مبيعات الحاسبات الشخصية بلغت 58.5 مليون وحدة خلال الربع الأول من العام الجاري. من المصدر

«غارتنر»: 4.6% تراجعاً في مبيعات الحاسبات عالمياً خلال 3 أشهر

رسمت ثلاثة تقارير حديثة صورة غير متفائلة لحالة سوق تقنية المعلومات من حيث المبيعات والعائدات عالمياً، خلال الربع الأول من العام الجاري، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مشيرة إلى أن مبيعات الحاسبات الشخصية المكتبية والمحمولة تراجعت بنسبة 4.6%، فيما انخفض معدل نمو عائدات أشباه الموصلات من 21.9% إلى 12.5%، بينما لم تستطع مبيعات الهواتف المحمولة على اختلاف أنواعها سوى تحقيق زيادة طفيفة قدرها 0.5%، وسط توقعات بارتفاعها 1.2% العام المقبل.

وصدرت تلك التقارير عن مؤسسة «غارتنر» للأبحاث، ونشرت أخيراً على غرفة الأخبار في الموقع الرسمي للمؤسسة.

الحاسبات الشخصية

وأوضح تقرير «غارتنر» المتعلق بالحاسبات الشخصية المحمولة والمكتبية، أن مبيعات هذه الأجهزة بلغت 58.5 مليون وحدة خلال الربع الأول من العام الجاري، بانخفاض نسبته 4.6% عن المبيعات المحققة بالفترة ذاتها من عام 2018، لافتاً إلى أن هذا الاداء يعد بمثابة انتكاسة عن حالة بداية الانتعاش التي شهدتها مبيعات تلك النوعية من الأجهزة في منتصف العام الماضي.

وأرجعت «غارتنر» ذلك إلى النقص في وحدات المعالجات المركزية الذي أثر في جميع أسواق أجهزة الحاسبات، وجعل معظم البائعين يركزون عملياتهم على قطاع الأعمال ذي الهامش المرتفع للربح، وكذلك قطاع أجهزة «كروم بوك».

وقالت كبيرة المحللين الرئيسين في «غارتنر»، ميكاكو كيناجاوا، إن السوق الاستهلاكية ظلت ضعيفة نسبياً، بسبب المزيج الكبير المطروح من المنتجات، ومع ذلك لايزال أكبر ثلاثة بائعين في جميع أنحاء العالم، وهم «ديل» و«إتش بي» و«لينوفو»، قادرين على زيادة الشحنات التي تصل إلى الأسواق، والتركيز على منتجاتهم الراقية العالية المواصفات، والحصول على حصة من البائعين الصغار الذين وجدوا صعوبة كبيرة في الحصول على وحدات المعالجة المركزية اللازمة للتصنيع.

وأضافت كيناجاوا أن الشركات الثلاث استطاعت الاستحواذ معاً على 61.5% من المبيعات خلال الربع الأول من عام 2019 مقارنة بنسبة 56.9% في الربع الأول من عام 2018، حيث أصبح الحجم عاملاً أكبر في ديناميات الصناعة.

أشباه الموصلات

وفي تقرير ثانٍ، كشفت «غارتنر» أن نمو عائدات أشباه الموصلات انخفض من 21.9% إلى 12.5%، ليبلغ 474.6 مليار دولار في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، مرجعاً السبب في ذلك إلى تباطؤ النمو في شرائح الذاكرة.

وقال نائب رئيس الأبحاث في «غارتنر»، أندرو وود، إن سوق شرائح الذاكرة لاتزال أكبر سوق لأشباه الموصلات عالمياً على الرغم مما تشهده من تباطؤ في النمو، كما لاتزال تمثل 34.3% من العائدات، مشيراً إلى أن هبوط المبيعات حدث في آسيا والمحيط الهادئ على وجه الخصوص، وسيستمر حتى نهاية عام 2019، نظراً لظروف العرض الكبير.

وبالنسبة للتنافسية في هذه السوق، أفاد وود، بأن شركة «سامسونغ إلكترونيكس» الكورية الجنوبية، عززت تصدرها للسوق كأفضل بائع لأشباه الموصلات، لاسيما في مجال شرائح الذاكرة فئة «دي رام»، التي باتت تحقق 88% من عائدات الشركة. لكن أندرو وود توقع في الوقت نفسه اهتزازاً في موقف «سامسونغ» أمام شركة «إنتل» الأميركية خلال العام الجاري، والتي يتوقع أن تعود لتصدّر السوق.

الهواتف المحمولة

إلى ذلك، توقعت «غارتنر» في تقرير ثالث أن تنكمش سوق الهواتف المحمولة خلال العام الجاري، ثم تعود للانتعاش والنمو في العام المقبل. وأشار التقرير إلى أن مبيعات الهواتف المحمولة على اختلافها حققت زيادة طفيفة قدرها 0.5% في الربع الأول من عام 2019، متوقعاً أن ترتفع المبيعات بنسبة 1.2% في عام 2020.

كما توقع تقرير «غارتنر» أن يمدد المستهلكون عمر هواتفهم قليلاً، ليرتفع من 2.6 عام إلى 2.8 عام حتى عام 2023، ما يعني أن الانتعاشة المتوقعة ستكون طفيفة وبطيئة. وأوضح أن المتغير الجديد في سوق الهواتف المحمولة خلال الأعوام المقبلة، هو الهواتف القابلة للطي، المتوقع أن تستحوذ على 5% من سوق الهواتف المحمولة عموماً بحلول عام 2023، لتصل مبيعاتها الى 30 مليون وحدة، ما يجعلها عاملاً جديداً، لكنه ليس محركاً قوياً يعيد للسوق ازدهارها السابق.

«لينوفو» تتصدّر

أفادت مؤسسة «غارتنر» للأبحاث، بأن شركة «لينوفو» تصدرت الشركات البائعة للحاسبات الشخصية المحمولة والمكتبية خلال الربع الأول من العام الجاري، مستفيدة من إدراج شحنات «فوجيتسو» من مشروعها المشترك الذي يحمل اسم «كيو 182»، والذي ساعد في زيادة شحنات «لينوفو» إلى أوروبا والشرق الأوسط واليابان.

وذكرت أن مبيعات شركة «إتش بي» ارتفعت عالمياً بنسبة 0.8%، موضحة أن الزيادة حدثت في مبيعات الحاسبات المكتبية بالأساس، في حين ظلت الحاسبات المحمولة شبه ثابتة.

أما شركة «ديل»، فاستطاعت وفقاً لـ«غارتنر» تسجيل نمو في مبيعاتها خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري للربع الخامس على التوالي، حيث تمكنت من زيادة مبيعاتها في كل من أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا وأميركا اللاتينية واليابان، لكنها انخفضت في أميركا الشمالية.

الأكثر مشاركة