الإمارات تخطّط لإقامته في « مركز دبي التجاري ــ جبل علي » على مساحة 438 هكتاراً

محمد بن راشد: قادرون على إبهـــار العالم في « إكسبو 2020 »

صورة

قال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إن «الإمارات دأبت منذ قيامها على التركيز على إعداد بنى تحتية مهمة وذات مواصفات عالمية، كون هذه البنى تؤسس لبناء صروح التعليم والصحة والرياضة والإسكان والمرافق الخدمية والسياحية والمعارض، وغيرها من مكونات النهضة الحضارية ومقوماتها».

واعتبر سموّه خلال لقائه في قصر زعبيل، أمس، سكرتير عام المكتب الدولي للمعارض، فيسنتي لوسكيرتاليس، الذي يزور البلاد للاطلاع على الإمكانات المتوافرة في الدولة، والتي تؤهلها للفوز باستضافة معرض «إكسبو الدولي 2020» في دبي، أن «الآخر هو من يقيّم إنجازات الدولة في هذا المجال والمجالات الأخرى، وليس نحن»، معرباً عن ثقته بأهلية الإمارات عموماً، ومدينة دبي على وجه الخصوص لاستضافة معرض إكسبو الدولي 2020 الحدث الأكبر والأشهر عالمياً.

وقال سموّه في حسابه الشخصي على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي: «سنعمل على حشد التأييد الدولي من 156 دولة»، مؤكداً أن «أبناء الإمارات قادرون على استضافة أكبر تظاهرة ثقافية، وعلى إبهار العالم».

وتحدّث سموّه والضيف، خلال اللقاء الذي حضره سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، والفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، حول أهمية الحدث العالمي اقتصادياً وسياحياً وثقافياً، كونه يشكل ملتقى للحضارات والثقافات، وتبادل المعرفة في ما بينها في العديد من الموضوعات والأمور الثقافية والاجتماعية والحياتية.

إطلاق الحملة

المكتب الدولي للمعارض

يعد المكتب الدولي للمعارض، الذي يتخذ من باريس مقراً، المنظمة الحكومية الدولية المسؤولة عن تقييم واختيار وتنظيم المعارض العالمية والدولية.

وأنشئ المكتب في أعقاب اتفاقية دولية وقعت في باريس عام ،1928 تضمنت حقوق ومسؤوليات كل من منظمي المعارض والمشاركين فيها.

وتتمحور رؤية المكتب الدولي للمعارض حول الحفاظ على سلامة وجودة المعارض، إضافة إلى الدور المنوط به في تثقيف الجمهور وتشجيع الابتكار في خدمة التقدم البشري، والعمل على ترسيخ دور صناعة المعارض الدولية.

إلى ذلك، أطلقت الإمارات أمس، حملتها الخاصة باستضافة معرض «إكسبو 2020» العالمي في دبي، إذ تم الإعلان عن هذه الخطوة في أعقاب تقديم الدولة طلباً رسمياً للاستضافة، تحت رعاية سموّه.

وانطلقت الحملة، التي ستسلط الضوء على المزايا التي تجعل من دبي مكاناً أمثل لاستضافة هذا الحدث العالمي الضخم، الذي يقام مرة كل خمس سنوات، بالتزامن مع الزيارة الرسمية الأولى للسكرتير العام للمكتب الدولي للمعارض، فيسنتي لوسكيرتاليس، إلى الدولة، بعد تقدمها بطلب الاستضافة في نوفمبر من العام الماضي، وسيلتقي السكرتير العام خلال زيارته، عدداً من كبار المسؤولين وصناع القرار في أبوظبي ودبي.

ويعد المكتب الدولي للمعارض، الجهة الحكومية الدولية المخولة بالإشراف على جدول الفعاليات، والعروض، والاختيار، وتنظيم معارض إكسبو العالمية والدولية.

واقترحت الإمارات استضافة المعرض، الذي سيقام على مدى ستة أشهر، في «مركز دبي التجاري ـ جبل علي»، على مساحة 438 هكتاراً على الطرف الجنوبي الغربي لإمارة دبي بجوار مشروع «دبي ورلد سنترال».

وتراوح قيمة الاستثمارات المتوقعة التي سيجري تخصيصها لاستضافة الحدث بين مليارين وأربعة مليارات دولار (7.3 و14.7 مليار درهم)، تنفقها دبي في تهيئة البنية التحتية والمنشآت الخاصة في «مركز دبي التجاري ـ جبل علي».

بوتقة عالمية

وقال سموّ الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس اللجنة العليا لاستضافة معرض «إكسبو 2020» العالمي في دبي، رئيس هيئة دبي للطيران، إن «المعرض الذي يقام تحت شعار (تواصل فكري، لخلق مستقبل أفضل) يمثل بوتقة عالمية لالتقاء الأفكار ومنصة للإبداع والابتكار».

وأضاف سموّه، خلال مؤتمر صحافي عقد في دبي، أمس، أن «معرض إكسبو وفر منذ انطلاقته الأولى في عام ،1851 أرضية خصبة نجحت في توحيد جهود المجتمع الدولي نحو إنجاز مشروع مشترك، وهو ما يمثل بالمجمل الهدف الذي نسعى نحن هنا لتحقيقه في دبي، التي تجتمع فيها شعوب وثقافات من كل بقاع الأرض يومياً في مكان واحد يضمها جميعاً».

وذكر أن «الخطة الاستراتيجية لتعزيز الاستثمارات في البنية التحتية في دبي موضوعة حتى قبل أخذ قرار الترشح لاستضافة معرض إكسبو العالمي، وهي تسير حسب الجدول لتنفيذها».

وبين أن «الجزء الأكبر من البنية الأساسية في دبي متوافر ومتاح حالياً، والبعض الآخر سيتوافر ضمن الخطة المستقبلية للإمارة».

وذكر أن «استضافة هذا الحدث تحقق منافع اقتصادية للبلد المستضيف»، مدللاً على ذلك بأنه «عندما استضافت ألمانيا المعرض في عام 2000 حظيت بمنافع مباشرة وغير مباشرة قدرت بـ7.4 مليارات دولار، فيما ارتفع عدد السياح إلى شنغهاي بنسبة 13٪، عندما استضافت الصين نسخة 2010 للمرة الأولى، وزار الحدث الذي امتد ستة أشهر وقتها أكثر من 73 مليون زائر».

ولفت إلى أن «هذه الزيارة الرسمية الأولى للسكرتير العام إلى دبي، وسيعقد خلال الأيام الثلاثة المقبلة سلسلة من الاجتماعات مع المسؤولين وصناع القرار في دبي وأبوظبي»، موضحاً أن «الزيارة تندرج ضمن عملية تقييم إمكانات الإمارات لاستضافة المعرض العالمي».

معياران

إلى ذلك، قال السكرتير العام للمكتب الدولي للمعارض، المنظم لمعرض «إكسبو»، فيسنتي لوسكيرتاليس، إن «لدى المنظمة نوعين من المعايير لتحديد المدن التي تصلح لإقامة المعرض على أرضها، الأول فني يتلخص في جودة المشروع والبنية التحتية، وسهولة الوصول إلى المدينة، والخدمات المقدمة للسياح، في حين أن المعيار الثاني، الأكثر صعوبة، يتمثل في التواصل مع الدول الأعضاء، وإقناعها بامتلاك المدينة المستضيفة المقومات الرئيسة لاستضافة الحدث».

وأضاف «نتطلع إلى معرفة المزيد عن المشروع الإماراتي، ورؤية الدولة وحملتها للترشح لاستضافة (إكسبو العالمي 2020) في دبي».

وأشار إلى أن «المكتب الدولي للمعارض، يعد رابع أكبر منظمة عالمية، من حيث عدد الأعضاء، في حين أن (إكسبو) يعد أكبر معرض، من حيث عدد الزوار، إذ يراوح عدد زواره في المتوسط ما بين 30 و40 مليون زائر».

من جهتها، قالت وزيرة الدولة المديرة العامة للجنة العليا لاستضافة معرض «إكسبو 2020 العالمي» في دبي، ريم الهاشمي: «نسعى إلى تحقيق الآمال والتطلعات المشتركة بين شعوب العالم والسعي معاً لبناء مستقبل أكثر إشراقاً، وهذه هي رؤيتنا لـ(إكسبو 2020) في دبي».

وبينت أن «الحوار والانفتاح والابتكار الذي يسعى المعرض إلى تعزيزه متجسد في إمارة دبي، التي تحتضن نحو 200 جنسية تعمل وتعيش على أرضها»، لافتة إلى الموقع الاستراتيجي للإمارات، إذ إن نحو ملياري نسمة يعيشون على بعد أربع ساعات من المنطقة.

وأفادت بأن «دبي تمتلك مقومات عالمية، وبنية قوية قادرة على تلبية المتطلبات»، مشيرة إلى أن «الإمارة ملتقى حيوي على الصعد المالية والتجارية والسياحية، الأمر الذي يضعها في مصاف الدول المتقدمة التي تسعى إلى استضافة أكبر حدث في العالم».

وقال الرئيس التنفيذي لمركز دبي التجاري العالمي عضو اللجنة العليا لاستضافة «إكسبو 2020» في دبي، هلال سعيد المري، إن «المكتب الدولي للمعارض يشترط في المدينة التي ستستضيف الحدث توافر البنية التحتية اللازمة، وسهولة الوصول إليها»، لافتاً إلى «خبرة دبي في استضافة معارض ومؤتمرات عالمية كبيرة على أرضها، مثل معرض دبي للطيران وقمة مجالس الأجندة العالمية، وغيرهما من المعارض».

وأضاف أن «دبي تمتلك القدرة والخبرة على استضافة هذا الحدث العالمي، ونحن بدورنا سنشجع القطاع الخاص للمشاركة في هذا الحدث العالمي»، مؤكداً أن «المنافع الاقتصادية من استضافة الحدث، بما في ذلك التجارة والنقل والسياحة، ستنعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني».

وبين أن «دبي ستقبل على استثمارات كبيرة، بما في ذلك أعمال الإنشاءات في (مركز دبي التجاري ـ جبل علي)».

وقدر المري وصول قيمة الاستثمارات لاستضافة هذا الحدث إلى ما يراوح بين مليارين وأربعة مليارات دولار (7.3 و14.7 مليار درهم)، تنفقها دبي في تهيئة البنية التحتية والمنشآت الخاصة في «مركز دبي التجاري ـ جبل علي».

وتابع «اقترحت الإمارات استضافة المعرض، الذي سيقام على مدى ستة أشهر، في (مركز دبي التجاري ـ جبل علي)، الذي سيقام على مساحة 438 هكتاراً على الطرف الجنوبي الغربي لإمارة دبي، بجوار مشروع (دبي ورلد سنترال)، الذي يحتضن مطار آل مكتوم الدولي، وهو المكان ذاته الذي سيستضيف معرض دبي للطيران 2013».

وسيتم الإعلان عن المدينة الفائزة من قبل المكتب الدولي للمعارض، بعد تصويت الدول الأعضاء فيه، البالغ عددها 160 دولة في نوفمبر .2013 وإلى جانب دبي، تضم المدن المرشحة لاستضافة المعرض أيوتهايا (تايلاند)، إيكاترينبيرغ (روسيا)، إزمير (تركيا)، ساو باولو (البرازيل).

وكانت الإمارات، ممثلة باللجنة العليا لاستضافة معرض «إكسبو 2020 العالمي» في دبي، تقدمت في نوفمبر 2011 بطلب رسمي للمكتب الدولي للمعارض في باريس لاستضافة «إكسبو 2020 العالمي»، الذي من المقرر إقامته في الفترة من الرابع من يناير وحتى 30 يونيو .2020

وكان صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، أصدر بصفته حاكماً لإمارة دبي مرسوماً بشأن تشكيل لجنة عليا لاستضافة معرض «إكسبو 2020» برئاسة سموّ الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم.

وقضى المرسوم بتعيين المدير العام لديوان صاحب السموّ حاكم دبي، محمد إبراهيم الشيباني، نائباً لرئيس اللجنة، فيما تم اختيار وزيرة الدولة ريم الهاشمي، والمدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي،أحمد عبدالله الشيخ، والرئيس التنفيذي لمركز دبي التجاري العالمي، هلال سعيد المري، أعضاء في اللجنة، التي تهدف إلى تحقيق الاستضافة المثلى لـ«إكسبو 2020 العالمي»، وتذليل كل المعوقات في سبيل ذلك.

وكانت الإمارات شاركت في النسخة الماضية من معرض «إكسبو 2010» التي أقيمت في شنغهاي، وحصلت خلالها على جائزة أفضل تصميم لجناح مشارك، من مؤسسة المجلس الوطني للعمارة والاستشارات بولاية إلينوي الأميركية.

وتجاوزت كلفة الجناح 180 مليون درهم، إذ تعد أكبر ميزانية لجناح وطني شارك في دورات معرض (إكسبو) المختلفة.

تويتر