«غوغل» و«أبل» تصنفانها «أجهزة كمبيوتر على عجلات»

16.3 مليار دولار استثمارات متوقعة في شركات السيارات الكهربائية الناشئة

السيارات الكهربائية سوق مدعومة من الحكومات الواعية بالبيئة. من المصدر

توقعت شركة «سي بي أنسايتس» لأبحاث الأسواق، أن يبلغ حجم الاستثمارات في الشركات الناشئة المتخصصة في صناعة السيارات الكهربائية في العالم نحو 16.3 مليار دولار خلال عام 2021، بزيادة قدرها 28% على عام 2020، لافتة إلى إطلاق أكثر من 70 شركة ناشئة في قطاع السيارات الكهربائية أخيراً، بدءاً من مصنعي السيارات، وشركات البطاريات، إلى موفري البنية التحتية للشحن.

منافسة إبداعية

وقالت «سي بي أنسايتس» إن صناعة السيارات تنفتح مرة أخرى للوافدين الجدد إلى القطاع، وسط زخم تكنولوجي آخر في مجال السيارات الكهربائية، والسيارات ذاتية القيادة، والتي تحل محل المركبات ذات المحركات التي تعتمد على الوقود أو التي يقودها البشر.

ورأت أنه مع تطور هذه الثورة، فإن العالم سيشهد موجة أخرى من المنافسة الإبداعية، حيث تتدفق الشركات الناشئة الريادية وشركات التكنولوجيا إلى السوق.

بدورها، ذكرت صحيفة «فاينينشيال تايمز» أن التاريخ المبكر لصناعة السيارات يقدم أدلة حول مستقبلها أيضاً، ذلك أنه في كثير من الأحيان وأثناء الثورات التكنولوجية، تتبع الاندفاعات الأولية للتجارب السريعة من قبل رواد الأعمال الطموحين، موجات من تعزيز الصناعة من قبل الشركات الأكثر رصانة.

وأوضحت: «في الولايات المتحدة، ومنذ تسعينات القرن 19، عندما أطلق العشرات من رواد الأعمال صناعة السيارات الحديثة، ثم على مدى العقود القليلة التالية، فقد أسسوا مئات الشركات التي تصنع آلاف الطرز المختلفة. لكن تطوير أساليب التصنيع الشامل كثيفة رأس المال، والكساد العظيم، والحرب العالمية الثانية، أضعفت المنافسة. وبحلول عام 1950، سيطرت على الصناعة ثلاث شركات عملاقة فقط هي: (جنرال موتورز)، (فورد)، و(كرايسلر)، والتي شكلت في ما بينها نحو ثلاثة أرباع الإنتاج العالمي».

دخول «تيسلا»

إلى حد بعيد، كانت «تيسلا» التي أسسها إيلون ماسك، هي الأكثر نجاحاً بين الوافدين الجدد في صناعة السيارات، فقد أعادت تعريف قطاع السيارات الكهربائية بالكامل، وبلغت قيمتها السوقية نحو 632 مليار دولار، وهي قيمة أكبر من القيم السوقية لـ«جنرال موتورز» و«فورد» و«تويوتا» و«فولكس فاغن» مجتمعة. لكن إذا كان الماضي هو حقاً مقدمة، فإن من المؤكد أن بعض الشركات الناشئة الحديثة ستتراجع وسط التطورات التقنية الرهيبة، إذ توقع الرئيس التنفيذي لشركة «لوسيد» للسيارات الكهربائية، بيتر رولينسون، انهيار 80% من الشركات الناشئة في مجال السيارات الكهربائية، و20% من شركات صناعة السيارات التقليدية. وأضاف: «نحن على أعتاب ثورة نقل، والبيئة في أزمة، كما أن العالم بحاجة إلى ملايين السيارات الكهربائية غداً».

في الوقت الحالي، يُعد قطاع السيارات الكهربائية سوقاً صغيرة، وإن كان يتوسع بسرعة، وغالباً ما تكون مدعومة بشكل كبير من قبل الحكومات الواعية بالبيئة. وقد ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية العالمية إلى 3.24 ملايين وحدة في عام 2020، بعد أن بلغت 2.3 مليون وحدة في عام 2019، مع تفوق أوروبا على الصين باعتبارها السوق الأسرع نمواً في العالم.

أجهزة كمبيوتر

بدورهم، يصنف عمالقة التكنولوجيا في الولايات المتحدة، مثل «غوغل»، و«أبل»، السيارات الكهربائية كونها «أجهزة كمبيوتر على عجلات»، كما أن شركات صناعة السيارات التقليدية تستثمر الآن بكثافة في السيارات الكهربائية.

وقد أعلنت الرئيسة التنفيذية لشركة «جنرال موتورز» الأميركية، ماري بارا، أن الشركة ستنفق 35 مليار دولار على استثمارات السيارات الكهربائية بحلول عام 2025، في عملية يقودها طلب المتعاملين.

تويتر