استئناف الرحلات الجوية إلى أوروبا‏

‏استأنفت شركات الطيران الوطنية رحلاتها أمس، إلى معظم أنحاء أوروبا، بعد تراجع تأثير السحب التي خلفها بركان آيسلندا، حيث نقلت «طيران الإمارات» 9000 راكب، وشغّلت «الاتحاد» رحلات إضافية في حين قدمت إدارة الإقامة وشؤون الأجانب في دبي تأشيرة زيارة للمسافرين العالقين مدتها 96 ساعة من دون رسوم.

وأعلن اتحاد النقل الجوي الدولي (اياتا) أن «أزمة بركان آيسلندا كلفت شركات الطيران أكثر من 1.7 مليار دولار خسائر عائدات خلال ستة أيام»، فيما أعفت مؤسسة مطارات دبي أمس شركات الطيران من رسوم إيقاف طائراتها، وتهيئة فريق كامل لدعم موظفي المطار في حال تم استئناف الرحلات.

وأعلنت «طيران الإمارات» عزمها تسيير ثلاث رحلات إضافية بين دبي ولندن، اذ أقلعت من مطار دبي الدولي، أمس، 37 رحلة إلى أوروبا، بما فيها 12 رحلة إلى المملكة المتحدة وسبع رحلات إلى ألمانيا.

وقالت الشركة إن «رحلاتها أمس نقلت ما مجموعه 9000 راكب، ولم يبق في دبي من الذين تخلفوا، نتيجة لوقف الرحلات، سوى 350 راكباً، وسننقلهم في أسرع وقت ممكن».

وأضافت «طيران الإمارات»، إنها باشرت بعد فتح المجال الجوي لمعظم دول أوروبا، نقل ركابها العالقين بسبب سحب الرماد البركاني»، لافتةً إلى أنها «تقبل الآن الركاب من مختلف محطاتها الذين يريدون السفر إلى المملكة المتحدة وألمانيا ومختلف وجهاتها الأوروبية عبر دبي إذا كان لديهم حجوزات مؤكدة».

وذكرت الشركة في بيان لها أن «رحلاتها من مطار دبي الدولي أقلعت منذ صباح أمس إلى مطارات هيثرو، وجاتويك وبيرمنغهام ومانشستر وغلاسكو ونيوكاسل في المملكة المتحدة، كما أقلعت رحلات «طيران الإمارات» المنتظمة أيضاً إلى كل من فرنسا وسويسرا وإيطاليا والنمسا واليونان ومالطا وقبرص وروسيا».

وقال نائب رئيس أول دائرة العمليات التجارية في «طيران الإمارات» ريتشارد فون، إن «فتح المجال الجوي للمملكة المتحدة شكل تطوراً إيجابياً لرحلاتنا الأوروبية، إلا أن العودة إلى العمل حسب الجدول المقرر تحتاج إلى بعض الوقت، ونحن ممتنون لركابنا ونقدر تفهمهم للوضع». وأشار البيان إلى أنه «بالنسبة إلى الركاب المسافرين إلى أوروبا عبر دبي، فإن الناقلة تقبل الآن أي راكب لديه حجز مؤكد للسفر إلى المملكة المتحدة أو ألمانيا أو أي من وجهاتها الأخرى في القارة الأوروبية».

وأوضحت الشركة أنه «بإمكان الركاب المتضررين الذين لديهم حجز مسبق إلغاء أو تغيير مواعيد رحلاتهم من دون دفع رسوم إضافية، حيث الغت «طيران الإمارات» جميع الرسوم المترتبة على ذلك».

تحسّن مستمر

من جانبها، أعلنت شركة «الاتحاد للطيران» عن استئناف جميع رحلاتها إلى أوروبا والمملكة المتحدة. وقال الرئيس التنفيذي للشركة جيمس هوجن، إن «الشركة تستقبل حالياً المسافرين من مختلف الوجهات». ولفت إلى «تشغيل رحلتين إضافيتين، إلى كل من دبلن وميلانو عبر ميونيخ، للمساعدة على استيعاب المسافرين الإضافيين المتعطلين».

كما أعلنت الشركة أن «وضعها في تحسن مستمر، نظراً لإعادة فتح عدد من المطارات في أوروبا والمملكة المتحدة، وقد استأنفت تسيير عدد من الرحلات إلى المنطقة».

وقال هوجن إن «الأنباء الواردة من قبل الهيئات المعنية في أوروبا والمملكة المتحدة تعبر عن تفاؤلها، في حين لايزال قرار إغلاق المجال الجوي لا يمكن التنبؤ به، ومع فتح المطارات من المؤكد حدوث الكثير من الإرباك والازدحام مع توافد المسافرين».

وأضاف «إننا نفعل ما بوسعنا لنقل مسافرينا دون أي تأخير، لكن على المسافرين ألا يتوقعوا أن رحلاتهم ستغادر حسب الجدول المحدد»، موضحاً أن «الشركة قامت منذ أول من أمس، باستئناف خدماتها المجدولة إلى لندن وباريس وبروكسل وجنيف، وستواصل تشغيل خدماتها إلى تلك الوجهات مع استمرار فتح المطارات». وأكد أنه «مع بدء استئناف الخدمات، ستكون الأولوية في الحجوزات لمسافري الترانزيت، والمقيمين في الدولة الموجودين حول العالم»، لافتا الى أن «أكثر من 1500 مسافر غادروا مدينة أبوظبي إلى وجهاتهم النهائية منذ ليلة أول من أمس».

إلى ذلك، قال نائب أول رئيس مؤسسة مطارات دبي للشؤون الاستراتيجية جمال الحاي انه «تم اتخاذ العديد من الخطوات العملية للتقليل من التأثيرات السلبية للأزمة إلى أدنى حدّ ممكن، ومساعدة المسافرين وشركات الطيران على مواجهة هذه الظروف الطارئة من ضمنها إعفاء شركات الطيران من رسوم إيقاف طائراتها في حال الضرورة، وتقديم إدارة الإقامة وشؤون الأجانب تأشيرة زيارة للمسافرين العالقين مدتها 96 ساعة من دون رسوم، إضافة إلى توفير فريق كامل لدعم موظفي المطار في حال تم استئناف الرحلات. وذكر أن «شركات الطيران استأنفت رحلاتها من مطار دبي الدولي»، متوقعاً أن «يتضاعف عدد المسافرين المتجهين إلى وجهاتهم النهائية في أوروبا خلال الساعات المقبلة»، موضحاً أن متوسط عدد الحركات الجوية في مطار دبي الدولي يبلغ 800 رحلة يومياً بين هبوط وإقلاع».

خسائر شركات الطيران

في سياق متصل، قال اتحاد النقل الجوي الدولي (اياتا) إن «أزمة بركان آيسلندا كلفت شركات الطيران أكثر من 1.7 مليار دولار خسائر عائدات خلال ستة أيام حتى الثلاثاء الماضي»، لافتةً إلى أن «خسائر شركات الطيران بين يومي (17 و19 أبريل) بلغت 400 مليون دولار يومياً». وذكر المدير العام والرئيس التنفيذي لـ«اياتا»، جيوفاني بيسيغناني أن «الأزمة أثرت في 29٪ من قطاع الطيران العالمي، فيما بلغ عدد المتضررين 1.2 مليون راكب يوميا».

وبين أن «المجال الجوي أغلق استنادا إلى النماذج النظرية وليس إلى حقائق»، مشيراً إلى أن «أوروبا في حاجة إلى إيجاد وسيلة لاتخاذ القرارات على أساس الحقائق وتقييم المخاطر، وليس النظريات»، فيما قالت المنظمة الأوروبية لسلامة الملاحة الجوية انه «يجري حالياً فتح كل المجال الجوي الأوروبي تقريباً».‏