‏‏‏إعادة هيكلة السوق بعد تراجع الإسكان الفاخر.. وإقبال على مشروعات متوسّطي الدخل

تفاؤل بمستقبل القطـاع العقاري في ختام «سيتي سكيب» ‏

زوار «سيتي سكيب أبوظبي» كانوا من المهتمين بالشراء. تصوير: إريك أرازاس

اختتم معرض سيتي سكيب أبوظبي فعالياته، أمس، وسط تفاؤل كبير بمستقبل السوق العقارية في الدولة وقدرة القطاع العقاري على تحقيق معدلات نمو كبيرة، خصوصاً في دبي، خلال الفترة المقبلة.

«الدار» تطلق مشروعاً لمتوسّطي الدخل في العين

 

أطلقت شركة الدار العقارية في آخر أيام المعرض مشروعاً جديداً، عبارة عن مدينة سكنية جديدة لإسكان المواطنين في العين بتكلفة 730 مليون درهم، تضم 1045 فيلا.

ووقعت اتفاقاً مع بلدية العين تتولى بموجبها «الدار» تنفيذ أعمال البنية التحتية لمشروع تطوير شعبة الوطاه في العين، فضلاً عن المرافق التعليمية والصحية والتجارية في المشروع، الذي تم تخصيصه لمتوسطي الدخل.

وقال الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية في «الدار»، محمد خليفة المبارك، في تصريحات صحافية عقب التوقيع إن «الشركات المختصة بدأت إعداد التصميمات اللازمة للمشروع، وستنتهي عملية التنفيذ تماماً خلال 36 شهراً من بدء التنفيذ»، لافتاً إلى أنه «تم اعتماد المشروع من قبل المجلس التنفيذي للإمارة».

وأوضح أن «أعمال البنية التحتية تتضمن إنشاء 41 كيلومتراً من الطرق الداخلية وممرات المشاة، وشبكة للمياه تمتد على مسافة 45 كيلومتراً وأخرى للصرف الصحي تمتد على مسافة 32.5 كيلومتراً، إلى جانب شبكتي إمداد كهربائي على الجهدين المتوسط والمنخفض وشبكة لخدمات الاتصالات».

وقال المبارك إن «الشركة انتهت من إنجاز 10٪ من أعمال البنية التحتية في مشروع (الفلاح) لإسكان المواطنين في أبوظبي الذي أطلقته في معرض سيتي سكيب أبوظبي في دورته الماضية بكلفة 9.5 مليارات درهم ويضم 5000 وحدة سكنية للمواطنين، لافتاً إلى أنه سيتم تسليم الوحدات السكنية للحاجزين تدريجياً على مراحل خلال العام المقبل».

ولفت إلى أنه «تم بيع جميع وحدات الشقق وعددها 272 شقة في مشروع (حدائق البطين)، الذي أطلقته (الدار) أمس، بينما سيتم عرض الفلل في المشروع وعددها 75 فيلا للبيع في وقت لاحق».

يشار الى أن الدار العقارية أنجزت في عام 2009 ،أعمال البنية التحتية لمشروع (الشبحات) السكني جنوب شرقي مدينة العين، الذي سيوفر وحدات سكنية ستخصص للمواطنين الإماراتيين.

ويعتبر كلا المشروعين من العناصر الرئيسة لخطة العين 2030 ،التي تضع الأساس المنهجي لتطوير ونمو مدينة العين على المدى الطويل.‏

وأكد رؤساء ومسؤولو شركات عقارية مشاركة في المعرض أنه على الرغم من أن عدد الزوار كان أقل من المتوقع، إلا أن معظم الزوار كانوا من المهتمين فعلاً بالشراء، متوقعين حدوث زيادة كبيرة في المبيعات في المعرض بعد التعرف إلى المشروعات المعروضة، والتحقق من أن تسليم المشروعات يتم في المواعيد المحددة سلفاً. وقالوا إن السوق العقارية ستشهد إعادة هيكلة بعد انخفاض أسعار الإسكان الفاخر، خصوصاً بعد زيادة المعروض مع توجه الشركات الى التركيز لإقامة المشروعات الخاصة بالإسكان المتوسط.

وشهد المعرض عمليات بيع في بعض المشروعات المعروضة، خصوصاً في الإسكان المتوسط، وسط تأكيدات على نجاح المعرض منصةً لعرض المشروعات المختلفة وتوفير البدائل أمام المشترين، وأن الهدف الأساسي من المشاركة في المعرض ليس البيع فقط.

عودة النمو

وتفصيلاً، توقع مدير التطوير في شركة إشراق العقارية، هاني البلتاجي، أن «تعود السوق العقارية للنمو في دبي بشكل قوي يفوق المعدلات السابقة خلال الفترة المقبلة وبمعدلات أسرع بعد انتهاء تداعيات الأزمة العالمية في الدول الغربية».

وأكد أن «دبي لاتزال من أفضل بيئات الأعمال في الشرق الأوسط من حيث التشريعات والقوانين الجاذبة للاستثمار، وتوافر البنية التحتية ذات الكفاءة العالية التي قل نظيرها في الشرق الأوسط، كما لاتزال من أعلى المدن طلباً للإقامة والعيش في العالم، على الرغم من تداعيات الأزمة المالية».

وأضاف أن «السوق العقارية لاتزال قوية في الدولة، حيث إن العائد على الاستثمار في أبوظبي ودبي من أعلى العوائد في العالم»، لافتاً إلى أن «دبي تعد من أفضل أربع مدن في العالم في عوائد تأجير المكاتب التجارية، وفقاً لدراسات أجرتها مؤسسات متخصصة عدة في هذا المجال».

وقال البلتاجي: «السوق العقارية في دبي نشطة حالياً، وستتحسن بشكل أفضل خلال الفترة المقبلة، ولا يجوز مقارنتها بوضع السوق الذي كانت عليه عام 2008 ،لأن هذا الوضع لم يكن طبيعياً، حيث إنه من غير المعقول أن يكون سعر العقارات في دبي أغلى من مدن مثل مانهاتن ونيويورك»، لافتاً إلى أنه «يجب مقارنة وضع السوق في دبي بالوضع في بقية مناطق ودول العالم بعد الأزمة، وليس بوضع السوق في دبي قبل الأزمة».

وبين أن «السوق في أبوظبي نشطة ويدعمها الطلب المتزايد على العقارات، نظراً للاستثمارات الحكومية الضخمة التي تحتاج الى عمالة ومرافق عدة، ما يؤكد الحاجة الى مزيد من المشروعات العقارية لتلبية الطلب المتزايد في ضوء قلة المعروض».

وأشار إلى أن «السوق ستشهد إعادة هيكلة خلال الفترة المقبلة بالتركيز على الإسكان المتوسط، حيث يشهد قطاع الاسكان الفاخر وفرة كبيرة تؤدي إلى خفض أسعاره بشكل أكبر بعد قلة الطلب عليه، ما سيؤدي إلى التوجه بكثافة لتنفيذ مشروعات أكثر موجّهة لذوي الدخل المتوسط».

مواعيد التسليم

من جانبه، قال المدير التشغيلي لشركة «الواحة لاند»، حازم سعيد النويس، إن «الشركة تلقت خلال المعرض المئات من طلبات شراء وحدات صناعية وتخزينية وسكنية وسكن عمال في مشروع (الواحة لاند) الذي سيبدأ العمل به العام الجاري، ما يدل على أن السوق في وضع جيد وأنها ستتحسن بصورة أفضل في الفترة المقبلة». وأكد أن الآثار الإيجابية الكبيرة للمعرض ستظهر خلال الفترة المقبلة، لافتاً إلى أن الشركة ستركز على إنجاز هذا المشروع، الذي تبلغ كلفته 12 مليار درهم، خلال العام الجاري، وأنه لا نية لبدء مشروع جديد العام الجاري. ورأى النويس أن «سيتي سكيب حقق نجاحاً كبيراً كونه متخصصاً في عرض أبرز المشروعات العقارية وتوفير بدائل وخيارات مختلفة للمشترين، وليس معرضاً متخصصاً في البيع، وذلك منذ خروج معظم المضاربين من السوق العام الماضي». لافتاً إلى أن «الإقبال على المعرض من المستثمر المؤسسي، وليس من المستثمر الفرد وأن أغلبية الشركات لم تطرح مشروعات جديدة، بل ركزت على أن تؤكد للمشترين أنه سيتم الالتزام بالجداول الزمنية المحددة سلفاً للتسليم».

الإسكان المتوسط

إلى ذلك، أكد متحدث باسم شركة بروج العقارية، التابعة لمصرف أبوظبي الإسلامي، أن «هناك تفاؤلاً كبيراً بأن تشهد الفترة المقبلة بداية صعود للسوق وزيادة نشاطه بعد فترة صعبة عانت فيها شركات كثيرة من صعوبات تمويلية وتشغيلية عدة».

وقال المتحدث، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إنه «من المنتظر أن يزداد الطلب على الإسكان المتوسط في أبوظبي، خلال الفترة المقبلة، وأن تبقى أسعار العقارات في مستويات معقولة»، مشيراً إلى أن «العائد على الاستثمار لايزال مناسباً ويتجاوز 10٪ مقابل معدل راوح بين 20 إلى 30٪ قبل الأزمة، وهو معدل جيد في ضوء استمرار تداعيات الأزمة في معظم دول العالم». وأشار إلى أنه «على الرغم من أن عدد زائري المعرض كان أقل من المتوقع، إلا أن نسبة كبيرة من الزائرين هم من المهتمين فعلاً بالشراء في مشروعات معينة»، موضحاً أن «هدف الشركة من المشاركة فى المعرض ليس البيع بقدر ما هو توفير قاعدة معلومات متكاملة عن مشروعات الشركة».

يشار إلى أن المعرض اختتم أعماله بتنظيم فترة للنساء فقط امتدت خمس ساعات، شهدت تزاحماً كبيراً من المواطنات بصفة خاصة.‏

تويتر