طالبوا بالتركيز على أعمال «التكافلي العائلي».. وأكدوا أن المنافسة مع الشركات التقليدية لا تصب في مصلحة القطاع

خبراء يحذرون من استمرار تراجع نمو قطاع التكافل

حجم أعمال شركات التأمين الإسلامية وصل إلى نحو 19 مليار دولار في عام 2012. الإمارات اليوم

حذّر خبراء ومديرون عاملون في قطاع التأمين من استمرار تراجع معدلات نمو قطاع التأمين التكافلي المتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية، مطالبين الشركات بإيجاد سوق خاصة به، والتركيز على أعمال «التكافلي العائلي» ومنتجات جديدة تلبي وتواكب احتياجات المتعاملين المستهدفين.

وقال الخبراء لـ«الإمارات اليوم» على هامش «مؤتمر التكافلي العالمي السنوي التاسع»، الذي عقد في دبي أخيراً، إن الشركات مطالبة بتغيير طريقة تسويقها لأعمالها في السوق، والابتعاد عن منافسة شركات التأمين التقليدية الكبيرة أصلاً، مؤكدين أن المنافسة لا تصب في مصلحة شركات التكافل حالياً.

وأظهر دليل شركات التأمين الإسلامية، الذي تصدره شركة «تكافل ري» لإعادة التأمين، تراجع نمو اشتراكات التكافل العالمية من 18% عام 2011 إلى 12% عام 2012.

وبحسب تقرير التكافل العالمي الذي تصدره شركة «أرنست آند يونغ»، بلغ نمو قطاع التكافل في عام 2010 نحو 19%، فيما كانت مستويات النمو تفوق هذه الأرقام في السنوات السابقة.

206 شركات تكافل عالمياً

يعمل في السوق العالمية 206 شركات تكافل وفقاً لبيانات عام 2012، فيما يوجد أكبر عدد من شركات التأمين التكافلي في دول مجلس التعاون الخليجي ويبلغ 78 شركة.

ووصل حجم الاشتراكات المكتتبة من قبل شركات التأمين الإسلامية نحو 19 مليار دولار في عام 2012، وفقاً لأحدث البيانات المتوافرة.

وتفصيلاً، قال المدير العام لتطوير أسواق الشرق الأوسط ووسط آسيا في شركة «إيه إم بست» لخدمات التصنيف، فاسيلس كاتسيبس، إن «التحدي الأكبر الذي يواجه قطاع التكافل حالياً هو الحفاظ على استراتيجية بعيد المدى بالنسبة للربحية».

وأضاف أن «القطاع يفقد بعض الفرص المهمة، إثر تركيزه على قطاعات تأمين تقليدية مثل التأمين على المركبات»، لافتاً إلى أن «الشركات ستحقق نتائج أفضل، في ما لو ركزت على منتجات التأمين العائلي، من خلال التركيز عليها، وتوفير شبكة مبيعات وسياسات مبتكرة لتسويقها».

وشدد كاتسيبس على أهمية أن تبحث الشركات في احتياجات الناس الحقيقية، وتوفر منتجات مبتكرة تناسب وتلامس ما يطلبونه، مؤكداً أن «واحدة من المشكلات التي ظهرت في السوق مع بدء نشاط التأمين التكافلي، هي أن الشركات تنافس وتقلد بعضها».

وتابع: «كان هناك اعتقاد في البداية أن القطاع سيحافظ على نسب النمو السنوية التي تقدر بنحو 20%»، مضيفاً أن «بعض الشركات قد تستمر في تحقيق معدلات نمو، وأخرى قد لا تفلح في ذلك، ما لم تبذل جهوداً حقيقية».

من جانبه، قال الخبير التأميني، غسان مروش، إن «معظم شركات التكافل لاتزال صغيرة، مقابل الشركات التقليدية التي تعمل في السوق منذ فترة طويلة»، منبهاً إلى أن «المنافسة لا تصب في مصلحة شركات التكافل حالياً، إذ تحتاج إلى بعض الوقت للوصول إلى موقف المنافسة مع الشركات التقليدية الكبيرة».

وبين أن «نسب النمو التي كانت تصل إلى 20% مع بدء قطاع التكافل بالظهور، بدأت تتراجع أخيراً»، متوقعاً أن تحافظ الشركات الكبيرة فقط، وتلك التي تركز على تخصصات معينة على معدلات نمو جيدة.

إلى ذلك، قال المدير العام للتكافل العائلي في الشركة الإسلامية العربية للتأمين «سلامة»، نويل دي ميلو، إن «قطاع التكافل العائلي في شركة (سلامة) حقق نمواً كبيراً منذ عام 2008 بنسبة بلغت نحو 50% سنوياً».

وأضاف أن «المتعاملين لا يشترون حالياً منتجات التكافل العائلي فقط لأنها تتوافق مع الشريعة الإسلامية بل نظراً إلى جدواها، والتغطية التي توفرها، وغيرها من المنافع والعوامل، إذ تبحث في احتياجات الناس الحقيقية تجاه المخاطر التي قد يواجهونها».

ولفت إلى أن «هناك فرصاً كبيرة أمام قطاع التأمين التكافلي في مختلف الأسواق، ليس من خلال التركيز على أعمال تأمينية بعينها، بل تحقيق نوع من التوازن والابتكار».

وفي سياق متصل، قال المستشار والخبير التأميني، باسل هنداوي، إن «قطاع التكافل بحاجة إلى تغيير طريقة تسويق أعماله، وطرح منتجات خاصة به ضمن إطار اهتمامات المتعاملين»، لافتاً إلى أن «حجم السوق التكافلي لايزال صغيراً، وهناك فرص كبيرة للنمو والتوسع في مختلف المجالات التي ستشكل أطر عمل جديدة».

وشدد هندواي على أهمية بحث شركات التكافل عن أطر عمل مبتكرة تلبي حاجات المتعاملين.

أما مدير تطوير المنتجات في شركة «آر جي إيه» لإعادة التأمين، تامر ساهر، فقال إن «معدلات النمو خلال السنوات الأولى من بدء نشاط قطاع التكافل كانت كبيرة جداً، ومن الممكن أن نشهد تراجعات أخرى خلال الفترة المقبلة في هذا القطاع الحيوي، لكن ذلك لا يعني وصول القطاع إلى مرحلة يتوقف فيها عن النمو».

وأكد أنه «على الرغم من التراجع في معدلات النمو، فإن القطاع لايزال يسجل نمواً من خانتين مقابل معدلات أقل لتلك التي تسجلها شركات التأمين التقليدية».

وأوضح ساهر أن «هناك فرصاً كبيرة في قطاع التأمين العائلي وتأمينات الحياة التي لايزال حجمها أقل بكثير من المعدل العالمي»، مطالباً القطاع التكافلي بإثبات نفسه في هذا الحقل.

 

تويتر