محمد بن راشد يفتتح منتدى القيادات النسائية الثالث في دبي

‬12.4 مليار درهم استثمارات تديرها كوادر نــسائية في الدولة

محمد بن راشد شهد انطلاق فعاليات المنتدى. وام

أفاد مسؤولون وخبراء بأن المرأة المواطنة أسهمت بفعالية في سوق العمل الإماراتية خلال السنوات الماضية، إذ نما وجودها السنوي فيها بنسبة ‬25.3٪.

وقدروا، خلال مشاركتهم في منتدى القيادات النسائية الثالث في دبي، الذي افتتحه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يرافقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، أمس، حجم الاستثمارات التي تديرها كوادر نسائية بأكثر من ‬12.4 مليار درهم، مشيرين إلى وجود ‬12 ألف سيدة أعمال في الدولة.

وفي الوقت الذي أشاروا فيه إلى أن نجاح المرأة بلغ مختلف المجالات، ومنها العسكرية، أكدوا أن وضعها عالمياً بحاجة إلى مزيد من التطوير، إذ إنها لاتزال تحتل أقل من ‬50٪ من مواقع القيادة.

وتفصيلاً، أكدت حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة ، في كلمة ألقتها نيابة عنها رئيسة مجلس إدارة مؤسسة دبي للمرأة، منى المري، أن «الحراك النسائي الكبير في مجتمعنا إحدى ثمرات رؤية سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لأهمية دور المرأة في الإمارات»، مشيرة إلى أن المؤسسات النسائية الفاعلة الموجودة اليوم ما هي إلا من مبادراته التي رسمت لنا أهدافاً واضحة وغايات سامية. وأضافت سموها أن «صاحب السمو وضعنا أمام تحد كبير في تحقيق طموحاته التي يريدها للمرأة، إذ يريدها شريكاً كاملاً في الحقوق والواجبات والمسؤوليات ويدفع بها إلى آفاق جديدة من العمل الوطني والمجتمعي، إذ قال بنفسه قبل فترة (أنا أحرص على أن تكون المرأة في المقاعد الأمامية في المركب الذي يقود شعبنا لشاطئ السلامة والازدهار)، ونحن نقول له ثقتك في محلها وبناتك عند حسن الظن بهن، والمرأة في الإمارات لن تنسى دورك التاريخي من تمكينها والأخذ بيدها إلى مواقع المسؤولية، وطموحاتك لوطننا ستبقى منهجنا في العمل، وحافزاً لنا لمزيد من الإبداع والإنجاز».

كوريا

قال نائب رئيس «المجلس الوطني للتنافسية» في كوريا الجنوبيّة، تاي شين كوون، إن«كوريا أسست كليات جامعية كثيرة كمساهمة منها في توفير فرص التعليم للمرأة، لكن لاتزال الفرص ضعيفة في المشاركة، إذ إن نسبة وصولها إلى منصب الرئيس التنفيذي لم تتجاوز ‬1٪، بينما وصلت النسبة في العالم إلى ‬3.6٪»، مؤكداً أهمية المشاركة النسائية في مجالات الاقتصاد المتنوعة، لافتاً إلى نجاح تجربة أوروبا في هذا المجال، التي أثبتت أن المرأة تمتلك مهارات قيادية وتستطيع تحمل المسؤولية.


تعزيـز واقع المرأة

قالت المستشارة الأولى لكبير الخبراء الاقتصاديين في البنك الدولي مكتب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نادرة شاملو، إنه «بالنظر إلى التعليم، فإنه لا يوجد فقط رأب صدع للأمية، لكن المؤشرات تؤكد أن النساء يتفوقن في الجامعات على الرجال، وأنهن وصلن إلى أعلى المجالات، بينما لاتزال نسبة مشاركة المرأة في المجال العملي لا تتجاوز ‬30٪».

وأعربت عن اعتقادها بأن التحدي أمام النساء كبير، لكن يمكن تجاوزه من خلال تعزيز وجود النساء في مواقع اتخاذ القرار، مشيرة إلى أن نسبة مشاركة النساء تصل إلى ‬75٪ من القوى العاملة على مستوى العالم، بينما نرى أن ‬90٪ من الرجال يتولون المناصب القيادية في الوظائف العملية، كون التوازن ضرورياً بين العمل والحياة الأسرية». أما الرئيس التنفيذي لشركة «كويت إنرجي» في الكويت، سارة أكبر، فنصحت النساء بالإصرار على الحصول على ما يردن، مشيرة إلى تجربتها في العمل فترات طويلة ومرهقة في مجال حقول النفط منافسة الرجال، إذ قضت ‬10 سنوات من العمل في حقول النفط، شكلت قدرتها على التميز، وكانت الأساس الفني لها.

وعن موضوع المنتدى، قالت سموها: نناقش في منتدانا هذا دور المرأة في مجالس إدارة الشركات والمؤسسات، بمعنى آخر دورها في صنع القرار في هذه المؤسسات، التي يتأثر بأعمالها الآلاف من أبناء المجتمع»، مؤكدة أن «الهدف من المنتدى ليس تحسين الصورة أو تحسين ترتيبنا في بعض التقارير فقط، بل نريده قيمة مضافة للمجتمع، ونريد أن يسهم في تحقيق رؤية القيادة لدور المرأة، وتفعيل التكامل بين المرأة والرجل في مجتمعنا عبر المستويات كافة».

من جانبه، قال رئيس المجلس الوطني الاتحادي، الدكتور محمد المر، إن «مستويات الإنجاز للمرأة الإماراتية في مختلف المجالات وتبوؤها مناصب قيادية بالدولة في كل مؤسساتها يعود إلى الدعم والتشجيع المتواصل من القيادة التي تؤمن بأهمية دور المرأة في مستهدفات التنمية الشاملة»، مشيراً إلى أن «الإمارات عملت على إرساء ثقافة تمكين المرأة، وإعطائها كل الفرص الممكنة للمساهمة في بناء نهضة الدولة من دون أي عوائق أو قيود دستورية، أو تشريعية، أو اجتماعية».

وأضاف أن «عمليات التنمية الشاملة التي تشهدها الدولة تسير بخطى متوازنة يسهم فيها جميع أبناء الإمارات رجالاً ونساء»، لافتاً إلى أن «مسؤوليات التطور يتقاسمها الرجل مع المرأة في تكامل وتعاون».

وقال إنه «في مجال المشاركة الاقتصادية، فإن المرأة الإماراتية أسهمت بفعالية في سوق العمل الإماراتي خلال السنوات الماضية، وتجاوزت نسبة النمو السنوي في مساهماتها ‬25.3٪»، مشيراً إلى أن«الدولة لم تعرف أي قيود حول الوظائف التي يمكن للمرأة أن تتولاها، بل أثبت الواقع العملي أن الإناث سيطرن فعلياً على بعض المؤسسات وتجاوزت أعدادهن أعداد الذكور مثل الوزارات الخدمية».

وقدر المر حجم الاستثمارات التي تديرها كوادر نسائية بأكثر من ‬12.4 مليار درهم، لافتاً إلى أن هناك أكثر من ‬12 ألف سيدة أعمال على مستوى الدولة، ما يعكس الإصرار المتزايد، والرغبة الأكيدة من القيادة والحكومة والمجلس وكل فعاليات المجتمع الأخرى لتمكين المرأة اقتصادياً، وزيادة مساهمتها في سوق العمل، مؤكداً حرص الدولة على تنمية وتأهيل الكوادر النسائية لتفعيل مساهمتهن في دعم المسيرة الاقتصادية، إذ تم إنشاء مجالس سيدات الأعمال. وأكد المر أن المرأة الإماراتية أثبتت أنها على قدر المسؤولية التشريعية والرقابية في أعمال المجلس الوطني الاتحادي، ومارست دورها في البرلمان بكفاءة وفعالية وإسهام متميز في المناقشات البرلمانية»، مشيراً إلى أن «المتتبع لأعمال المجلس الوطني الاتحادي سيلحظ أن المرأة برهنت على نديتها الحقيقية لأخيها الرجل، وأضافت أبعاداً جديدة ومستحدثة سواء في مناقشات المجلس العامة، أو أعمال اللجان». بدورها، قالت عضو المجلس الوطني الاتحادي، الرئيس التنفيذي لـ«تو فور ‬54»،نورة الكعبي، إن «تنامي نجاحات المرأة في مختلف المجالات وصلت إلى القوات المسلحة وإلى التدريب على المهام الصعبة»، مشيرة إلى قيام ثلاث سيدات مواطنات بتلقي التدريب على القفز بالمظلات. وأضافت أن «المرأة نجحت في المستشفيات وفي مجال الإعلام وفي جميع المجالات، وأصبحت مساهماتها العملية جزءاً من الثقافة العامة في المجتمع»، موضحة أن «الأمر يتطلب قبول العمل في كل المجالات، واكتشاف الإمكانات الشخصية ودعمها بالتعليم، مع ضرورة التوازن بين متطلبات المنزل والعمل».

من جانبها، قالت المديرة التنفيذية المؤسسة لشركة «سكيما» الأردنية، رئيس الجلسة الأولى في المنتدى، معالي قاسم، إن «المرأة جزء مهم من حركة التطوير والتنمية»، لافتة إلى أنه «حان الوقت للتغيير، إذ إن المرأة لاتزال تحتل أقل من ‬50٪ من مواقع القيادة على مستوى العالم».

ونبهت إلى أن ضرورات الاقتصاد تحتاج إلى التغيير والتنوع، وإتاحة الفرصة للمرأة لتولي المناصب القيادية في المؤسسات الاقتصادية.

تويتر