زيادة الودائع على القروض.. ومصارف تقر تمويلات خلال 24 ساعة

بنوك تعرض تمويلات « تنافــسية » لتوظيف السيولة

العروض تستهدف كسب عملاء جدد لفترة طويلة. تصوير: أشوك فيرما

استغلت بنوك عاملة في الدولة السيولة الزائدة المتوافرة لديها بعد زيادة الودائع على القروض، فأعلنت عن عروض تنافسية للتمويلات الشخصية شملت خفض سعر الفائدة لمستويات متدنية مع إمكانية الحصول على تسهيلات ائتمانية سريعة خلال 24 ساعة فقط من تقديم وثائق طلب القرض.

وبحسب مصرفيين فإن البنوك تهدف من العروض إلى كسب متعاملين جدد لفترة زمنية طويلة، إذ إن منح تسهيلات ائتمانية أو إعادة شراء قروض من بنوك أخرى يتطلب تحويل الراتب للبنك، ما يضمن الحصول على عميل يستمر في التعامل مع البنك على مدى زمني طويل نسبياً.

وقالوا إنه على الرغم من تنافسية عروض التمويلات الشخصية إلا أن البنوك ملتزمة في النهاية بتطبيق تعليمات المصرف المركزي التي تقضي بعدم تجاوز التمويلات الممنوحة للعميل 20 ضعف الراتب، والا تزيد الأقساط الشهرية للقروض أو التمويلات على نسبة معينة من الدخل، مع وضع مدى زمني للقرض لا يتجاوز أربع سنوات.

وأشاروا إلى أن البنوك تمنح المتعاملين الملتزمين ذوي السجل الائتماني النظيف مزايا تفضيلية وأولوية في منح الائتمان، بعكس المتعامل غير المنتظم في سداد التمويلات والذي ترفض البنوك تمويله.

توافر السيولة

وتفصيلاً قال مدير عام الخدمات المصرفية للأفراد في مصرف الإمارات الإسلامي، فيصل عقيل، إن «توافر السيولة لدى البنوك العاملة في الدولة حفزها على إطلاق المزيد من عروض التمويلات الشخصية بأسعار تنافسية، من أجل جذب المزيد من المتعاملين، وتوظيف السيولة المتوافرة لديها»، موضحاً أن «هذه العروض خفضت معدل الأرباح السنوية على بعض التمويلات لمستويات قياسية، مثل تمويل السيارات الذي بلغ معدل الربح له 2.99٪ فقط».

وأكد أنه على الرغم من تنافسية عروض التمويلات الشخصية، إلا أن البنوك ملتزمة في النهاية بتطبيق تعليمات المصرف المركزي التي تقضي بعدم تجاوز التمويلات الممنوحة للعميل 20 ضعف الراتب، والا تزيد الأقساط الشهرية للقروض أو التمويلات على نسبة معينة من الدخل».

وأشار إلى أن «الاعتقاد بأن البنوك محجمة عن منح الائتمان أو تتشدد في اشتراطات التمويلات هو اعتقاد خاطئ، إذ إن البنوك تتنافس في توفير العروض للمتعاملين في مجالات التمويل كافة، ماعدا القروض العقارية التي تضع البنوك اشتراطات خاصة لها، بسبب التراجع الحادث في القطاع العقاري»، لافتاً إلى أن «البنوك تمنح المتعاملين الملتزمين ذوي السجل الائتماني النظيف مزايا تفضيلية وأولوية في منح الائتمان، بعكس المتعامل غير المنتظم في سداد التمويلات والذي ترفض البنوك تمويله».

وعن الاشتراطات الخاصة بالتمويلات الشخصية ذكر عقيل، أن «المصرف يتيح تمويلاً شخصياً للمواطنين من خلال منتج (مرابحة الاستثمار) حتى 20 ضعف الراتب وبقيمة 350 الف درهم حداً أقصى للوافدين».

وقال إن «معدل الربح انخفض في العروض إلى 4.49٪ للمواطنين و4.99٪ للوافدين، على أن يتم السداد خلال فترة لا تتجاوز أربع سنوات، مع إمكانية حصول المتعامل على فترة سماح لغاية 60 يوما».

وأضاف أن «الحد الأدنى المطلوب للراتب يبلغ 7500 درهم للمواطنين و10 الاف درهم للوافدين»، موضحاً أن «المنتج يتيح مزايا أخرى عدة، مثل خصم بنسبة 50٪ على الرسم السنوي لبطاقة الائتمان، وبرنامج مجاني للتكافل على الحياة، وغيرها».

فوائد مخفضة

من جهته، قال مدير عام الأعمال المصرفية للأفراد في بنك «الإمارات دبي الوطني» عبدالإله الكندي، إن «آخر العروض التمويلية التي أطلقها البنك شملت تقديم قروض شخصية بفوائد مخفضة لمواطني الدولة خلال شهر رمضان»، مضيفاً أنه «بمقتضى العرض أتاح البنك أمام المواطنين الموظفين من ذوي الدخل الثابت إمكانية الحصول على قروض شخصية بفوائد تبدأ من 6.99٪».

وأكد أن «اطلاق مثل هذه العروض يأتي من منطلق حرص البنك على توفير منتجات متخصصة تناسب احتياجات مختلف فئات ومستويات العملاء»، موضحاً أنه «بفضل الاستراتيجية الموجهة نحو تقديم خدمات مخصصة لكل فئة من العملاء، حافظ البنك على معدلات نمو إيجابية في فئة القروض الشخصية».

وأشار إلى أن «حرص البنوك على توفير القروض ذات الفوائد المخفضة يأتي في وقت ملائم، لتخفف الضغوط المالية على ميزانيات العائلات ولتلبية احتياجاتهم المتنوعة». وكان البنك قد قرر خفض أسعار الفائدة ضمن جميع فئات قروض شراء السيارات الجديدة والمستعملة، شاملاً العملاء من الموظفين وغير الموظفين وأصحاب الأعمال الخاصة، فضلاً عن عملاء البنك من الشركات. وشمل عرض الصيف جميع عملاء البنك الحاليين، والجدد، وبأسعار فائدة تبدأ من 2.99٪ سنوياً حسب فئة العميل، وأسلوب الدفع، وحالة السيارة إن كانت جديدة أو مستعملة.

كسب عملاء

وبدوره اعتبر الرئيس التنفيذي لشركة موارد للتمويل، محمد مصبح النعيمي، أن «إعلان عدد من البنوك عن عروض تنافسية للتمويلات الشخصية هو محاولة لتوظيف السيولة الزائدة لديها، بعد أن زادت الودائع على القروض بشكل ملحوظ».

وقال إن «خفض سعر الفائدة على القروض الشخصية، وإعلان بنوك عن عروض تفضيلية لإعادة شراء القروض والتمويلات الشخصية من بنوك أخرى جاء من أجل كسب عملاء جدد لفترة طويلة»، موضحاً ذلك بأن «البنك عندما يمنح تسهيلات ائتمانية أو يعيد شراء قروض يشترط تحويل الراتب له، ومن ثم فإنه يضمن الحصول على عميل يستمر في التعامل مع البنك على مدى زمني طويل نسبياً». وأكد النعيمي، أن «التمويلات الشخصية عادة ما تتسم بمخاطرة ائتمانية أقل، ولذا تزداد العروض عليها، فعلى سبيل المثال فإن البنك الذي يمول سيارة يضعها تحت الرهن لحين سداد كامل قيمة القرض، ويكون قادرا على التصرف فيها في حال عجز العميل عن السداد». وأشار إلى أن «خفض الفائدة على تمويلات السيارات لنسبة 2.99٪ فقط، جاء محاولة لتنشيط مبيعات السيارات الجديدة بعد تطبيق نظام المصرف المركزي أخيراً، والذي يشترط سداد من يرغب في الحصول على تمويل لنسبة 20٪ مقدماً من ثمن السيارة»، عازياً ذلك إلى أن «اشتراط سداد نسبة من ثمن السيارة كمقدم زاد من الطلب على السيارات المستعملة، وقلل الطلب على السيارات الجديدة، في وقت رفضت فيه وكالات السيارات خفض الأسعار على الرغم من انخفاض سعر العملات التي تستورد بها السيارات».

قرض للطوارئ

وأكد رئيس مجموعة الخدمات المصرفية للأفراد في بنك المشرق، فرهاد إيراني، أن «البنك أطلق قرض إكسبريس الذي يتيح لعملاء المشرق، الجدد والحاليين، فرصة الاستفادة من الحصول على تسهيلات ائتمانية سريعة خلال 24 ساعة». وأوضح أن «هذا العرض جعل بنك المشرق البنك الوحيد في المنطقة الذي يتيح للعملاء الحصول على الأموال النقدية خلال يوم واحد من تقديم وثائق طلب القرض إلى جانب أسعار الفائدة التنافسية 6.99٪»، وقال: «قرض إكسبرس تم إطلاقه من أجل أن يمثل قيمة مضافة للعملاء الأفراد، إذ يلبي احتياجاتهم بطريقة ملائمة عند الحاجة للأموال نقداً في الحالات الطارئة». وذكر إيراني، أن «المشرق» أطلق منتصف الشهر الماضي عرضين جديدين لفترة محدودة هما «القرض السكني» و«الودائع الثابتة»، إذ يقدمان للعملاء فرصة نقل حساب القرض السكني إلى «المشرق» مع مجموعة من المزايا، والحصول على قيمة مضافة عند الاستثمار في الودائع الثابتة، ومنتجات التأمين المصرفية». وأضاف أن «عرض القرض السكني يتيح للعملاء نقل قروضهم السكنية الحالية من بنوك أخرى إلى المشرق، مع معدل فائدة منخفض عند 4.99٪ على أساس سنوي، ودون رسوم إدارية». وأضاف أنه «من خلال عرض الودائع الثابتة ومنتجات التأمين المصرفية، يمكن للعملاء الاستفادة من معدل فائدة مرتفع بنسبة 3.75٪ للوديعة الثابتة لمدة شهر واحد»، موضحاً أنه «ليتمكن العملاء من الاستفادة من هذا العرض، فإنه يتعين عليهم الاستثمار في الودائع الثابتة وبقيمة محددة، إلى جانب الحصول على خطة تأمين مصرفية في الوقت ذاته».

تويتر