41.89 مليار درهم خسائر القيمة السوقية.. ومؤشر دبي ينخفض 7.27% وأبوظبي يتراجع 6.9%

محللـــون: استمـــرار استـــدعـــاء «الهامش» يُفقد الأسعار المنخفضة للأســـهم جاذبيتها

محللون أكدوا صعوبة توقع القاع الذي يمكن أن ترتد الأسهم من عنده صعوداً. أرشيفية

اختفت طلبات الشراء على أغلبية الأسهم النشطة في أسواق الأسهم المحلية خلال جلسة تداول، أمس، لتغلق أغلبها على انخفاض بالحد الأقصى المسموح به للانخفاض خلال اليوم الواحد، ومنها أسهم «إعمار العقارية» و«أرابتك القابضة» و«الاتحاد العقارية» و«بيت التمويل الخليجي» و«سوق دبي المالي».

ووفقاً لبيانات هيئة الأوراق المالية والسلع، واصلت مؤشرات أسواق الأسهم المحلية خسائرها، لينخفض مؤشر سوق دبي المالي بنسبة 7.27%، ويتراجع مؤشر سوق أبوظبي بنسبة 6.9%، وليكون محصلة ذلك تراجع مؤشر سوق الإمارات المالي أمس، بنسبة 6.4%، ولتصل نسبة انخفاض المؤشر منذ بداية العام إلى 10%.

وأشارت البيانات إلى أن القيمة السوقية للأسهم المحلية خسرت 41.89 مليار درهم جديدة أمس، لتصل إلى 617.28 مليار درهم، وصاحب ذلك تراجع أسهم 56 شركة مقابل ارتفاع أسهم ست شركات فقط.

إلى ذلك، أوضح محللون ماليون، أن القناعة التي تولدت لدى كثير من المستثمرين ممن يملكون السيولة أنه يجب عليهم عدم الشراء اليوم، لأنه يمكنهم شراء الأسهم ذاتها بسعر أقل في اليوم التالي.

وأشاروا إلى أن استمرار عمليات التسييل الجبري لاستدعاء الهامش جعلت عمليات تسييل جديدة تحدث مع كل انخفاض في السعر، لافتين إلى أنه في ظل حالة الهلع التي انتابت المستثمرين حالياً، يكون من الصعب توقع القاع الذي يمكن أن ترتد الأسهم من عنده صعوداً، خصوصاً أن المستويات السعرية المغرية التي وصلت لها الأسهم لم تعد كافية لإغراء المستثمرين للشراء.

 

%10 انخفاضاً

ارتداد مؤقت

أفاد مدير إدارة الأصول في بنك الإمارات للاستثمار، نادي برغوثي، بأنه «وفقاً للتحليل الفني، فإن كسر مؤشر سوق دبي المالي نقطة الدعم عند مستوى 3350 نقطة قبل يومين، يعني أن نقطة الدعم الرئيسة التالية التي يمكن أن يرتد السوق من عندها صعوداً هي مستوى 2850 نقطة»، محذراً من أن «أي ارتداد قبل الوصول إلى نقطة الدعم تلك هو ارتداد مؤقت، لاسيما أن السوق تعد في مرحلة هبوط من ناحية التحليل الفني، ما يعني تجاهلاً كاملاً لأساسيات السوق والعوامل الاقتصادية في ظل الحالة النفسية المسيطرة على المستثمرين».


الدور المؤسسي

نفى المحلل المالي، مصطفى حسن، غياب الدور المؤسسي الذي يمتلك الرؤية الاستثمارية بعيداً عن حالة الهلع التي انتابت المستثمرين الأفراد.

وقال إن «المؤسسات المالية التي تدافع عن السوق ليست غائبة تماماً، بدليل أحجام التداول التي تجاوز المليار درهم يومياً، ما يعني وجود مشترين»، لافتاً إلى أن «ضغوط البيع الهائلة لسداد الهامش، وسيطرة المستثمرين الأفراد على التعاملات، جعلا المعروض من الأسهم يزيد على الطلب بشكل مستمر».

وتفصيلاً، بلغت نسبة الانخفاض في مؤشر سوق الإمارات المالي منذ بداية العام الجاري 10%، وذلك محصلة ارتفاع أسهم 34 شركة من أصل 125 شركة مدرجة، وتراجع أسهم 77 شركة.

وبحسب بيانات هيئة الأوراق المالية والسلع، خسرت القيمة السوقية للأسهم المحلية 41.89 مليار درهم جديدة، أمس، لتصل إلى 617.28 مليار درهم.

وأشارت البيانات إلى انخفاض مؤشر سوق الإمارات المالي أمس بنسبة 6.4% ليغلق على 3881.58 نقطة. وبلغ عدد الشركات التي حققت ارتفاعاً سعرياً أمس ست شركات، في حين بلغ عدد الشركات المتراجعة 56 شركة.

وجاء سهم «إعمار العقارية» في المركز الأول من حيث الشركات الأكثر نشاطاً، حيث تم تداول ما قيمته 383.03 مليون درهم موزعة على 61.46 مليون سهم من خلال 1648 صفقة. وجاء سهم «أرابتك القابضة» في المركز الثاني من حيث الشركات الأكثر نشاطاً، حيث تم تداول ما قيمته 234.38 مليون درهم موزعة على 87.21 مليون سهم من خلال 1585 صفقة.

 

19 شركة

كما عاد المؤشر العام لسوق دبي لتحقيق الخسائر بنسة كبيرة ليخسر أمس 241.8 نقطة، ويغلق عند مستوى 3083.69 نقطة منخفضاً بنسبة 7.27% فقط. وجاء انخفاض المؤشر محصلة تراجع أسهم 29 شركة مقابل ارتفاع أسهم ثلاث شركات.

ووفقاً لبيانات إدارة سوق دبي المالي، فقد بلغت قيمة تداولات أمس 1.26 مليار درهم بعد تداول 658.22 مليون سهم خلال 9000 و594 صفقة.

وتصدر سهم «بيت التمويل الخليجي» قائمة الأسهم الأكثر نشاطاً من حيث حجم التداول بنحو 89.68 مليون سهم، وتلاه سهم «أرابتك» بتداول 87.21 مليون سهم، ثم «طيران العربية» في المركز الثالث بتداول 78.13 مليون سهم.

وجاء سهم «مصرف عجمان» في مقدمة الأسهم المرتفعة في سوق دبي أمس، بنسبة 14.55% ليغلق عند سعر 2.44 درهم، وتلاه سهم «اكتتاب» بنسبة ارتفاع جاوزت 4% ليغلق عند سعر 0.489 درهم، ثم سهم «طيران العربية» بنسبة 0.72% ليغلق عند سعر 1.39 درهم.

وفي المقابل، انخفضت أسهم 19 شركة بنسبة قاربت الحد الأقصى المسموح به للانخفاض خلال اليوم الواحد (10%) وشملت اسهم «إعمار العقارية» و«أرابتك القابضة» و«الاتحاد العقارية» و«تبريد» و«بيت التمويل الخليجي».

وفي سوق أبوظبي للأوراق المالية أغلق المؤشر العام للسوق خاسراً 288.68 نقطة عند مستوى 3892 نقطة، ليحقق انخفاضاً بنسبة 6.9%. وجاء انخفاض المؤشر محصلة تراجع أسهم 28 شركة، وارتفاع أسهم ثلاث شركات، وثبات أسهم ثلاث شركات. وشهد السوق أمس تداول 222.6 مليون سهم خلال 3448 صفقة، بقيمة إجمالية 483.8 مليون درهم.

 

كرة الثلج

إلى ذلك، قال مدير إدارة الأصول في بنك الإمارات للاستثمار، نادي برغوثي، إن «الانخفاضات التي تحدث في أسواق الأسهم أصبحت تشبه كرة الثلج التي تنزلق ولا أحد يستطيع بدقة أن يحدد متى تتوقف»، موضحاً أن «هناك ثلاثة عوامل رئيسة وراء التراجع، أولها أن تقييمات الأسهم قبل الانخفاضات الأخيرة كانت مبالغاً فيها، إذ تواصلت ارتفاعات الأسعار خلال مدى زمني قصير تجاهلت خلاله الأسواق عوامل كثيرة كان يجب عندها حدوث تصحيح في الأسعار».

وأضاف أن «هبوط أسعار النفط كان السبب الثاني الرئيس في بدء تراجع أسعار الأسهم، إذ تخوف المستثمرون من تأثر الدخل بسبب هبوط النفط ووصوله لمستويات متدنية»، مبيناً أن «تراجع مؤشرات أسواق الأسهم المحلية بنسب تفوق تراجع مؤشرات السوق السعودية يرجع إلى تأثير المستثمرين السعوديين والخليجيين عموماً في أسواق الأسهم الإماراتية بشكل أكثر بالمقارنة مع تعاملات الأجانب في السوق السعودية».

وأشار برغوثي، إلى أن «العامل الثالث الذي أدى إلى انخفاضات تفوق التوقعات تمثل في الحالة النفسية السيئة التي انتابت المستثمرين، وتسابقهم للتخلص من الأسهم بأي سعر، خصوصاً في ظل عمليات استدعاء الهامش التي أدت إلى عمليات تسييل للأسهم، ما شكل مزيداً من الضغط على الأسعار»، منبهاً إلى أن «أسواق الأسهم حققت ارتداداً مؤقتاً أول من أمس، نتيجة لعمليات شراء استهدفت تحقيق ربح خلال يوم واحد من شراء الأسهم عند أدنى سعر ثم بيعها بعد بسعر أعلى».

 

تخوف من الشراء

من جهته، قال مدير إدارة الأصول لدى مجموعة «المال كابيتال»، طارق قاقيش، إنه «على الرغم من وصول أسعار الأسهم إلى مستويات مغرية للشراء، إلا أن استمرار الانخفاضات وتواليها بشكل عنيف جعل المستثمرين يتخوفون من الشراء، لاسيما أن المعروض من الأسهم أصبح يزيد بشكل لافت على الطلب»، موضحاً أن «القناعة التي تولدت لدى الكثير من المستثمرين ممن يملكون السيولة أنه يجب عليهم عدم الشراء اليوم، لأنه يمكنهم شراء الأسهم ذاتها بسعر أقل في اليوم التالي».

وأفاد قاقيش بأن «استمرار عمليات التسييل الجبري لاستدعاء الهامش جعل عمليات تسييل جديدة تحدث مع كل انخفاض في السعر، ما أسفر عن حالة من عدم اليقين عن المستوى أو القاع الذي يمكن أن ترتد الأسهم من عنده»، مشيراً إلى أن «تحرك الجهات الرسمية بشأن التمويلات بالهامش جاء متأخراً كثيراً، وبعد حدوث الأزمة، إذ يجب مطالبة البنوك وشركات الوساطة بالكشف عن حجم التسهيلات الممنوحة لشراء الأسهم بالهامش، وإعلان ذلك للسوق».

وذكر أن «التراجعات الحادثة في أسواق الأسهم تجاوزت كل الحدود، وأصبحت بعيدة تماماً عن الأساسيات أو المعطيات الاقتصادية»، لافتاً إلى أن «تلك الأوضاع تجعل من الصعب على أي مؤسسة مالية أن تتدخل بالشراء بقوة لطمأنة المستثمرين، طالماً أن عمليات استدعاء الهامش تتواصل دون توقف».

 

رالي الانخفاضات

بدوره، عزا المحلل المالي، مصطفى حسن، «استمرار رالي تراجع أسعار الأسهم من دون توقف إلى حالة الهلع التي انتابت المستثمرين بعد انخفاض أسعار النفط، إذ تخوف المستثمرون من تأثر موازنات الدول الخليجية، ومن ثم تراجع الإنفاق الحكومي على المشروعات التنموية، بسبب تدنى أسعار النفط»، مؤكداً أن «الانخفاضات التي تحققت في أسعار الأسهم جعلت البعض يفكر في الشراء، لكنه تراجع بسبب استمرار الانخفاضات، نتيجة عمليات استدعاء الهامش والتسييل الجبري للأسهم».

وتوقع حسن، أن «يكون استقرار أسعار النفط واتضاح الرؤية حول السعر، مؤشراً لوصول مؤشرات أسواق الأسهم المحلية إلى القاع الذي يمكن أن ترتد من عنده»، لافتاً إلى أنه «في ظل حالة الهلع التي انتابت المستثمرين حالياً، يكون من الصعب توقع القاع الذي يمكن أن ترتد الأسهم من عنده صعوداً، خصوصاً أن المستويات السعرية المغرية التي وصلت لها الأسهم لم تعد كافية لإغراء المستثمرين للشراء».

تويتر