«أدنوك» تؤكد خلال «مؤتمر الشرق الأوسط للنفط والغاز» نجاح أبوظبي في تطوير «حقل شاه للغاز الحامض»

«الطاقة»: ملتزمون بضمان إمدادات مستمرة من النفط للأسواق العالمية

«أدنوك» أكدت أن منتجي النفط في الشرق الأوسط سيظلون مصدراً مهماً في منظومة الطاقة العالمية. تصوير: نجيب محمد

أكدت وزارة الطاقة التزام الإمارات الراسخ بضمان إمدادات مستمرة من النفط الخام والمنتجات البترولية للأسواق العالمية.

وأوضحت خلال «مؤتمر الشرق الأوسط للنفط والغاز»، الذي انطلقت أعماله في أبوظبي، أمس، أن الإمارات عملت على توسيع مزيج الطاقة ليشمل مصادر أخرى مثل الطاقة النووية للأغراض السلمية، والطاقة المتجددة.

خطة طموحة

قال رئيس شركة «بي بي» الشرق الأوسط، مايكل تاونسهند، إن «أبوظبي لديها رؤية لتحقيق 70% استنفاذاً من الحقول الكربونية البرية والبحرية العملاقة، وهذا يمثل ضعف عامل الاستنفاذ الذي يتم الحصول عليه من حقول النفط التقليدية»، واصفاً إياها بأنها خطة طموحة للغاية.

وأكد أن «(بي بي) تقدر أن كل 1% تحسناً في عملية الاستخراج في جميع حقول النفط التقليدية في الشرق الأوسط تعادل بين 16 و20 مليار برميل نفط مكافئ، أي ما يعادل العثور على حقل عملاق جديد».

بدورها، أكدت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) التزامها بإنتاج منتجات نفطية عالية الجودة، مشدّدة على أن ذلك سيبقى ويستمر عقوداً مقبلة.

وكشفت «أدنوك» عن بدء عمليات التشغيل التجريبي لـ«مصفاة الرويس» الجديدة، ما يرفع إنتاجها إلى أكثر من 900 ألف برميل يومياً، مشددة على أن منتجي النفط في منطقة الشرق الأوسط سيظلون مصدراً مهماً في منظومة الطاقة العالمية أعواماً عدة مقبلة.

وقالت إنها مستمرة في تنفيذ مشروعاتها بحسب الخطط والتواريخ الزمنية المتفق عليها، لافتة إلى أن أبوظبي نجحت في التغلب على التحديات والصعوبات التي واجهتها في تطوير أول حقل للغاز الحمضي في العالم.

المشروعات مستمرة

وتفصيلاً، قال المدير العام لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، عبدالله ناصر السويدي، إن «حالة عدم الاستقرار قصيرة الأمد التي تشهدها أسواق النفط في العالم، يجب ألا تعيق أو تحدّ من جهود قطاع النفط والغاز العالمي، التي تستهدف تحقيق أهدافه على المدى البعيد».

وأكد في كلمة ألقاها في افتتاح «مؤتمر الشرق الأوسط للنفط والغاز» في دورته الـ23، التي انطلقت فعالياتها في أبوظبي، أمس، أن «(أدنوك) ماضية ومستمرة في تنفيذ مشروعاتها كافة، حسب الخطط والتواريخ الزمنية المتفق عليها».

وأضاف أن أبوظبي نجحت في التغلب على جميع التحديات والصعوبات التي واجهتها في تطوير أول حقل للغاز الحمضي في العالم، مشيراً إلى أن «حقل شاه للغاز الحمضي» بدأ الإنتاج فعلياً، ومن المتوقع أن يبلغ طاقته الإنتاجية القصوى في نهاية عام 2015.

وأوضح السويدي أن عمليات التشغيل التجريبي لـ«مصفاة الرويس» الجديدة بدأت، لافتاً إلى أن طاقتها الإنتاجية تبلغ 417 ألف برميل يومياً من المنتجات البترولية المكررة، ما يرفع إنتاج «أدنوك» إلى أكثر من 900 ألف برميل يومياً، ويؤدي إلى تأسيس تكامل مع الصناعات البتروكيماوية، ويجعل من «مصفاة الرويس» مجمعاً متكاملاً قادراً على الإيفاء بالطلب المحلي والعالمي المتنامي على المنتجات البترولية المكررة.

نفط الشرق الأوسط

وذكر السويدي أن شعار الدورة الـ23 للمؤتمر: «نحو نظام نفطي عالمي جديد: الفرص والتحديات أمام قطاع النفط والغاز في الشرق الأوسط»، يعكس بوضوح التطورات التي يشهدها قطاع النفط والغاز في العالم، ومن أبرزها زيادة مصادر الإمداد النفطي، ويشمل ذلك إنتاج النفط من مصادر غير تقليدية، التي أدت إلى حدوث تغيرات مهمة في دور منتجي ومستهلكي النفط في قطاع الطاقة، وإحداث تغيرات كبيرة في حجم التدفقات النفطية في العالم، مؤكداً أن منتجي النفط في منطقة الشرق الأوسط سيظلون مصدراً مهماً في منظومة الطاقة العالمية لسنوات عدة مقبلة.

وأوضح أن أسعار النفط في العالم شهدت في الفترة الحالية انخفاضاً حاداً مقارنة بالأسعار القياسية التي كانت سائدة، مرجعاً ذلك إلى الزيادة في إمدادات النفط التي حدثت نتيجة للاستثمارات الضخمة في قطاع عمليات استكشاف وإنتاج النفط، وعمليات تكرير النفط، ما أدى إلى زيادة إمدادات النفط في السوق العالمية، وتسبب في حدوث تباطؤ في معدلات النمو.

وأضاف أنه «على الرغم من كل هذه العوامل، فإن من المتوقع أن يشهد الطلب العالمي ارتفاعاً كبيراً على المدى البعيد، ما يفرض علينا مسؤولية جماعية لمواجهة هذه التحدي»، مشدداً على التزام «أدنوك» بالإيفاء بالطلب العالمي المتنامي على الطاقة.

وقال إن ذلك الالتزام سينعكس من خلال استمرار وزيادة استثماراتنا في كل مجالات الوقود الهيدروكربوني، مشدداً على أن التزام «أدنوك» بإنتاج منتجات نفطية عالية الجودة سيبقى ويستمر عقوداً مقبلة.

التزام إماراتي

بدوره، أكد وزير الطاقة، سهيل المزروعي، التزام الإمارات الراسخ بضمان إمدادات مستمرة من النفط الخام والمنتجات البترولية للأسواق العالمية، باعتبارها إحدى أهم الدول المنتجة للنفط في العالم.

وقال في كلمة ألقاها نيابة عنه وكيل وزارة الطاقة، الدكتور مطر النيادي، إن الطلب المحلي على الطاقة يشهد ارتفاعاً مطرداً، مشيراً إلى أن الإمارات عملت على توسيع مزيج الطاقة ليشمل مصادر أخرى مثل الطاقة النووية للأغراض السلمية، والطاقة المتجددة، لضمان استخدام أفضل وأكثر كفاءة للموارد الطبيعية في المستقبل.

«حقل شاه»

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة الحصن للغاز، سيف الغفلي، إنه تم البدء في التشغيل والإنتاج بـ«حقل شاه للغاز الحامض»، اعتباراً من أول يناير 2015، مؤكداً أن منظومة التشغيل كبيرة ابتداء من الحفر وتجميع الغاز ومعالجته، وإنتاج جميع المنتجات المصصم وفقاً لها المصنع.

وأضاف في تصريحات على هامش المؤتمر، أن المصنع في طور زيادة إنتاج الغاز الخام المعالج، ضمن مراحل معتمدة، ولكن بعد دراسة ومراجعة جميع الأمور ذات الصلة، متوقعاً أن يعمل المصنع بكامل طاقته نهاية العام الجاري.

وأوضح أن المنشآت مصممة على معالجة مليار قدم مكعبة من الغاز الخام، ليتم إنتاج نصف مليار قدم مكعبة من الغاز الطبيعي يومياً، يضخ في الشبكة، فضلاً عن 33 ألف برميل من المكثفات البترولية، و4400 طن من الغازات الطبيعية المسالة، و9000 طن من الكبريت الخالص يومياً.

وذكر الغفلي أن المشروع يسهم حين اكتماله في تغطية 10% تقريباً من الطلب المحلي على الغاز.

وكشف أن شركة الاتحاد للقطارات بدأت في نقل الكبريت المنتج من «مصنع شاه» إلى «الرويس» فعلياً، مبيناً أن الغاز الطبيعي المنتج من المصنع سيستخدم محلياً، فيما تضخ المكثفات البترولية في الشبكة لتنتهي في «مصفاة الرويس»، أما الغازات الطبيعية المسالة فستصل إلى مصانع شركة أبوظبي لصناعات الغاز المحدودة (جاسكو) في الرويس، فيما يذهب الكبريت للتصدير بالكامل.

تويتر