تخفض هامش الربح لضمان الاستمرار في السوق.. و«أدنوك» تؤكد أن الميزة التفضيلية ليست من اختصاصها

شركات محلية: نواجه منافسة أجنبية شرسة في عقود النفط المحلية

«أدنوك» تحاول التوفيق بين الالتزام بالمعايير العالمية ومساعدة الشركات المحلية. تصوير: نجيب محمد

أكد مسؤولون في شركات خدمات نفط محلية متوسطة وصغيرة، أنهم يواجهون منافسة شديدة من جانب شركات أجنبية كبرى في القطاع، ما اضطرهم إلى خفض هامش الربح الخاص بهم، لمواجهة هذه المنافسة والاستمرار في السوق المحلية، رغم أن خبرتهم في السوق تتعدى 20 عاماً.
وطالبوا بمنحهم معاملة تفضيلية، واشتراط أن تعطي الشركات الكبيرة نسبة من العقود الكبيرة لـ«مقاولي الباطن» في الدولة. وقالوا إنهم يواجهون نقصاً كبيراً في العمالة الماهرة في السوق، فضلاً عن بعض الإجراءات المعقدة في ما يتعلق بالاستثمار والإجراءات الإدارية الطويلة.
من جانبها، قالت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، إن نسبة تراوح بين 70 و80% من التعاقدات تنفذها شركات محلية، مؤكدة أن فكرة إعطاء ميزة تفضيلية للشركات المحلية من اختصاص الجهات الرسمية والتشريعية.
وتفصيلاً، قال المدير التنفيذي لشركة «الغيث» للتوريدات وخدمات حقول النفط المحدودة، عاطف عريقات، إن «هناك تحديات عدة تواجه الشركات المحلية، خصوصاً المتوسطة والصغيرة».
وأضاف أن «أبرز هذه التحديات يتمثل في المنافسة الشرسة من جانب شركات أجنبية في السوق، خصوصاً الشركات الصينية والكورية، للاستحواذ على عقود النفط»، مؤكداً أن هذه الشركات تمكنت من الاستحواذ على أغلبية العقود الجديدة.
وطالب بأن تشترط الجهات الحكومية على الشركات الأجنبية، أن تعطي نسبة من العقود الكبيرة لمقاولي الباطن من الشركات الوطنية، لإتاحة الفرصة أمامها للعمل في ظل التحديات الضخمة التي تواجهها هذه الشركات.
وكشف أن من أبرز التحديات التي تواجه الشركات الوطنية، وجود نقص كبير في العمالة الماهرة في قطاع النفط والغاز، إذ إن جانباً كبيراً من العمالة الموجودة ليست ماهرة، وﻻ تمتلك خبرة كافية للعمل في هذا القطاع الحيوي الذي يشهد نمواً مستمراً، وتطبيقات لتكنولوجيا حديثة تتطلب كفاءات معينة، مطالباً بوجود مراكز تدريب متطورة تستطيع تخريج كوادر من العمالة الماهرة التي يحتاجها القطاع، مع مراعاة أنماط وتحديات العمل به.
إلى ذلك، قال الرئيس التنفيذي لشركة الإنشاءات البترولية، عقيل ماضي، إن «مناخ العمل في الإمارات مفتوح، ولذلك تحرص العديد من الشركات الأجنبية على الوجود والاستثمار فيه، وتنافس بقوة للفوز بتعاقدات لتنفيذ مشروعات شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، خصوصاً من الصين وكوريا».
وأضاف أن شركته تضطر في بعض أحيان إلى خفض هامش الربح حتى تستطيع المنافسة، وبما يسمح لها بالفوز، مؤكداً أن لدى الشركات المحلية خبرة كبيرة ودراية بالسوق، وتعامل في (أدنوك) على قدم المساواة مع نظيراتها الأجنبية.
من جهته، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة المنصوري لخدمات النفط، نبيل العلوي، إن «أهم التحديات التي تواجهنا في العمل في السوق المحلية يتمثل في عدم إعطاء الفرصة للشركات ا لمحلية أمام المنافسة الأجنبية»، موضحاً أن لدى شركته 37 عاماً خبرة بالسوق، لذلك، فإنه يفترض أن يكون هناك مجال لمنح الشركات المحلية فرصاً، وهذا لا يعني أفضلية، وإنما شفافية أكبر تساعد على المنافسة.
من جانبه، قال مدير التسويق والمبيعات في شركة «بترولكم»، هيمانت كومار، إنه تم تدشين «بترولكم» في السوق المحلية منذ عام 1991، وهناك أموال تنفق من أجل توسعاتها، مؤكداً أن المنافسة القوية من الشركات الأجنبية تحجم كثيراً من ذلك. وطالب كومار بوجود من يساعد الشركات المحلية حتى تستمر في السوق.
أما مدير التكنولوجيات الحديثة في شركة «هالبرتون» الأميركية، محمد حامد، فأكد أن أبرز التحديات التي تواجه الشركات المحلية، يتعلق بوجود بعض الإجراءات المعقدة في ما يتعلق بالاستثمار، والحصول على الموافقات الإدارية وإنجاز العقود، مطالباً بالعمل على تسهيل هذه الإجراءات خلال الفترة المقبلة، لمواكبة النمو المتسارع في قطاع النفط والغاز في الإمارة، والحفاظ على الدور الرئيس الذى تضطلع به الإمارات في قطاع النفط إقليمياً ودولياً.
واتفق مدير تطوير الأعمال في شركة محلية صغيرة لخدمات النفط، فضل عدم ذكر اسمه، مع نظرائه في أن المنافسة الشديدة من جانب الشركات الأجنبية، وحصولها على معظم العقود، عائق أمام تطور الشركات المحلية، ما يحد من قدرتها على النمو.
وطالب بقرارات حكومية تتعلق بمنح فرص متساوية للشركات المحلية، وتسهيل حصولها على التقنيات المتقدمة، حتى تتمكن من المنافسة على المدى القصير والمتوسط والطويل، مع الشركات الأجنبية العملاقة التي تأتي للعمل في القطاع في الإمارات في ظل نمو الاقتصاد الإماراتي، والأوضاع الإقليمية الصعبة في العديد من الدول وتراجع الاقتصادات الأوروبية.
إلى ذلك، قال رئيس مؤتمر ومعرض أبوظبي الدولي للبترول (أديبك 2014) مدير إدارة الاستراتيجية والتنسيق شركة أبوظبي الوطنية للبترول (أدنوك)، علي خليفة الشامسي، إن «نسبة تراوح بين 70 و80% من تعاقدات (أدنوك) تنفذها شركات محلية»، مؤكداً أن الشركة تعمل وفق معايير عالمية معترف بها تطبقها دون تمييز على الشركات كافة.
وأضاف أن معظم الشركات المحلية لديها خبرات كافية حالياً، ولذلك فإن عدداً كبيراً منها يفور بتنفيذ العديد من العقود،
مشيراً إلى أنه ليس بمقدور«أدنوك» منح ميزة تفضيلية للشركات المحلية، كون ذلك من اختصاص الجهات الرسمية والتشريعية.
وقال إن «الشركات الوطنية عنصر فعّال في نجاح الطفرة البترولية، لكن منحها أفضلية، أمر خارج نطاق (أدنوك) وتختص به الجهات الرسمية والتشريعية».
وأكد الشامسي أن لدى الشركة معايير دولية وشفافة في طرح المناقصات وتأهيلها، لافتاً إلى أن معظم الشركات المحلية قديمة وفي مصاف الشركات العالمية، وبالتالي فإننا لا نزكي أحداً على أحد، فالجميع على قدم المساواة.
وذكر أن «أدنوك» تحاول قدر المستطاع التوفيق بين الالتزام بالمعايير العالمية، ومساعدة الشركات المحلية.

 

تويتر