« الهيئة » تطلق حملة توعية برعاية « طيران الإمارات » و« الاتحاد للطيران » و« طيران الرئاسة »

13 ممارسة تؤدي إلى اضطرابات في المطارات والناقلات الجوية وأضرار للمسافرين

اصطحاب أمتعة الآخرين أثناء السفر يشكل خطورة. الإمارات اليوم

حدّدت الهيئة العامة للطيران المدني 13 ممارسة خاطئة ينتج عنها عادة ما قد يؤدي إلى حدوث اضطرابات أو أضرار، سواء للمطارات أو الناقلات الجوية أو المسافرين. وقررت الهيئة توعية المسافرين بشأن تلك الممارسات ضمن حملة للتوعية بسلامة وأمن الطيران والمسافرين في دولة الإمارات، والتي أطلقتها الهيئة، أمس، تحت شعار «نحب سماءنا» وتستمر حتى نهاية العام الجاري.

وتضمنت بنود التوعية عدداً من النقاط التي يجب الحرص على تطبيقها، وهي: المواد المحظور نقلها جواً، حمل أمتعة الآخرين، التدخين، استخدام أجهزة التحكم عن بعد في الطائرات الصغيرة، وزن الأمتعة المسموح به، التفتيش الأمني، التعامل مع الركاب المتوترين أو المخربين، وكذا استخدام الأجهزة الإلكترونية على متن الطائرات، الحالة الصحية للمسافرين، حمل السوائل والبخاخات والمواد الهلامية، عدم المزاح مع الأمن، التعاون مع السلطات الأمنية، اصطحاب الحيوانات الأليفة.

وذكرت الهيئة العامة للطيران المدني، خلال مؤتمر صحافي عقدته في دبي، أمس، أن حملة التوعية بسلامة وأمن الطيران والمسافرين، التي سيتم تنفيذها في أرجاء دولة الإمارات كافة، ستركز على سلسلة من الموضوعات والقضايا التي يتعرض لها المسافرون عبر الأجواء بشكل دائم ومتكرر والتي ينتج عنها عادة ما قد يؤدي إلى حدوث اضطرابات أو أضرار، سواء للمطارات أو الناقلات الجوية أو المسافرين، لافتة إلى أنه سيتم استخدام عدد من الوسائل التوعوية والتقنيات الحديثة ووسائل الإعلام والإعلان، لتحقيق أقصى انتشار ممكن لهذه الحملة بما يسهم في تحقيق أهدافها.

وقالت الهيئة العامة للطيران المدني إن حمل المواد المحظورة والخطرة قد يعرض سلامة وأمن المسافر والآخرين للخطر، وإن اصطحاب أمتعة الآخرين أثناء السفر يشكل خطورة. وأكدت أن التدخين أثناء الرحلات الجوية ممنوع وقد يعرض للاعتقال. وأشارت إلى أن استخدام أجهزة التحكم عن بعد في الطائرات الصغيرة في غير المناطق المناسبة يعرض الشخص والآخرين للخطر.

ونصحت الهيئة عبر الحملة المسافرين بالالتزام بألا يزيد وزن كل قطعة من الأمتعة على 32 كيلوغراماً، حتى لا يطلب منهم نقل بعض المتعلقات إلى حقيبة أخرى، ونبهت إلى أن حمل الأمتعة الثقيلة في مقصورة الطائرة يمثل خطراً محتملاً.

وحذرت الهيئة من تبعات المزاح غير اللائق مع أفراد الأمن في المطارات، وذكر المسافر أقاويل، مثل لماذا تفتشني، هل تعتقد أن معي قنبلة» أو «هل تعتقد أنني إرهابي»، وكذا من قول بعض الكلمات غير الملائمة في المطار أو داخل الطائرة، ومن إمكانية ممازحة الأصدقاء أمام أفراد الأمن، مؤكدة أن تداول بعض النكات حول الشؤون الأمنية قد يعرض للاعتقال.

وطالبت الهيئة العامة للطيران المدني، المسافرين بالامتناع عن استخدام الهاتف المحمول وأية أجهزة إلكترونية أخرى على متن الطائرة، عندما يطلب أفراد الطاقم ذلك. ونبهت إلى أن وجود راكب آخر مضطرب أو مخرب على متن الطائرة يشكل خطراً أكيداً، ويجب على المسافر أن يكون مستعداً للمساعدة في السيطرة على ذلك الراكب عندما يطلب طاقم الطائرة ذلك.

ودعت الهيئة المسافرين إلى تقبل عمليات التفتيش والإجراءات الأمنية التي تتم من أجل الحفاظ على سلامة وأمن الجميع، والتعاون مع رجال الأمن واتباع التعليمات والقواعد المطلوبة. وأشارت إلى أن حمل الحيوانات الحية في الأمتعة دون الموافقة عليها يعد إخلالاً بالقانون، وقد يعرض للاعتقال. كما بينت أن حمل السوائل والبخاخات ومستحضرات الجل في الأمتعة المحمولة على متن الطائرة يعد من المحظورات. وناشدت هيئة الطيران المدني المسافرين الذين يعانون أمراضاً مزمنة بإجراء فحص طبي قبل السفر جواً، خصوصا في الأمراض التنفسية والنفسية الخطرة، واضطرابات القلب والأوعية الدموية، ومرضي الصرع والسكري، والسيدات الحوامل، مطالبة المسافرين الذين لديهم أجهزة معدنية، مثل المفاصل الاصطناعية وأجهزة تنظيم القلب بحمل تقرير من الطبيب المعالج، لضمان سرعة وأمان التفتيش الأمني.

من جهته، قال المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني، سيف محمد السويدي، إنه «على الرغم من أن دولة الإمارات تتمتع بسجل حافل في ما يتعلق بسلامة وأمن الطيران والمسافرين، فإنه يتحتم عليها وبشكل مُلح مواصلة السعي الحثيث لتحقيق أعلى معايير السلامة والأمن»، مؤكداً أن «الهيئة العامة للطيران المدني تعمل جنباً إلى جنب مع هيئات ودوائر الطيران المدني في إمارات الدولة وناقلات الطيران الوطنية، للوصول إلى هذا الهدف والاستمرار في الحفاظ عليه».

وأوضح السويدي، أن «التوجهات المتبعة لتعزيز سلامة وأمن الطيران والمسافرين التي يتم تبنّيها، لابد أن تكون استباقية ووقائية، لا أن تعتمد على مجرد رد الفعل»، مضيفاً أنه «من دون القيام بعمليات مراجعة منتظمة ودقيقة لبرامج السلامة والأمن، فإن أفضل الخطط التي يمكن وضعها قد لا تحقق النجاح المطلوب منها».

وقال إن «حملة التوعية بسلامة وأمن الطيران والمسافرين تستهدف زيادة الوعي لدى أطراف قطاع الطيران المدني كافة بضرورة الحفاظ على أجواء الدولة ومرافق الطيران بها خالية من أي حوادث أو مشكلات، والوصول بعنصري السلامة والأمن في القطاع إلى مستوى لا نظير له عالمياً»، لافتاً إلى أن «تحقيق هذا الأمر يتطلب بذل جهد هائل ومواجهة تحديات كبيرة ليس فقط بالنسبة للهيئة العامة للطيران المدني، بل لكل جهة وهيئة عاملة ضمن نظام الطيران المدني بالدولة». ورداً على سؤال لـ«الإمارات اليوم» حول تصنيف الإمارات دولياً من حيث ممارسات أمن وسلامة الطيران والمسافرين، أجاب السويدي، بأن «الإمارات تصنف على المستوى الدولي كأحد النماذج الناجحة في تحقيق مستويات عالية من أمن وسلامة الطيران والمسافرين».

وقال إن «الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا) والاتحاد الأوروبي وضعا قوائم سوداء بالدول التي توجد عليها تحفظات بشأن تطبيق معايير السلامة والأمن في قطاع الطيران، وبالطبع جاءت الإمارات خارج تلك القوائم»، مؤكداً أن «الإمارات تسعى لتحقيق مستويات وممارسات في مجال أمن وسلامة الطيران والمسافرين أعلى من المستويات التي يجب عليها الالتزام بها».

وأكد السويدي، أن «الهيئة ستستهدف خلال الفترة المقبلة المدارس والجامعات لترويج حملة (نحب سماءنا) حتى تتولد ثقافة لدى الأجيال الجديدة بالممارسات والمعايير التي يجب اتباعها»، لافتاً إلى أن «الهيئة دشنت موقعاً إلكترونياً خصيصاً لهذه الحملة التي شارك (طيران الاتحاد) راعياً ذهبي، و(طيران الإمارات) و(طيران الرئاسة) رعاةً فضيين».

من جانبه، أكد النائب الأول للرئيس التنفيذي للشؤون الحكومية وسياسات الطيران في شركة الاتحاد للطيران، خالد المحيربي، أنه «بالنسبة لشركات الطيران، ليس هناك ما هو أهم من الحفاظ على السلامة العامة والنهوض بها إلى أقصى درجة ممكنة، وتالياً فهي تأتي دوماً في أعلى سلم أولويات (الاتحاد للطيران)».

وأضاف أن «(الاتحاد للطيران) تولي أهمية خاصة لإجراء فحوص دورية للتأكد من سلامة طائراتها تنسجم مع أفضل المعايير العالمية، فضلاً عن القيام بتقديم دورات تدريبية لموظفيها لتسهم في تعزيز مستويات السلامة والأمن»، لافتاً إلى أن «الاهتمام بمثل هذه الأمور يرسخ السمعة العالمية لشركات الطيران في أذهان جمهور المسافرين، بحيث أصبحت ميزة تنافسية ذات تأثير في جذب المسافرين».

من جهته، قال نائب رئيس أول للسلامة والمعايير في شركة طيران الإمارات، محمد الخاجة، إن «السلامة تحتل قمة أولويات (طيران الإمارات) دائماً، لذا تواصل العمل مع الهيئة العامة للطيران المدني في الدولة لضمان تطابق إجراءاتها مع القوانين الصارمة التي تنتهجها الهيئة».

وأضاف أن «(طيران الإمارات) أنفقت مبالغ طائلة على إنشاء أحدث المرافق الخاصة في مجال السلامة والتدريب على التعامل مع الحالات الطارئة لأطقم الخدمات الجوية والطيارين». وأوضح أن «مرافق تدريب الطيارين تتضمن أجهزة طيران تشبيهي كاملة تماثل تشغيل الطائرات على الارض وفي الأجواء بصورة حقيقية».

وأشار إلى أن «تدريبات أطقم الخدمات الجوية على محاكاة السيناريوهات المختلفة للحالات الطارئة التي يمكن حدوثها في أثناء الرحلات لضمان قدرة المضيفين على توفير أعلى مستويات السلامة للركاب»، مؤكداً أن «مبادرة (نحب سماءنا) التي لا تسهم في توعية المسافر وحسب، بل تساعده على اتخاذ القرارات الواعية والآمنة، ما يوفر السلامة الجوية التي نطمح إليها».

تويتر