مشاركون يؤكدون أن الإلمام بالتكنولوجيا وإدراجها ضمن المناهج التعليمية جزء من الحلول التي يجب أن تقدم للعالم

البطالة و«إيبولا» والمناخ تتصدر مناقشات «الأجندة العالمية 2014»

مشاركون في جلسة لقمة الأجندة العالمية يشددون على ضرورة إيجاد حلول خلاقة وليس طرح التحديات فقط. تصوير: باتريك كاستيلو

تصدرت قضايا عدم المساواة في الدخل والبطالة، وتغير المناخ وندرة المياه، والتحولات الجيوسياسية في العالم، ومرض «إيبولا» في إفريقيا، فضلاً عن الافتقار إلى القيادة العالمية، مناقشات قمة مجالس الأجندة العالمية 2015 في دبي، أمس.

وقال مشاركون في جلسات القمة إن جزءاً من الحلول التي يجب أن تقدم للعالم لمواجهة تحدياته، تكمن في الإلمام بالتكنولوجيا والاهتمام بها، وإدراجها ضمن المناهج التعليمية، داعين العالم إلى التوجه للعلم والتكنولوجيا واتباع المناهج العلمية، مشددين على ضرورة ايجاد حلول خلاقة وليس طرح التحديات فقط.

وتفصيلاً، قالت مدير أول ورئيس شبكة مجالس الأجندة العالمية في المنتدى الاقتصادي العالمي، مارتينا لاركن، في جلسة للقمة، إن «المناقشات تضمنت مجموعة مشكلات تشكل أسس الأجندة، وتحتاج إلى البحث عن حلول»، لافتة إلى أن تلك المشكلات تمثلت في تزايد عمق أزمة عدم المساواة في الدخل والبطالة، والافتقار إلى القيادة العالمية، والتغيرات المناخية وندرة المياه، والمشكلات الجيوسياسية، وأزمة تفشي مرض (إيبولا) في إفريقيا، ما يعكس أهمية الصحة في الاقتصاد. وأضافت أن هذه النقطة تعد من النقاط الجديدة التي تم إضافتها في قمة العام الجاري.

وأوضحت لاركن خلال مؤتمر صحافي عقد على هامش القمة، أن أكثر من 1700 مشارك في اجتماعات الأجندة يعملون على فهم تعقد تلك الأمور في العالم والقضايا التي تشغل الناس، مؤكدة أن الاجتماعات لن تطرح المشكلات فقط، بل ستعمل على بحث الحلول أيضاً.

من جانبه، قال رئيس أستونيا، توماس إلفيس خلال الجلسة، إن «جزءاً من الحلول التي يجب أن تقدم للعالم لمواجهة تحدياته، تكمن في الإلمام بالتكنولوجيا والاهتمام بها، وإدراجها ضمن المناهج التعليمية، لمواكبة التغير السريع في مختلف المجالات، محذراً من زيادة البطالة وعدم تمكن الأفراد من الحصول على عمل مستقبلاً».

وأضاف أن «العالم يعاني حالياً مشكلات مشابهة لتلك التي عاناها في القرن الماضي، إذ إن هناك تنظيم (القاعدة) الذي تحول إلى تنظيم (داعش)، كأحد أشكال التطرف»، مشدداً على أن النظرة للمستقبل يجب أن تتضمن إيجاد حلول للتحديات التي تواجه العالم في القرن الحالي.

وأوضح أن «العالم يعاني من التضخم، فأسعار السلع تزداد كل عام، كما أن أسعار الوحدة من السلع تتضاعف كل عام»، مبيناً أنه تحدث أمام البرلمان الأوروبي مطالباً بمواجهة هذا الأمر، خصوصاً مع ارتفاع أسعار التكنولوجيا.

وأكد أن العالم يجب أن يتجه للعلم والتكنولوجيا واتباع المناهج العلمية.

بدوره، قال رئيس المفوضية الأوروبية، خوسيه مانويل باروسو، إن «للبطالة تأثيرات سلبية في دول العالم وفي أوروبا، محذراً من ضعف الديمقراطية، وتعزز القومية، وزيادة مستوى الخوف من الآخر في القارة الأوروبية».

وأوضح أنه مع ازدياد أعداد البطالة في أوروبا، ازداد الافتقار إلى عدم وجود قيادة، نظراً لأن الحكومات لم تعد قادرة على حل المشكلات من وجهة نظر المواطن، معتبراً أن الحل يكمن في وجود قيادة فاعلة تقوم بدورها.

ودعا باروسو منظمات المجتمع المدني والقطاعين العام والخاص، إلى القيام بدور، للمساعدة في إيجاد الحلول اللازمة للتحديات، كما دعا إلى تأمين القيادة في المستقبل، قائلاً: «إنه على الرغم من أن المؤسسات تعاني من أزمة ثقة، فإنه ينبغي وجود آليات حوكمة عالمية أقوى من خلال العمل على مستوى مناطق جغرافية».

وأكد أنه يمكن للمنظمات الإقليمية أن تلعب دوراً في هذا الأمر، مثل الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون لدول الخليج العربي، فضلاً عن الدور الذي تقوم به مجالس الأجندة العالمية.

وأشار باروسو إلى أن الاقتصاد الأوروبي سيتحسن، إذ إنه الأفضل من حيث الأداء خلال الأزمة المالية العالمية التي عصفت بالعالم منذ سنوات عدة، موضحاً أنه لم يكن من الغريب اضافة المشكلات السياسية إلى قائمة التحديات التي تواجه دول العالم، خصوصاً في ظل غياب القيادة، وضعف قدرة الحكومات على تلبية احتياجات المواطنين. وقال إن «الاتحاد الأوروبي يواجه مشكلات الإرهاب والتطرف والتحديات البيئية، إذ إن المجتمع الدولي ومنظماته لم يقدما الدعم الكافي لدول العالم لمواجهة تحدياتها».

في السياق نفسه، قال الرئيس التنفيذي لشركة «نفط الهلال» في الإمارات ماجد جعفر «في ظل استمرار ارتفاع معدلات البطالة في المنطقة، والحرص على تحقيق النمو الاقتصادي المطلوب، فإنه ينبغي تضافر جميع الأطراف المعنية، إذ لن يستطيع طرف بمفرده القيام بالمهمة وحده»، مثمناً في الوقت نفسه الدور الذي تلعبه دبي في استضافة جلسات الأجندة العالمية لإيجاد حلول للمشكلات التي يواجهها العالم.

وأشار الى أن المنتدى الاقتصادي يهدف الى وضع حلول خلاقة وليس فقط تحديد المشكلات، مشدداً على أهمية تضافر كل الجهود من المجتمعين في دبي، لدراسة القضايا المطروحة خلال جلسات القمة.

تويتر