26 جرافة و40 آلية عملت على إنجازها في أقل من عام

«الجرافات البحرية»: قناة السويس الجديدة سابقة في مشروعات الحفر والتجريف البحري

القناة الجديدة يبلغ طولها 35 كيلومتراً وبعمق 24 متراً وعرض 317 متراً. من المصدر

أفادت شركة الجرافات البحرية الوطنية، التي قادت تحالفاً لإنجاز مشروع قناة السويس الجديدة، أمس، بأن 26 جرافة بحرية و40 آلية ومعدة رئيسة إضافية عملت على إنجاز أعمال هذا المشروع في أقل من عام، مشيرة إلى أنه لم يسبق أبداً في تاريخ أعمال الحفر أن تم تشغيل هذا العدد من الجرافات البحرية والمعدات والآليات معاً، ضمن مشروع واحد وفي إطار زمني يقل عن 12 شهراً، وبهذه القدرة الإنتاجية الضخمة.

جاء ذلك، بعد بدء التشغيل التجريبي للقناة الجديدة، أول من أمس، بهدف التأكد من جهوزيتها للاستخدام، وفق ما هو مخطط له، إذ عبرت ست سفن حاويات القناة الجديدة في قافلتين، الأولى قادمة من السويس على البحر الأحمر جنوباً والثانية من بورسعيد على البحر المتوسط شمالاً.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة الجرافات البحرية الوطنية رئيس مجلس إدارة تحالف التحدي، المهندس ياسر زغلول، إن «قصر المدة الزمنية لإنجاز المشروع كان يعني تسريع عمليات التحريك والعمليات اللوجيستية، إذ وصلت أولى الجرافات إلى الموقع وباشرت العمل بعد أسبوعين فقط من توقيع العقد، وهو ما يمثل سابقة غير معهودة في مجال مشروعات الحفر والتجريف البحري»، لافتاً إلى أنه «خلال مدة قياسية تم البدء بأعمال المشروع، والتي تواصلت على مدار الساعة يومياً دون توقف، إذ كنا نسابق الزمن واضعين نصب أعيننا تحقيق هذا الإنجاز الهائل، الذي سيترك بصماته على مصر لأجيال مقبلة».

وأضاف زغلول أن «الشركة وظفت في هذا المشروع خبراتها المتراكمة على مدار عقود من العمل في مجال التجريف والأعمال الإنشائية البحرية، التي عملت فيها مشروعات كبرى في الإمارات ومختلف أنحاء العالم».

وأوضح أن «التحدي الأكبر في إنجاز المشروع كان يتمثل في تنفيذ الأعمال المطلوبة خلال مدة قصيرة تقل عن عام، إذ تطلب ذلك الوصول بمعدلات تجريف الرمال إلى معدلات كبيرة جداً»، مبيناً أن «أعلى كمية تجريف تم تحقيقها على مستوى العالم حتى الآن وصلت إلى نحو ثمانية ملايين متر مكعب شهرياً، بينما تجاوزت كميات الإنتاج في بعض الأشهر ضمن هذا المشروع 40 مليون متر مكعب وتجاوزت كمية الرمال الإجمالية التي تم تجريفها أكثر من 200 مليون متر مكعب، وهو رقم عملاق بكل المقاييس». ويمثل التشغيل التجريبي للقناة الجديدة خطوة كبيرة نحو تحقيق أهداف المشروع في تطوير قناة السويس، ورفع قدراتها التشغيلية بزيادة أعداد السفن التي تمر بها، واستيعابها لسفن ذات أحجام أكبر وحمولات أكبر، وتقليص فترات الانتظار للسفن التي تعبرها.

وستمثل القناة الجديدة نقطة تحوّل بارزة تسهم في مسيرة التنمية الاقتصادية في مصر وتعزيز مكانتها والانطلاق بها نحو آفاق جديدة.

وكانت «الجرافات البحرية الوطنية» قادت تحالف التحدي الذي فاز بمناقصة إنجاز مشروع القناة الجديدة بكلفة 1.5 مليار دولار، وضم ثلاثاً من كبريات شركات الجرافات البحرية العالمية هي: «بوسكالس» و«فاون أورد» من هولندا و«جان دي نول» من بلجيكا. وشملت أعمال المشروع التي أنجزها التحالف حفر القناة الجديدة بطول 35 كيلومتراً وعمق 24 متراً وعرض 317 متراً.

وكان الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، طالب عند إطلاق أعمال المشروع بتخفيض مدة التنفيذ من ثلاثة أعوام إلى عام واحد، وهو ما مثل تحدياً هائلاً لشركة الجرافات البحرية وشركائها في التحالف من حيث كم الأعمال الضخمة المطلوب إنجازها، وما يترافق معها من صعوبات تتعلق بالإدارة والإمداد والقوى العاملة والدعم اللوجيستي.

يشار إلى أن مصر تستعد لاحتفالات افتتاح القناة الجديدة في السادس من أغسطس المقبل، التي يشارك فيها عدد كبير من قادة الدول والوفود الرسمية من مختلف أنحاء العالم.

 

تويتر