اللجنة العليا لحماية المستهلك لن توافق على رفع سعر أي سلعة قبل التأكّد من مبـــــــررات ذلك

«الاقتصاد»: السلع الأساسية في الإمــارات الأرخص خليجياً

شركات صناعة المواد الغذائية تدعو إلى بدء حوار مباشر بين الوزارة والمصنعين والتجار. الإمارات اليوم

تبدأ وزارة الاقتصاد في الربع الثالث من العام الجاري، تطبيق تعديلات القانون الاتحادي الخاص بحماية المستهلك، التي تنص على تشديد الحد الأقصى للغرامات المفروضة على المحتكرين، وتجار وموردي السلع المغشوشة والفاسدة، لتصل إلى مليون درهم، بعد مصادقة مجلس الوزراء على التعديلات الخاصة بالقانون أخيراً. وحذرت الوزارة من أن الحكومة لن تسمح لأي تاجر بالتلاعب بالمستهلكين، موضحة أن أسعار السلع الأساسية في الإمارات تعد الأرخص على مستوى الخليج، على الرغم من أن الإمارات لا تدعم هذه السلع أسوة بدول خليجية أخرى.

واستبعدت الوزارة موافقة اللجنة العليا لحماية المستهلك على طلبات الموردين والمنتجين برفع أسعار عدد من السلع العام الجاري، مؤكدة أن اللجنة تعد خط الدفاع الأول عن المستهلك ولن تسمح بتحميله أي أعباء، كما أنها لن تسمح بزيادة أسعار أي سلعة قبل التحقق من وجود مبررات قوية لذلك.

نصوص المواد (6) و(7) و(14)

نصت المادة رقم (6) من القانون الاتحادي الخاص بحماية المستهلك، على أنه لا يجوز للمزود عرض أو تقديم أو الترويج، أو الاعلان عن أي سلع أو خدمات مغشوشة، أو فاسدة، أو مضللة، تلحق الضرر بالمستهلك، أو صحته عند الاستعمال العادي.

وتنص المادة رقم (7) على أن يلتزم المزود لدى عرض أي سلعة للتداول، بأن يلصق على غلافها أو عبوتها، وبشكل بارز، بطاقة تتضمن بيانات عن نوع السلعة وطبيعتها، ومكوناتها، واسم المنتج، وتاريخ الإنتاج، أو التعبئة والوزن الصافي، وبلد المنشأ، وبلد التصدير (إن وجد)، وبيان كيفية الاستعمال (إن أمكن)، وتاريخ انتهاء الصلاحية، مع إرفاق بيان تفصيلي داخل العبوة بمكونات السلعة ومواصفاتها، وقواعد استعمالها، ومخاطرها وغير ذلك من البيانات باللغة العربية. وإذا كان استعمال السلعة ينطوي على خطورة، وجب التنبيه إلى ذلك بشكل ظاهر. أما المادة رقم (14)، فتنص على أنه لا يجوز لأي مزود إخفاء أي سلعة، أو الامتناع عن بيعها بقصد التحكم في سعر السوق، أو أن يفرض شراء كميات معينة منها، أو شراء سلع أخرى معها، أو أن يتقاضى ثمنًا أعلى من ثمنها الذي تم الإعلان عنه.

وتفصيلاً، قال وزير الاقتصاد، المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، إنه «سيبدأ اعتباراً من الربع الثالث من العام الجاري، تطبيق تعديلات القانون الاتحادي رقم 24 للعام 2006 بشأن حماية المستهلك، والمتضمنة رفع سقف العقوبات المفروضة على المزودين المخالفين لأحكام بعض مواد القانون حتى مليون درهم، وذلك بعد مصادقة مجلس الوزراء على هذه التعديلات، على أن يترك لمجلس الوزراء الحسم في حالات، أو قضايا التصالح بالمخالفات، من خلال لجنة منبثقة عنه تابعة لوزارة الاقتصاد». وأكد أن «الدولة لن تسمح لأي تاجر بالتلاعب بالمستهلكين كما يحلو له»، لافتاً إلى أن الحكومة تتدخل في التفاصيل الدقيقة كافة، المتعلقة بأسعار السلع، لضمان توفير أقصى حماية للمستهلكين في الدولة.

وأوضح أن «اللجنة العليا لحماية المستهلك، هي خط الدفاع الأول عنه، ولن تسمح بتحميله أي أعباء من دون داع»، مشيراً إلى أن أسعار السلع في الإمارات، خصوصاً الاستراتيجية، تعد الأرخص على مستوى دول الخليج، على الرغم من عدم دعم الحكومة هذه السلع، بينما تقوم دول خليجية أخرى مثل السعودية بتقديم دعم مباشر لهذه السلع في الأسواق المحلية.

وأضاف في تصريحات صحافية أن «اللجنة لن توافق مطلقاً على زيادة أسعار أي سلعة في الدولة، ما لم توجد حجج قوية ومبررات مقنعة من جانب المنتجين والموردين في شأن زيادة أسعار تلك السلع»، مشيراً إلى أن اللجنة تجري دراسة شاملة قبل النظر في أي طلب لزيادة الأسعار يشمل دراسة السعر في بلد المنشأ، والأسعار في البلدان المجاورة، وهامش الربح المحقق.

واستبعد المنصوري تماماً أن توافق اللجنة على زيادة أسعار أعداد ملحوظة من السلع حتى نهاية العام الجاري، رغم الطلبات المقدمة من موردين ومنتجين بهذا الصدد، مؤكداً أن «اللجنة لن توافق إلا في حالة تأكدها من وجود مبررات قوية لرفع الأسعار، بما لا يضر بالمستهلكين».

وكان عدد من الشركات العالمية العاملة في مجال صناعة المواد الغذائية، ذكرت أخيراً أن وزارة الاقتصاد تأخذ موقفاً صارماً مناهضاً لزيادة أسعار السلع التي تباع في الإمارات. ودعت إلى بدء حوار مباشر بين الوزارة والمصنعين وتجار الجملة بشأن سبل مواجهة الارتفاع العالمي في أسعار السلع الغذائية، ووصفت رفض زيادة الأسعار بأنه خطير، لأن أسعار السلع ترفض أن تنخفض، ما يستدعى التحرك لإيجاد حل.

وأكد المنصوري أن الوزارة انتهت تماماً من إعداد وتعديل 14 قانوناً من بينها سبعة قوانين حديثة ستصدر للمرة الأولى، مضيفاً أن بعضها سيصدر قبل نهاية العام الجاري، مشيراً إلى أن «من أبرزها قوانين: الاستثمار الأجنبي، والمنافسة، ومكافحة الغش التجاري، وتنظيم شؤون الصناعة، وقانون الشركات التجارية، والمنشأ والتحكيم، وتعديل قانون الملكية الصناعية، وتنظيم مهنة مدققي الحسابات ».

وتوقع صدور قانون الشركات العام الجاري، مشيرا إلى أن سبب تأخر صدور القوانين هو عرضها على المجالس التنفيذية في الإمارات المختلفة لدراستها مرة أخرى. وبين أن «إصدار القوانين في الدولة لا يقع على عاتق وزارة أو جهة بمفردها، ولكن بمشاركة جهات ومؤسسات محلية واتحادية عدة».

غرامات

تنص التعديلات الجديدة للقانون الاتحادي الخاص بحماية المستهلك، على فرض غرامة لا تقل عن 100 ألف درهم، ولا تجاوز مليون درهم، وذلك في حالة مخالفة المواد رقم (6)، و(7) و(14) من قانون حماية المستهلك، في حين يبلغ الحد الأدنى للغرامات في المخالفات الأخرى في القانون 5000 درهم.

بينما يبلغ الحد الأقصى للعقوبة في القانون القديم قبل تعديله 10 آلاف درهم، والحد الأدنى 1000 درهم.

وتنص التعديلات الجديدة على فرض غرامة لا تقل عن 100 ألف درهم ولا تجاوز مليون درهم، في حال إخفاء أي مزود أي سلعة، أو الامتناع عن بيعها بغرض التحكم في سعر السوق، أو أن يتقاضى ثمناً أعلى من السعر المعلن عنه. كما تُفرض على المزود الذي يقوم بعرض أو تقديم أو الترويج لسلعة مغشوشة، أو فاسدة، بحيث تلحق الضرر بالمستهلك، أو يقوم بعرض السلعة دون بطاقة تتضمن البيانات الأساسية للسلعة.

وتتضمن التعديلات الجديدة مضاعفة الغرامات في حال معاودة ارتكاب المخالفة ذاتها خلال سنة واحدة من ارتكاب المخالفة السابقة لها، بحيث لا تقل العقوبة عن نصف الحد الأعلى المقرر بعد مضاعفة الغرامات. ونصت التعديلات الجديدة على أن تحدد بقرار من مجلس الوزراء بناء على عرض الوزير المختص المخالفات التي يجوز الصلح فيها، والمقابل الذي يلزم به المخالف في كل حالة، بشرط ألا يجاوز الحد الأقصى للعقوبة المقررة في هذا القانون، ويتم تشكيل لجان للتصالح في وزارة الاقتصاد للمرة الأولى لتنفيذ التعديلات الجديدة، على أن تحال المخالفة إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراء اللازم، وذلك في حالة رفض المخالف الصلح.

 

تويتر