درجات الحرارة تدفع الأسماك نحو الأعماق ما يزيد كلفة الصيد

تقلبات مناخية ترفع أسعار الأسماك حتى 83%

الزيادات السعرية شملت الأنواع الأكثر طلباً في السوق مثل «الشعري» و«الهامور». تصوير: أحمد عرديتي

شهدت أسواق السمك في دبي ارتفاعات سعرية، أخيراً، راوحت معدلاتها بين 25% و83%، نظراً إلى قلة المعروض تأثراً بتقلبات مناخية متمثلة في هبوب العواصف تارة ودرجات الحرارة تارة أخرى، ما يزيد من كلفة الصيد.

وقال صيادون وتجار أسماك إن أسعار الأسماك بدأت ارتفاعاتها التدريجية خلال الأسبوع الماضي، لافتين إلى أن نسب الزيادات تتباين وفقاً لكميات الأسماك المتوافرة في السوق. وأوضحوا أن ابتعاد الأسماك نحو أعماق البحار يرفع كلفة الديزل المستخدمة، ويزيد من جهود الصيد، ما ينعكس على الأسعار.

وتفصيلاً، قال عضو جمعية الصيادين في دبي، عبدالله بن حيدر، إن «أسعار الأسماك تشهد حالياً زيادات تدريجية بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، التي تقلل من كميات الأسماك المتوافرة في مناطق الصيد الشائعة في البحر، وتضطر الصيادين إلى الدخول إلى مناطق أعمق، ما يزيد من كلفة الصيد مع استخدام كميات أكبر من الديزل». وأضاف أن «سعر سمك (شعري) الكبير بالجملة (أربعة كيلوغرامات) وصل إلى 110 دراهم مقارنة بـ60 درهماً سابقاً، ما انعكس على أسعار تجار التجزئة للمستهلكين».

وأفاد الصياد وتاجر الأسماك، صالح محمد، بأن «هروب الأسماك من مناطق الصيد الشائعة إلى أعماق المياه والبحر بسبب درجات الحرارة، يتطلب وقتاً أطول في الصيد، وجهداً، وكلفة أكبر للصيادين للحصول على كميات مناسبة»، مبيناً أن «الزيادات السعرية شملت جميع أنواع الأسماك التي يتم صيدها في مياه الدولة، وبعض الأنواع التي يتم صيدها من دول خليجية مجاورة».

وذكر أن «أبرز الزيادات السعرية تمثلت في ارتفاع سعر بيع السمك من نوع (نيسر) من 10 دراهم للكيلوغرام إلى 15 درهماً، فيما ارتفع سعر بيع سمك (شعري) الوسط من حيث الحجم من سعر يراوح بين 15 و20 درهماً ليراوح بين 25 و30 درهماً للكيلوغرام».

أما عضو جمعية الصيادين في دبي، خليل إبراهيم فولاذ، فأشار إلى أن التقلبات المناخية هي الأساس في تحديد أسعار الأسماك، وهو ما يتسبب في ارتفاعات الأسعار تأثراً بزيادة درجة الحرارة، لافتاً إلى عواصف حدثت قبل أيام منعت الصيادين بشكل مؤقت من الصيد بالشكل المعتاد، مع عدم قدرة الطرادات على الإبحار، والاعتماد على المخزون المتوافر في السوق والكميات المحدودة التي يتم صيدها.

واتفق تاجر الأسماك، محمد سمان، مع سابقيه في أن الأسماك شهدت زيادات سعرية متباينة خلال الأيام الماضية تأثراً بارتفاعات درجات الحرارة وصعوبة عمليات الصيد.

وقال إن «نسبة الزيادات السعرية التي شملت أنواعاً مختلفة من الأسماك راوحت أخيراً بين 25 و50%، وتضمنت الأنواع الأكثر طلباً في السوق مثل (شعري) و(هامور)، فضلاً عن (الصافي) الذي ارتفع سعر بيعه من نحو 40 درهماً للكيلوغرام ليراوح بين 45 و50 درهماً».

إلى ذلك، قال تاجرا الأسماك، محمد غلام، وحسن محمد، إن الأسماك شهدت زيادات تدريجية منذ نحو 10 أيام، بسبب العواصف التي أعاقت عمليات الصيد المعتادة، ثم عادت الأسعار إلى الارتفاع مرة أخرى مع ارتفاع درجات الحرارة، لافتين إلى أن الزيادات السعرية التي تشهدها الأسواق حالياً أعلى من نظيرتها خلال فترات الاضطرابات المناخية في موسم الشتاء الماضي.

كما أفاد تاجر الأسماك، جافيد محمد مختار، بأن سعر كيلوغرام السمك من نوع «هامور» صغير ارتفع من 10 دراهم و15 درهماً، ليراوح حالياً بين 15 و20 درهماً، فيما ارتفع سعر كيلوغرام سمك «شعري» وسط من 15 درهماً إلى 20 درهماً.

إلى ذلك، قال نائب المدير العام لجمعية الاتحاد التعاونية، إبراهيم عبدالله البحر، إن «الارتفاعات السعرية الأخيرة للأسماك، جراء تغييرات درجات الحرارة، انعكست على أسعار بيعها في منافذ البيع»، لافتاً إلى أن إدارة الجمعية رصدت تلك الارتفاعات أخيراً عبر عمليات التوريد لمنافذها.

وأكد أن «نسب الارتفاعات تتغير وفقاً لكميات الأسماك المتوافرة، كما تتأثر مؤشرات الأسعار بحجم الطلب على الأسماك، الذي سيقل تدريجياً مع اقتراب شهر رمضان المقبل».

تويتر