مستفيدة من بنيتها التحتية القوية في الحوسبة السحابية

«مايكروسوفت» تُطلق مبادرة لتطوير الأجهزة والتطبيقات الكمية

«مايكروسوفت» أعلنت عن تفاصيل مبادرتها الجديدة خلال مؤتمرها التقني «إيجنت». من المصدر

في خطوة تعكس اتساع المنافسة بمجال الحوسبة الكمية، التي تعد أهم التطورات المستقبلية في مجال تقنية المعلومات، كشفت شركة «مايكروسوفت» الأميركية، عن مبادرة جديدة في هذا المجال، تنافس من خلالها كلاً من شركتي «آي بي إم» و«غوغل»، اللتين تملكان أقوى الاسهامات الجارية في «الحوسبة الكمية» حتى الآن.

وتسعى مبادرة «مايكروسوفت» للمشاركة بقوة في بناء مجتمع المطورين والباحثين العالمي في مجال الحوسبة الكمية على صعيد الأجهزة أو الأنظمة أو التطبيقات والبرامج الكمية تحت شعار «مايكروسوفت كوانتم»، وذلك عبر الاستفادة من بنيتها التحتية القوية في الحوسبة السحابية «آزور»، التي ستقدم لمجتمع الباحثين والمطورين من خلال أداة «آزور كوانتم».

الحوسبة الكمية

وأعلنت «مايكروسوفت» عن تفاصيل مبادرتها الجديدة خلال مؤتمرها التقني السنوي «إيجنت» الذي نظمته في مدينة أورلاندو الأميركية، وتنتهي فعالياته اليوم الجمعة.

وقال الرئيس التنفيذي لـ«مايكروسوفت»، ساتيا ناديلا، إن «خدمة (آزور) والبنية التحتية السحابية العملاقة لـ(مايكروسوفت) الموزعة على 52 مركز بيانات ضخماً حول العالم، بدأت رحلتها للتحول الى عالم الحوسبة الكمية، جنباً إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي، ومفهوم الحوسبة السحابية المتعددة التقنيات والمستويات».

شركاء

وذكر ناديلا أن ثلاث شركات كبرى تشارك «مايكروسوفت» التمويل والتنفيذ والإشراف على مبادرتها الجديدة، هي: «هونيويل»، «آيون كيو»، و«كيو سي آي»، مبيناً أن الثمار الأولى للمبادرة تتمثل في طرح الموارد الأساسية اللازمة لبناء مجتمع مطوري «الكوانتم» عالمياً، وفي مقدمتها لغة برمجة «كيو بلس» المتخصصة في البرمجة لأجهزة ونظم تشغيل الحاسبات الكمية، وحزمة أدوات التطوير الكمية «كيو دي كيه» التي تمكن المطورين من البدء في عمليات التطوير، إضافة إلى إجراء عمليات المحاكاة الكمية على أجهزة الحاسبات الكمية، وهي حزمة مفتوحة المصدر تماماً، والتي منذ طرحها على مجتمع المطورين، حظيت بـ200 مرة تنزيل من قبل مبرمجين ومطورين وباحثين مهتمين بهذا المجال حول العالم.

«آزور»

وأوضح ناديلا أن «آزور للحوسبة الكمية» عبارة عن نظام بيئي «إيكولوجي» سحابي مفتوح بالكامل، يسعى إلى تحقيق فوائد الحوسبة الكمية للأشخاص والمؤسسات. وأضاف أنه يمكن للمبرمجين والمطورين كتابة البرامج باستخدام لغة «كيو بلس»، وحزمة أدوات التطوير الخاصة بالحوسبة الكمية، ثم تجربة الكود أو البرنامج الذي تمت كتابته على أجهزة المحاكاة الموجودة على «آزور»، وكذلك على مجموعة متنوعة من أجهزة الحاسبات الكمية التجريبية داخل منصة «آزور السحابية».

حلول

وبين ناديلا أنه بالنسبة للعملاء أو الشركات والمؤسسات الراغبة في الدخول الى الحوسبة الكمية، فيمكنها التعرف الى كيفية حل مشكلات العمل المعقدة والضخمة من خلال حلول الحوسبة السحابية الجاري تطويرها أو المتوقع طرحها مستقبلاً، مشيراً إلى أن 72% من البيانات الخاصة في عالم الأعمال لم تخضع للتحليل بعد، ويقابل ذلك الكم الهائل من البيانات حالياً، حيث من المتوقع أن يصل إلى 175 زيتا بايت من البيانات بحلول عام 2025 (الزيتا بايت تعادل ألف مليار مليار بايت من البيانات).

وبحسب ناديلا فإن أصعب التحديات المتوقعة أن هذه البيانات تتطلب قوة حوسبة تفوق قدرة أقوى الحاسبات المتاحة حالياً.

التشفير بداية الجهود

أكدت شركة «مايكروسوفت» أن هناك جهوداً جارية بالفعل في نطاق مبادرتها الجديدة «آزور للحوسبة الكمية» أبرزها ما يقوم به متخصصون ورواد في التشفير بمعامل بحوث «مايكروسوفت»، موضحة أنهم وضعوا أول محاولة لتطوير خوارزميات وبروتوكولات تشفير، بمفهوم المفتاح العام في مجال الحوسبة الكمية، من أجل إعداد وتهيئة العملاء ومراكز البيانات عالمياً لاستخدام عمليات التأمين الخاصة بنظم وتطبيقات الحوسبة الكمية.

وذكرت أنه من بين الجهود الجارية ايضاً أن معمل الحوسبة الكمية التابع للشركة في جامعة سيدني حقق طفرات في تكنولوجيا التحكم في «الكيو بيت»، وهي وحدة البيانات الأولية المستخدمة في الحوسبة السحابية.

تويتر