المكتب التمثيلي لـ «غرفة دبي» في باكو بوابة الاستثمارات الإماراتية لمنطقة اتحاد الدول المستقلة ووسط آسيا والقوقاز (1-2)

أذربيجان.. سوق تنتظر خبرة شركات دبي

الإمارات وأذربيجان وقعتا مذكرتي تفاهم لتبادل المعلومات المالية والتعاون في مجال الطوارئ. غيتي

يعد 2015 عام تعزيز العلاقات الإماراتية الأذرية، وذلك بعد أن منحت زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إلى أذربيجان، أبريل الماضي، دفعة قوية لتلك العلاقات، ووقع البلدان مذكرتي تفاهم، الأولى تتعلق بالتعاون وتبادل المعلومات بين هيئة الأوراق المالية والسلع في الدولة، ولجنة الأوراق المالية في أذربيجان، فيما تتعلق المذكرة الثانية بالتعاون في مجال الطوارئ بين الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في الدولة، ووزارة الحالات الطارئة في أذربيجان.

وكشفت دراسة أعدتها غرفة تجارة وصناعة دبي، أن السوق الأذرية تمثل بوابة للاستثمارات في منطقة اتحاد الدول المستقلة ووسط آسيا والقوقاز، لافتة إلى الفرص الكبيرة التي يمكن أن يحققها مجتمع الأعمال في دبي عبر توظيف خبرة دبي في قطاعات ومجالات تحتاج إليها السوق الأذرية مثل تطوير قطاع الزراعة لتلبية قسم من احتياجات الأمن الغذائي للإمارات، فضلاً عن الخدمات المالية وتكنولوجيا المعلومات، والمباني الصديقة للبيئة.

حقائق عن أذربيجان

تقع أذربيجان في منطقة القوقاز، في مفترق طرق بين أوروبا الشرقية وغرب آسيا، ويحدها بحر قزوين من الشرق، وروسيا من الشمال، وجورجيا من الشمال الغربي، وأرمينيا من الغرب، وإيران في الجنوب والغرب، فيما تربطها حدود قصيرة مع تركيا شمال غرب البلاد.

وتمتلك أذربيجان علاقات دبلوماسية مع 158 دولة، وتحمل عضوية 38 منظمة دولية، وصفة مراقب في حركة عدم الانحياز ومنظمة التجارة العالمية.

بوابة استثمارات

وقال المدير العام لغرفة تجارة وصناعة دبي، المهندس حمد بوعميم، إن تجارة دبي غير النفطية مع أذربيجان حافظت على استقرارها خلال الفترة من عام 2011 إلى عام 2014، مسجلة نمواً بنسبة 13%، بارتفاع من 1.6 مليار درهم في عام 2011 إلى 1.8 مليار درهم في عام 2014، لافتاً إلى أن أذربيجان حلت في المرتبة 75 على لائحة الشركاء التجاريين لدبي خلال عام 2014.

وأضاف بوعميم أن عدد الشركات الأذرية العاملة في دبي، والمسجلة في عضوية «غرفة دبي»، ارتفع من 176 شركة في عام 2012 إلى 262 شركة في عام 2014 بنمو نسبته 49%.

وأوضح أن اختيار «غرفة دبي» لأذربيجان لتأسيس مكتب تجاري لها في عام 2012 لم يكن وليد مصادفة، بل كان نتاج دراسات معمقة أعدّتها الغرفة عن أهمية السوق الأذرية، إذ أظهرت تلك الدراسات المزايا التي توفرها السوق الأذرية، باعتبارها بوابة للاستثمارات في منطقة اتحاد الدول المستقلة ووسط آسيا والقوقاز، إضافة إلى وجود فرص استثمارية مميزة في قطاعات متنوعة.

وبيّن بوعميم أن المكتب التمثيلي لـ«غرفة دبي» في العاصمة الأذرية «باكو» يهدف إلى رفع القدرة التنافسية لمجتمع الأعمال في دبي في الأسواق الواعدة، استكمالاً لاستراتيجية عمل الغرفة الجديدة، بالترويج التجاري الخارجي لدبي، وتحسين تنافسية بيئة الأعمال في الإمارة.

وأكد أن المكتب التمثيلي التجاري بوابة للاستثمارات الإماراتية في سوق أذربيجان، خصوصاً في قطاعات النقل والخدمات اللوجستية، والبناء والتشييد، والسياحة، والزراعة، إضافة إلى فتحه المجال أمام الشركات الأذرية الراغبة في دخول سوق دبي.

خبرة دبي

وطبقاً لدراسة حديثة لـ«غرفة دبي»، يشكل قطاع الزراعة في أذربيجان أحد القطاعات المهمة للاستثمار، التي بإمكانها تلبية قسم من احتياجات الأمن الغذائي للإمارات، بسبب تنوع المناخ الملائم لزراعة أنواع متعددة من الفواكه والخضراوات، في وقت يمكن فيه لشركات دبي المساهمة في تطوير هذا القطاع من خلال الاستثمار في تطوير المعدات والآلات، والتقنيات الزراعية، والأسمدة.

ولفتت الدراسة إلى أن مجال الخدمات المالية، الذي يشمل تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة والتأمين وأسواق المال، والصيرفة الإسلامية، وبورصة الأسهم والسلع، يمثل مجالاً واسعاً للتعاون المشترك، إذ يمكن أن تشكل خبرة دبي في هذه المجالات، إضافة لسوق أذربيجان.

وتبرز كذلك، بحسب الدراسة، خبرة شركات دبي في تكنولوجيا المعلومات، خصوصاً في تكنولوجيا الحكومة الإلكترونية وبرامج الكومبيوتر والمحاسبة والثقافة الإلكترونية، التي يمكن أن تساعد في نشر الوعي الإلكتروني في السوق الأذرية.

 

فرص استثمارية

وأشارت الدراسة إلى أن هناك ستة قطاعات رئيسة توفر فرصاً للاستثمارات المشتركة بين مجتمعي الأعمال في دبي وأذربيجان، هي: قطاعات النقل والدعم اللوجيستي، البناء والتشييد والبنية التحتية، السياحة والضيافة، الزارعة والصناعات الغذائية، والخدمات المالية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وأوضحت الدراسة أن دبي تشكل مركزاً لحركة للصادرات من منطقة آسيا الوسطى إلى العالم، نظراً إلى ما تمتلكه من بنية تحتية ولوجستية متطورة، إضافة إلى الخبرة الواسعة لشركات دبي في مشروعات تطوير شبكات المواصلات العامة وسكك الحديد، وإمكانية تبادل الخبرات في مجال شبكة الدعم اللوجيستي الخضراء والصديقة للبيئة، خصوصاً مع الاهتمام البارز من قبل الشركات الإماراتية بالتوسع في أسواق رابطة الدول المستقلة.

كما يشكل قطاع التشييد والبناء والبينة التحتية مجالاً إضافياً لأشكال متعددة من التعاون، منها تشييد المباني الصديقة للبيئة التي تتمتع فيها شركات دبي بالخبرة الواسعة، وتصدير مواد البناء مثل الرخام والألمنيوم والأسمنت، إضافة إلى إمكانية تأسيس مصانع لهذه المواد الأولية للتشييد والعمران لشركات دبي في أذربيجان.

وأظهرت الدراسة أن الآلات والأجهزة الكهربائية والميكانيكية كانت أبرز صادرات وإعادة صادرات دبي إلى أذربيجان خلال عام 2013، إضافة إلى المركبات والطائرات، وأجهزة النقل، والأغذية المحضّرة والمشروبات، والبلاستيك والمطاط ومنتجاتهما، في حين كانت المنتجات المعدنية أبرز واردات دبي من أذربيجان.

تويتر