فترة البقاء في المنزل تدعم «تحديث مايو 2020» من «ويندوز 10»

كشفت المراجعات التقنية التي جرت، أخيراً، عقب الإطلاق الرسمي للإصدار الأخير من نظام التشغيل «ويندوز 10»، الذي حمل اسم «تحديث مايو 2020»، أن فترة البقاء في المنزل التي عاشها ما يزيد على ملياري شخص حول العالم، منذ منتصف فبراير الماضي، لمنع تفشي وباء «كورونا»، ألقت بظلالها على التحديث الأخير للنظام، حيث ظهرت فيه العديد من التحسينات والإضافات، التي تمحورت حول دعم أدوات العمل عن بُعد، أبرزها التحسينات التي تحقق اتصالات أسرع، ودخول من دون كلمات مرور، وإظهار أيقونات الآلة الحاسبة ومربع البحث والمساعد الصوتي «كورتانا» تلقائياً في العديد من التطبيقات والبرامج العاملة، عبر الحاسبات الشخصية المكتبية والمحمولة، فضلاً عن ظهور خاصة أدوات العمل عن بُعد، مع تحقيق اندماج غير مسبوق بين الهواتف الذكية والحاسبات الشخصية، عبر تطبيق خاص، يظهر جميع وظائف الهاتف على شاشة الحاسب.

مراجعات

وكانت شركة «مايكروسوفت» طرحت «ويندوز 10 تحديث مايو 2020» رسمياً للمستخدمين النهائيين حول العالم، في 27 مايو الماضي، وخلال الأيام الأربعة الماضية التي تلت الإصدار الرسمي، أجرت فرق عديدة من المحللين والمراقبين، مراجعات فنية عليه، كان أهمها المراجعة التي نفذها محللو شبكة «زد دي نت» المتخصصة في التقنية، الذين انتهوا إلى أن أهم التحسينات التي أدخلت على هذا التحديث، حاولت الاستجابة لمتطلبات أنماط الحياة التي فرضها «كورونا».

«أدوات ويندوز»

أضافت «مايكروسوفت» تعديلات جعلت العديد من الأدوات شائعة الاستخدام في أنظمة «ويندوز»، مثل المفكرة، والآلة الحاسبة، ومحرر النصوص «نوت باد»، ومربع البحث، تظهر تلقائياً في العديد من التطبيقات والبرامج العاملة على الحاسب، من بينها أدوات العمل عن بُعد، ليصبح بإمكان المستخدم العمل عليها مباشرة عند الاحتياج، بدلاً من الوصول إليها عبر خطوات عديدة، كما هو معتاد الآن، حيث يمكن، مثلاً، استخدام الآلة الحاسبة مباشرة، واستخدام أداة التكبير السريع للنص، وإظهار علامة نجمية في شريط العنوان للدلالة على وجود تغييرات غير محفوظة، وغيرها.

وتم كذلك إدخال تحسينات على المساعد الرقمي الصوتي «كورتانا» ليكون جزءاً من بيئة العمل عن بُعد، حيث أصبح متاحاً أن يظهر مع هذه الأدوات والنظم، ويصبح جزءاً من المحادثات الصوتية، وقراءة النصوص، ومراجعة جدول الأعمال، وقوائم المهام المتعلقة بالعمل وغيرها.

مزيد من الإضافات

كما أدخلت «مايكروسوفت» مزيداً من الإضافات على تطبيق «هاتفك»، لتحقيق أكبر قدر من الاندماج والتمازج بين الحاسب الشخصي والهاتف المحمول.

وبهذه التعديلات، بات بالإمكان تحويل واجهة هذا التطبيق التي تظهر على شاشة الحاسب، إلى الشاشة الكاملة للهاتف المحمول الذكي، ليتم من خلالها إجراء والرد على المكالمات الهاتفية مباشرة، من دون الحاجة إلى وجود جهاز الهاتف، وكذلك تلقي الإشعارات والرسائل النصية، والوصول الفوري إلى صور وتطبيقات الهاتف، وذلك كله بمجرد تنفيذ عملية اقتران بين الهاتف والحاسب، وتسجيل رقم الهاتف داخل التطبيق.

اتصالات أسرع

في مقدمة التغييرات التي حملها «تحديث مايو 2020» لـ«ويندوز 10»، التركيز على تحقيق اتصالات أسرع وأسهل، إذ تم تعديل عملية الاقتران مع الأجهزة عبر تقنية «بلوتوث»، بحيث أصبح الجهاز الذي يستخدم الإصدار الجديد قادراً على الاقتران بسهولة، وبإمكان مستخدمه إدارة هذه العملية بخطوات أقل، من خلال الإشعارات السريعة التي تظهر على الشاشة، بدلاً من الذهاب إلى لوحة الإعدادات.

كما أصبح الدخول إلى الحاسبات والأجهزة العاملة بالنظام سريعاً وسهلاً، ومن دون كلمات مرور، عبر تسجيل الدخول ببصمة الوجه أو بصمة الأصابع، أو رقم التعريف الشخصي، لتصبح أدوات الدخول إلى «ويندوز» هي نفسها أدوات الدخول إلى الأجهزة الأخرى، بصورة أسهل من أي وقت مضى.

ولتنفيذ ذلك، ما على المستخدم سوى الانتقال إلى الإعدادات ثم الحسابات ومن ثم خيارات تسجيل الدخول على الحاسب، وتحديد «تشغيل» ضمن «طلب تسجيل دخول» في أداة «هالو».

خفض استخدام ذاكرة «إيدج»

أجرت شركة «مايكروسوفت» تحسينات على نظام التشغيل «ويندوز 10»، أدت إلى خفض احتياجات متصفح «إيدج» من الذاكرة الإلكترونية أثناء عمله على الحاسب بنسبة 37%، ما يوفر سرعة في أداء كل من الحاسب والتطبيق أو نظام العمل عن بُعد، الذي يعمل من خلال المتصفح، وهي ميزة مهمة للغاية بالنسبة للمطوّرين، لاسيما الذين يعملون على تطوير أدوات ونظم العمل عن بُعد.

وقالت «مايكروسوفت» إن هذه الخاصية متاحة حالياً داخل الولايات المتحدة، على أن تطرح للاستخدام أمام المزيد من المطوّرين قريباً جداً، مشيرة إلى أنه يمكن استخدامها لتحسين أداء البرمجيات العاملة بنظام «ويندوز 32 بت».