هل يتوجب عليّ العمل على ميزانية شخصية.. وكيف؟

من الضروري التحقق من مصاريفك ومقارنتها بخطتك للادخار بشكل دائم. أرشيفية

في الحقيقة قلّة من الأفراد يضعون ميزانية شخصيّة من أجل المتعة، وفي الواقع، وعلى الرغم من صعوبة وضع ميزانية في بداية الأمر، إلّا أنّها تعد من أهم الخطوات التي من الممكن اتخاذها للوصول إلى الاستقلال المالي وتأمين المستقبل.

وفي حال وجود نيّة بتأمين مبلغٍ من المال من أجل التقاعد أو من أجل شراء منزلٍ جديد، أو حتى من أجل تخفيض النفقات وإدارة الديون، فإنَّ وضع الميزانية من شأنه تسهيل هذه الأمور بشكل كبير.

وما إن تمّ وضع الميزانية، فإنَّ الالتزام بها أسهل مما يبدو.

وتتمثّل الخطوة الأولى بحساب متوسط الدخل الشهري، بما في ذلك الراتب وأرباح الاستثمارات، ثم حساب النفقات الثابتة، أي تلك التي يتوجب دفعها في كل شهر كإيجار المنزل ودفعات أقساط الرهن والتأمين التكافلي ومصاريف الدراسة.

بعد ذلك، أضف النفقات غير الثابتة، التي تختلف من شهر إلى آخر، كفواتير الكهرباء والبقالة ونفقات السيارة من مصاريف أعطال ووقود، ومن ثمَّ أضف إلى ذلك أيّ دفعات شهرية لسداد أي نوع من أنواع الديون، وجميع الدفعات الكماليّة كوجبات الطعام خارج المنزل والإجازات.

وبالطبع لا يوجد أي داع للقلق من عدم دقّة التقديرات في الحسابات بشكل كامل طالما أنها قريبة من الواقع.

الآن، أضف جميع المصاريف والدفعات واخصم منهم معاشك الشهري.

ولتسهيل عملية الحساب هذه، يوجد على الإنترنت أدوات وتطبيقات يمكن استخدامها، فعلى سبيل المثال، يمكن زيارة www.smartmoney.adib.ae للحصول على أدوات سهلة الاستخدام تساعدك على وضع الميزانية.

فإذا حصلت على نتيجة إيجابية فهذا يعني وجود فائض لديك، وقدرتك على الادخار أو الاستثمار أو حتى مكافئة نفسك بهدية ما، أما إذا حصلت على نتيجة سلبية، فهذا يعني عيشك خارج حدود الإمكانية، وربما تحتاج إلى خفض الإنفاق لتجنب الوقوع في مشكلات مالية في المستقبل، وفي كلتا الحالتين، فإن الهدف من هذه العملية هو التخطيط المالي على المديين الطويل والقصير، ومعرفة ما إذا كانت طريقة الإنفاق ستخولك من الوصول إلى أهدافك أم يتوجب عليك القيام ببعض التعديلات.

وبالطبع، فإنّ لكل شخص حالة خاصة، كما أنّه لا توجد قواعد وضوابط صارمة، لكن بشكل عام، فمن المفترض أن يشكّل الإنفاق على السكن أكبر حصّة من المدفوعات وبنسبة 25% من مدخولك، تخصّص لدفع أقساط المسكن أو الإيجار ودفعات التأمين.

ويعد ادخار ما يعادل 12% من مدخولك أفضل خيار، وإذا كنت مديوناً، يتوجب عليك دفع 8% من مدخولك شهرياً لسداد هذه الديون، لكن احذر، فإن الإنفاق بأكثر من هذه النسبة على سداد الديون الشخصية يعني أنك قد لا تملك ما يكفي من السيولة المتاحة لأي مفاجآت، ما يجعلك عُرضة لأخذ المزيد من القروض.

وإذا كان لديك، أو من المحتمل أن يكون لديك أيّ التزامات مالية كبيرة، كإنجاب الأطفال، فيفضّل أن تراعي مصاريفك الشخصيّة، خصوصاً تلك التي تُعد مصاريف كمالية، وذلك لتتمكّن من ادخار المزيد من المال، مع العلم أن الجميع بحاجة إلى بعض الترفيه من وقت إلى آخر.

ومن الضروري التحقق من مصاريفك ومقارنتها بخطتك للادخار بشكل دائم، إذ من الطبيعي تغيير بعض العوامل، لذلك يتوجب عليك القيام ببعض التعديلات من وقت إلى آخر للحفاظ على ميزانية صحيّة.

حاول أن تعيد عملية الحساب على الموقع من آنٍ لآخر، إذ سيساعد ذلك في تحديد أماكن الخلل أو النقاط التي من شأنها المساعدة في خفض نسبة الإنفاق والادخار أكثر، الأمر الذي يصعُب أحياناً تطبيقه، وسنتطرق لهذا الموضوع في النسخة المقبلة من هذه السلسلة.

حسن النويس مدير التسويق لمجموعة مصرف أبوظبي الإسلامي

 

تويتر