خبيران: تطمينات «المركزي» وتنوع التجارة الخارجية للدولة دعما ارتداد المؤشرات

الأسهم المحلية تتماسك في أول جلسة تداول بعد «خروج بريطانيا»

الدخول إلى السوق خلال اليومين المقبلين يعد أمراً مجزياً للمضاربين والمستثمرين. تصوير: أحمد عرديتي

قال خبيران ماليان، إن أسواق المال المحلية استطاعت التماسك خلال جلسة أمس، وامتصاص آثار أخبار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وما تبعه من أداء هابط لمعظم مؤشرات الأسواق العالمية.

واتفقا على أن الأداء جاء أفضل من المتوقع، وبدا التراجع أخف كثيراً مما شهدته الأسواق العالمية، مشيرين إلى أن التطمينات الرسمية الصادرة عن المصرف المركزي، أسهمت في امتصاص قلق المستثمرين، فضلاً عن تنوع التجارة الخارجية للدولة وعدم تركزها في دولة بعينها، وهي عوامل تعد إيجابية، ودعمت ارتداد المؤشرات.

انخفاض القيمة السوقية

انخفضت القيمة السوقية للشركات المدرجة بقيمة 17.2 مليار درهم، منهية تعاملات أمس عند 755.9 مليار درهم، هبوطاً من 773.1 مليار درهم في نهاية جلسة الخميس الماضي.

وشهدت الأسواق تداول 477 مليون سهم بقيمة 668.6 مليون درهم.

وقلص المؤشر العام لسوق دبي المالي خسائره إلى 109 نقاط، منهياً الجلسة بتراجع مقداره 3.25% عند مستوى 3258 نقطة، بعد أن كان مقترباً من انخفاض نسبته 4.5% في بداية التعاملات.

وتم تداول 374.7 مليون سهم بقيمة 514.1 مليون درهم، نفذت من خلال 6095 صفقة، فيما بلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 35 شركة، انخفض منها أسهم 29 شركة، وارتفعت أسهم أربع شركات، وظلت أسهم شركتين من دون تغيير.

واستحوذ سهم شركة إعمار العقارية على الحصة الكبرى من التداول من حيث القيمة بنحو 109 ملايين درهم، نتيجة عمليات بيع هبطت بسعره بنسبة 4.7%، تعادل 30 فلساً عند سعر إغلاق 6.10 دراهم.

أما الأكثر تداولاً بحسب حجم الأسهم، فكان سهم شركة الاتحاد العقارية الذي شهد تعاملات على 46.4 مليون سهم بقيمة 32 مليون درهم، وهبط بحدود 4.73% ليصل إلى 0.7 درهم.

وفي سوق أبوظبي للأوراق المالية، ارتد المؤشر العام ليحجم خسائره إلى 83 نقطة، بعد أن جاوزت 100 نقطة في بداية الجلسة، لينهي تعاملات أمس متراجعاً بنسبة (سالب 1.85%) عند مستوى 4416 نقطة، مصحوباً بتداول 102.5 مليون سهم قيمتها الإجمالية 154.5 مليون درهم نفذت عن طريق 1545 صفقة.

وبلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 27 شركة، ارتفعت منها أسهم ثلاث شركات فقط.

وسجل سهم شركة أركان لمواد البناء أعلى ارتفاع سعري في السوق بنسبة 5.95%، في حين حظي سهم بنك أبوظبي الوطني بالمرتبة الأولى في قائمة الأسهم الأكثر نشاطاً، وتبعه سهم شركة الدار العقارية.

تفاعل طبيعي

وتفصيلاً، رأى المحلل المالي وليد الخطيب، أن تفاعل أسواق المال المحلية أمس مع الأخبار العالمية كان طبيعياً ومتوقعاً، كنتيجة طبيعية للأخبار العالمية المتعلقة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وأضاف أن جلسة تداول أمس تعد الأولى للأسواق المحلية بعد القرار البريطاني، إذ تراجعت المؤشرات في بداية الجلسة مقتربة من 4.5% في سوق دبي المالي، وبنحو 3% في سوق أبوظبي للأوراق المالية، إلا أنه سرعان ما تماسكت الأسهم، وعادت للارتداد، لتغطي بعض خسائر الجلسة.

وعزا الخطيب تراجع الأسواق إلى الضغط النفسي، وعدم الوضوح في مستقبل منطقة اليورو، وليس لأسباب فنية تتعلق بأخبار السوق، أو أداء الشركات المدرجة.

وأوضح أن ارتداد السوق أمس، أوجد فرصاً جديدة للمستثمرين، ما يعني أن الدخول للسوق خلال اليومين المقبلين يعد أمراً مجزياً للمضاربين والمستثمرين، لافتاً إلى أن الأداء عموماً جاء أفضل من المتوقع، خصوصاً أن الأسواق تشهد منذ فترة تراجعاً في أحجام التداول، وشحاً في السيولة.

وأشار الخطيب إلى أن الانخفاض السعري لمعظم الأسهم أمس، متعلق بخبر عابر، ولذلك ينتظر أن تشهد الأسواق ارتفاعات مجزية في حال حافظت على تماسكها، ولم تكسر حاجز 3200 نقطة الذي يعد نقطة دعم مهمة لسوق دبي المالي، كون الهبوط عنها ربما يؤدي إلى عمليات استدعاء لـ«تمويلات الهامش»، الأمر الذي قد يعمق من خسائر الأسواق.

تطمينات رسمية

بدوره، قال المدير العام لشركة الدار للأسهم والسندات، كفاح المحارمة، إن أداء الأسواق جاء أفضل مما توقع كثيرون، إذ امتصت سريعاً تأثير الأخبار العالمية وعاودت الارتداد مجدداً.

وأضاف أن الافتتاح الصباحي كان هابطاً، كردة فعل طبيعية، لكن الارتداد كان مقبولاً، ويؤصل لمزيد من الصعود ربما خلال جلسة اليوم أو غداً.

وشدد المحارمة على أن التطمينات الرسمية الصادرة أمس عن المصرف المركزي، أسهمت في امتصاص قلق المستثمرين، فضلاً عن تنوع التجارة الخارجية للدولة وعدم تركزها في دولة بعينها، وهي عوامل تعد ايجابية، ودعمت ارتداد المؤشرات، وهدأت من العامل النفسي السلبي الضاغط على المستثمرين.

وتابع: «لا يوجد يقين بشأن الفترة المقبلة على صعيد الخاسر والمستفيد من القرار البريطاني، ولذلك فإن كل ما يحدث في السوق عبارة عن تأثر نفسي، وانتقال لـ(عدوى) التراجع، لكن سرعان ما تماسكت الأسهم وعاد بعضها إلى الارتداد».

تويتر