مع تجاوز برميل النفط مستوى 112 دولاراً

شركات الطيران الإماراتية تراجع أسعارها لارتـــفاع كُلفة الوقود

ارتفاع أسعار الوقود لن يؤثر في حركة السياحة والسفر الجوية بشكل كبير. تصوير: دينيس مالاري

قالت شركات طيران إماراتية، إنها ستراجع أسعار التذاكر والشحن الجوي بعد الارتفاعات الأخيرة في أسعار الوقود التي تشهدها الأسواق العالمية، لافتةً إلى أنها لا تستطيع مع تقلبات السوق أن تتحمل بشكل كامل الارتفاع المتواصل في الأسعار.

وذكرت أن الارتفاعات في أسعار التذاكر ستكون متباينة بين سوق وأخرى، مضيفةً أنها تراقب عن كثب التقلبات في الأسعار وتعديل الأسعار حسب الضرورة.

وقال خبراء وعاملون في قطاع الطيران، إن شركات الطيران تدرس رفع أسعار الشحن الجوي إلى جانب التذاكر، إثر التقلبات الكبيرة التي تشهدها الأسواق العالمية في أسعار الوقود، وارتفاع الكلفة التشغيلية على شركات الطيران.

وأشاروا لـ«الإمارات اليوم»، إلى أن المستهلك سيتأثر بالارتفاعات في أسعار الوقود، سواء بالنسبة لأسعار تذاكر السفر، أو بالنسبة للبضائع المشحونة، لافتين إلى أن نسبة كلفة الوقود من إجمالي الكلفة التشغيلية ستتعدى الـ28٪ في ظل هذه الارتفاعات.

وطالبوا شركات الطيران التي تزيد أسعارها بتطبيق زيادة مؤقتة ومرنة، تسمح بالعودة إلى الأسعار السابقة بمجرد هبوط أسعار النفط، حفاظاً على مصالح المستهلكين.

وكان خام القياس الأوروبي (مزيج برنت)، ارتفع متجاوزاً 112 دولاراً للبرميل، أمس، في ظل استمرار الاضطرابات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ما يهدد بمزيد من الخفض في إمدادات النفط الخام حتى مع زيادة السعودية إنتاجها لتغطية النقص الناجم عن تراجع الصادرات الليبية.

مراجعة وفق المتغيرات

وتفصيلاً، قال متحدث باسم «طيران الإمارات» في بيان، إن «الشركة تعمل على مراجعة أسعار تذاكرها بما يتناسب مع المتغيرات التي تطرأ على الأسواق العالميـة، شأنها في ذلك شأن أي شركة أخرى، بما في ذلك حجم العرض والطلب وارتفاع أسعار الوقود»، لافتاً إلى أن «الناقلة تطبق برنامجاً خاصاً بها لإدارة مخاطر ارتفاع أسعار الوقود».

وأضاف أن «الشركة لا تستطيع مع تقلبات السوق أن تتحمل بشكل كامل الارتفاع المتواصل في الأسعار»، مشيراً إلى أنها «ستواصل الالتزام الكامل بتوفير أفضل وأجود مستويات الخدمة على الأرض وفي الأجواء، بما فيه راحة ورضا عملائها».

وأكد أن «الارتفاعات في أسعار التذاكر ستكون متباينة بين سوق وأخرى».

من جهته، قال متحدث باسم شركة «فلاي دبي» إن «أسعار التذاكر تتأثر بالتقلبات في أسعار الوقود»، مؤكداً أن «الشركة تراقب عن كثب التقلبات في الأسعار، وتعديل الأسعار حسب الضرورة، لكن حتى، أمس، لم تطرأ أي تغييرات على أسعار التذاكر».

من جانبه، أكد متحدث باسم «العربية للطيران»، أن «الشركة تراقب عن كثب التطورات المتعلقة بأسعار الوقود وتراجع الرسوم بشكل دوري»، مؤكداً أن «الناقلة ستتخذ الإجراءات المناسبة عند الضرورة وبما يتناسب مع المتغيرات في السوق».

«الاتحاد للطيران»

من ناحيته، قال متحدث باسم «طيران الاتحاد» في بيان، أمس: «يُشكّل ارتفاع كُلفة الوقود تحدّياً كبيراً بالنسبة لجميع شركات الطيران، ويظل يشكل النسبة الأكبر من الكلفة الإجماليـة الخاصـة بالشركـة، إذ يمثل الوقود ما نسبتـه 40٪ من كُلفة التشغيل الإجمالية».

وأضاف «تمكنت (الاتحاد) من التعامل مع تأثيرات تقلبات أسعار الوقود من خلال اتباع سياسة تحوط حاسمة للوقود باشرتها في العام ،2007 وفي الوقت الحالي، تتحوط الشركة على مستوى عالٍ من الوقود للسنة الجارية، الأمر الذي يساعد على التخفيف من المخاطر المرتبطة بتقلبات أسعار النفط، وفي مثل هذه الحالة بزيادة سعره».

وتابع: «لانزال نعمل على مراقبة الأوضاع في الأسواق، كل سوق على حدة، وذلك لإجراء تقييم شامل بضرورة فرض رسوم على الوقـود، أو إجـراء تسويات على أسعار التذاكر».

بدوره، قال المدير العام لشركة «ميدكس إيرلاينز»، جاسم البستكي، إن «الارتفاع المتواصل في أسعار الوقود سيؤثر في أسعار الشحن الجوي»، لافتاً إلى أن «شركات الطيران تدرس رفع أسعار الشحن، إثر التقلبات الكبيرة التي تشهدها الأسواق العالمية في أسعار الوقود وارتفاع الكلفة التشغيلية على شركات الطيران».

وأضاف أن «المستهلك سيتأثر بالارتفاعات في أسعار الوقود، سواء بالنسبة لأسعار التذاكر أو بالنسبة للبضائع المشحونة جواً، كما أن المستهلك النهائي سيتأثر بارتفاع أسعار المنتجات والبضائع المنقولة جواً، إذا بدأت شركات الطيران رفع تكاليف الشحن على التجار، نتيجة ارتفاع تكاليفها التشغيلية».

ولفت إلى أن «شركات الطيران مقيدة بأسعار الوقود والرسوم التي يتم فرضها عليها، وهي لا تستطيع أن تفعل شيئاً حيال ذلك».

تلافي الارتفاع

إلى ذلك، قال المدير العام لمطار الفجيرة الدولي، رئيس خدمات مطارات الخليج، الدكتور خالد المزروعي، إن «بعض شركات الطيران توقع عقوداً مع الشركات المزودة للوقود، تمتد إلى فترات زمنية معينة، وذلك للتغلب على التقلبات المفاجئة التي تحدث في أسعار الوقود».

وأضاف أن «هذه العقود التي تبرمها شركات الطيران لا تشمل جميع الشركات المزودة، وإنما بعضها، وفي وجهات محددة فقط»، لافتاً إلى أن «الارتفاع في أسعار الوقود كان مفاجئاً، ومن المتوقع أن تتواصل الارتفاعات في ظل استمرار الحركات الاحتجاجية في بلدان رئيسة مصدرة للنفط، ما سيؤثر في مستوى الإمدادات».

وأكد أن «شركات الطيران سترفع الأسعار لتغطية ارتفاع كُلفتها التشغيليـة، وسيتحمل المستهلك هذه الارتفاعات بالدرجـة الأولى»، موضحاً أن «نسبـة كُلفـة الوقود من إجمالي الكلفة التشغيليـة ستتعدى نسبة الـ28٪، في ظل هذه الارتفاعات».

من جانبه، قال الخبير السياحي، محمد الصاوي، إن «استمرار أسعار الوقود في الصعود، سيكون ذا تأثير أكبر بالنسبة لشركات الطيران الاقتصادي، أكثر من شركات الطيران التجاري، على اعتبار أن الوقود يشكل جزءاً أساسياً من الكُلفة التشغيليـة للطيران الاقتصـادي، التي تتميـز بقلة عدد موظفيها، وانخفاض إنفاقها على الشؤون الأخرى، مثل الضيافة، على سبيل المثال».

وطالب شركات الطيران التي تزيد أسعارها بتطبيق زيادة مؤقتة ومرنة، تسمح بالعودة إلى الأسعار السابقة بمجرد هبوط أسعار النفط، حفاظاً على مصالح المستهلكين وتشجيعاً لمزيد من النمـو في قطاع السياحـة والسفر».

واستبعد الصاوي تأثير ارتفاع أسعار الوقود في نمو قطاع السياحة والسفر بشكل كبير، موضحاً أنه «من المستبعد أن يلغي المسافرون سفرهم نتيجة للزيادات في الأسعار، خصوصاً أن الارتفاع إجباري تفرضه ظروف عالمية صعبة».

تويتر