران عجلة المستقبل، عبر المسرِّعات والابتكار وتوظيف العلوم والتكنولوجيا».

وأضاف سموه بمناسبة انطلاق فعاليات اجتماعات «مجالس المستقبل العالمية» في «مدينة جميرا» بدبي، أمس، أن دولة الإمارات جزء فاعل في الجهود العالمية الساعية إلى خير الإنسانية وضمان مستقبل أفضل.

وقال سموه: «هدفنا صنع المستقبل وليس توقعه، والحكومات غير المستعدة للمستقبل ستضيّع سنوات وتخسر ثروات».

وفي وقت قال فيه وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل الرئيس المشارك لمجالس المستقبل العالمية، محمد عبدالله القرقاوي، إن حكومة دولة الإمارات أطلقت استراتيجية متكاملة، تجعل من استشراف المستقبل محوراً أساسياً لعمل الحكومة في تحديد أولوياتها وصياغة سياساتها، واتخاذ قراراتها، دعا مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس» الرئيس المشارك لمجالس المستقبل العالمية، البروفيسور كلاوس شواب، إلى تعزيز العولمة والأنظمة الاندماجية في الاقتصاد، والحاجة إلى استعادة التضامن العالمي، والاعتراف بدور التكنولوجيا المتسارعة.

وكانت أعمال اجتماعات «مجالس المستقبل العالمية» انطلقت، أمس، برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في أكبر ملتقى لتعزيز جاهزية العالم لبناء مستقبل أفضل في ظل ما تتيحه الثورة الصناعية الرابعة من حلول وابتكارات لخدمة الإنسانية.

وحضر انطلاق الاجتماعات سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة الطيران المدني في دبي الرئيس الأعلى لمجموعة «طيران الإمارات»، وسمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، وسمو الشيخ منصور بن محمد آل مكتوم، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين والفعاليات الاقتصادية في الدولة.

تعاون بنّاء

وتفصيلاً، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن دولة الإمارات حسمت أمرها منذ زمن طويل، واختارت العمل مع شركائها على أرضية التعاون البنّاء، لتعزيز جاهزية العالم لبناء مستقبل أفضل لما فيه خير الأجيال المقبلة.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/11/123145123.jpg

وقال سموه بمناسبة انطلاق فعاليات اجتماعات «مجالس المستقبل العالمية» في «مدينة جميرا» بدبي، أمس: «نحن في دولة الإمارات جزء فاعل في الجهود العالمية الساعية إلى خير الإنسانية وضمان مستقبل أفضل، ونؤمن بأن التعاون البنًاء هو المحرك الحقيقي لإحداث التغيير الإيجابي، وأن العمل الفردي يظل قاصراً في عالم يتطور بشكل متسارع».

وأضاف سموه: «المستقبل لا يأتي إلينا، بل نحن من نستشرفه ونشكله ونمسك زمام المبادرة في ابتكار تقنياته وتوظيفها لتحقيق التنمية والتطور وبناء اقتصاد قائم على المعرفة، لا نقف في موقع المتفرج، بل الفاعل والمؤثر في دوران عجلة المستقبل عبر المسرعات، والابتكار، وتوظيف العلوم والتكنولوجيا في المجالات، وتبني نماذج للتغيير، وبناء قدرات لأجيال شغوفة بالمعرفة واستشراف المستقبل».

شغف بالمستقبل

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/11/562008.jpg

محمد عبدالله القرقاوي:

«حكومة دولة الإمارات أطلقت استراتيجية متكاملة تجعل من استشراف المستقبل محوراً أساسياً لعملها في تحديد أولوياتها وصياغة سياساتها، واتخاذ قراراتها».

ونشر سموه على حسابه الشخصي على موقع التدوين المصغر «تويتر»، تغريدات قال فيها: «افتتحنا اليوم اجتماعات مجالس المستقبل العالمية، أكثر من 700 متخصص في مختلف القطاعات سيعقدون 35 مجلساً لاستشراف المستقبل ورسم أحداثه».

وأضاف سموه: «لدينا في الإمارات شغف بالمستقبل، لدينا وزارة، ومسؤولون في كل جهة، وخطة وطنية، ومشروع مسرعات للمستقبل، هدفنا صنع المستقبل، وليس توقعه». وذكر سموه في تغريدة أخرى: «استشراف المستقبل، والاستعداد للمتغيرات، ليس عملاً تكميلياً بل أساسياً، لأن الحكومات غير المستعدة للمستقبل ستضيّع بلا شك سنوات وتخسر ثروات».

استشراف المستقبل

وفي كلمته التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية، أكد وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل الرئيس المشارك لمجالس المستقبل العالمية، محمد عبدالله القرقاوي، أن اجتماعات «مجالس المستقبل العالمية» تعقد فعالياتها بالشراكة بين حكومة دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي، لبحث واستشراف المستقبل، في ظل ما يواجهه عالمنا من تحديات، وما توفره الثورة الصناعية الرابعة من فرص، منوهاً بأن هذه المجالس تأتي استمراراً لعلاقة التعاون الاستراتيجي مع المنتدى.

وقال القرقاوي إن «دولة الإمارات تمكنت خلال 45 عاماً، ومنذ تأسيسها، من تحقيق قفزات كبيرة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والمعرفية، وهي شغوفة باستشراف المستقبل، لأن دولة الإمارات جزء من منطقة لها تاريخ في تشكيل مستقبل العالم، وبفضل الرؤية المستقبلية للآباء المؤسسين، أدركت ومنذ زمن طويل أهمية استشراف المستقبل».

وأكد أن دولة الإمارات تمضي اليوم، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بثبات نحو المستقبل.

وفرة البيانات

وأضاف القرقاوي أن «العالم أنتج خلال السنتين الماضيتين فقط 90% من إجمالي البيانات التي بين أيدينا حالياً، ما أسهم في إحداث ثورة في عالم الذكاء الصناعي، وزاد فعالية تعلم الآلات 50 ضعفاً، وجعل السيارات تقود ذاتها لمئات الملايين من الأميال، وهذه الثورة ستشكل فرصة وتحدياً، إذ إنها ستقلص فرص العمل في الاقتصادات المتقدمة بنسبة 50%، وفي الاقتصادات الناشئة بنسبة 85%».

ولفت إلى أن وفرة البيانات هذه، والانتشار الواسع لتكنولوجيا المستقبل، انعكسا على الكثير من المجالات الحيوية، ففي مجال الطب انخفضت كلفة التسلسل الجيني 10 آلاف مرة خلال الـ15 سنة الماضية، لتصبح متاحة لعدد أكبر من سكان العالم، وتعيد ابتكار خدمات القطاع الطبي، وتقدم وعوداً لسكان الأرض بأعياد ميلادهم الـ120، وهم يتمتعون بصحة وحيوية.

متغيرات وأسئلة

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/11/562010.jpg

كلاوس شواب:

«نحن بحاجة إلى استعادة التضامن العالمي، والاعتراف بدور التكنولوجيا المتسارعة، والحاجة إلى أشكال جديدة من التعاون والإيمان بأن الابتكار سيكون مصدر التطور».

وأشار القرقاوي إلى أنه مع المتغيرات المتسارعة، يتفاقم شعور حكومات العالم وسكانه بعدم اليقين والترقب، ومعها تثار أسئلة وحوارات، ما يتطلب إعادةَ النظر في الرؤى والاستراتيجيات، والسياسات والمستهدفات والأطر التنظيمية والتشريعية، ومع هذه المتغيرات يتعاظم إحساس الحكومات والمؤسسات والأفراد بالمسؤولية تجاه العالم والأجيال المقبلة.
وقال: «إن هذه المتغيرات تجعل من اجتماعنا اليوم ضرورة، وتجعل لحوارنا سياقاً، وتجعل الحديث عن المستقبل أبعد ما يكون عن الترف النظري والرفاهية الفكرية، لأن معرفة التحديات ومناقشتها ما هو إلا جزء من الحل، وليس الحل كله».

وتابع: «نحن اليوم، وبالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي، ومن خلال منصة مجالس المستقبلِ العالمية، ومن خلال 35 مجلساً متخصصاً، نطلق حواراً عالمياً لبحث مستقبل الموضوعات والقطاعات الرئيسة والمحورية التي تشغل الاهتمام العالمي، وتؤثر في حياة المليارات من البشر، واستشراف ما تحمله لنا سنوات المستقبل المقبلة من فرص وتحديات، إيماناً منا بهذه المسؤولية الأخلاقية تجاه العالم، وتجاه أجيالنا المقبلة».

وأكد القرقاوي أن هذه الاجتماعات تضع نصبُ أعيننا هدفاً واضحاً بعدم التوقف عند حد الحوار، بل لنتجاوزه إلى تحقيق نتائج على الأرض، تتبلور في رسم مسار عمل واضح، يتضمن مبادرات مختلفة عبر تطوير رؤية مشتركة متفق عليها، تشمل خطوات تنفيذية تتولى الحكومات تضمينها في سياساتها واستراتيجياتها، بدءاً من تحديد الأولويات، وإشراك المعنيين في بحث الحلول، والعمل مع شركائنا لتحويل المستقبل إلى واقع.

وقال: «نحن في دولة الإمارات، وكما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم (دولة مغرمة بالمستقبل)، وفي الوقت نفسه ندرك أهمية تشكيل هذا المسار العملي، وقد بدأنا العمل على ذلك من خلال وضع أطر العمل والاستراتيجيات المناسبة، وأطلقت حكومة دولة الإمارات استراتيجية متكاملة، تجعل من استشراف المستقبل ضمن أطره القريبة والمتوسطة والبعيدة، محوراً أساسياً لعمل الحكومة في تحديد أولوياتها وصياغة سياساتها، واتخاذ قراراتها، إضافة إلى إطلاق مؤسسات متخصصة في استشراف وصناعة المستقبل، مثل (مؤسسة دبي للمستقبل)، ومبادرات توفر نموذجاً عالمياً لتسريع تطبيق تكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة على أرض الواقع، ضمن الأطر والتشريعات المناسبة، مثل مسرعات المستقبل».

التحول والتغيير

من جهته، قال مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس» الرئيس المشارك لمجالس المستقبل العالمية، البروفيسور كلاوس شواب، إن العالم يمر بمرحلة تقودها العديد من قوى التحول والتغيير، أهمها الثورة الصناعية الرابعة، المفهوم الذي ولد العام الماضي هنا في الإمارات، وتقرر أن يكون موضوعاً رئيساً في اجتماعاتنا في «دافوس»، إضافة إلى النمو المتباطئ للاقتصاد العالمي، الذي يتوقع أن يصل إلى 3% سنوياً في ظل حالة الكساد على مستوى الدورة الاقتصادية. وأضاف شواب أن المتغير الثالث يتمثل في انتقال العالم إلى نظام متعدد الأقطاب بعدما كان أحادي القطب، في ظل بروز الحاجة إلى صيغة تعاونية تتكامل فيها جهود الدول والمنظمات، وفي ضوء الفهم العام لأن المستقبل يجب أن يبنى على المصالح المشتركة.

وأكد أن القوة الرابعة تتمثل في أزمة الهوية على المستويات الفردية والوطنية، في ظل انتفاء الحدود الفاصلة بين الناس، وديناميكية التغيرات المتسارعة في العالم، مقترحاً عدداً من الحلول لهذه التحديات، أبرزها: تعزيز العولمة والأنظمة الاندماجية في الاقتصاد، والحاجة إلى استعادة التضامن العالمي، والاعتراف بدور التكنولوجيا المتسارعة، والحاجة إلى أشكال جديدة من التعاون والإيمان بأن الابتكار سيكون مصدر التطور، والاعتراف بأنه لا وجود لحل بسيط، والعمل على بناء توجه موحد تعاوني وتكاملي، وسياسات مدفوعة بالشغف، وموجهة إلى المستقبل.

تويتر