الخبراء أكدوا أن الصور والفيديوهات والمستندات تختفي من مجلّد «مستنداتي» فور تنزيل التحديث الجديد. من المصدر

خبراء: تحديث «ويندوز 10 أكتوبر 2018» يمحو البيانات والمستندات الشخصية

أجمعت نتائج التقييمات والمراجعات، التي تمت خلال الأيام الماضية من قبل خبراء ومتخصصين في تقييم تحديثات نظم التشغيل، على تحذير مستخدمي نظام تشغيل «ويندوز 10» حول العالم، بضرورة الابتعاد عن آخر تحديث للنظام طرحته شركة «مايكروسوفت»، ويحمل اسم «تحديث ويندوز 10 أكتوبر 2018»، بعدما بات مؤكداً أن التحديث الجديد يمحو بيانات المستخدم وملفاته الموجودة على حاسبه الشخصي فور تنزيله وتشغيله، ويجعل مجلد «مستنداتي» فارغاً، لا يحوي أي صور أو ملفات أو مستندات أو فيديوهات أو خلافه، ما يعد مشكلة كبيرة بالنسبة لأي مستخدم، سواء كان يعمل بصفة شخصية بمنزله، أو يعمل لدى مؤسسة أو شركة بمقر عمله.

وخرجت هذه النتيجة من تحليلات أجراها محللون وخبراء تابعون لبرنامج «ويندوز إنسايدر»، وهم مجموعة من المستخدمين المحترفين والمتخصصين في المراجعة، الذين تسمح لهم «مايكروسوفت» بالوصول إلى منتجاتها قبل طرحها رسمياً على الجمهور العام، أو في المراحل الاولى التالية لعملية الطرح العام، كما خرجت من تحليلات وتقييمات أجراها محللون مستقلون في مواقع التقنية ومنتدياتها المختلفة، لاسيما منتديات «ويندوز 10».

سحب التحديث

وكانت «مايكروسوفت»، أعلنت عن التحديث بصفة رسمية في الثالث من أكتوبر الجاري، لكن مع تواتر وتلاحق البلاغات الواردة من مستخدمين عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، ومنتديات «ويندوز»، عن مشكلة فقد البيانات الشخصية عقب التنزيل، وتركيز الخبراء على هذه المشكلة خلال الأيام التالية، اضطرت «مايكروسوفت» لسحب نسخة التحديث يوم السادس من أكتوبر، أي بعد ثلاثة أيام فقط من طرحه رسمياً.

وقال متحدث باسم الشركة: «تم إيقاف إصدار التحديث مؤقتاً، بينما نقوم بالتحري عن تقارير متفرقة حول المستخدمين الذين فقدوا بعض الملفات بعد التحديث».

وبعد هذا التصريح ظهر على صفحة الدعم الفني لـ«مايكروسوفت» وصفحة تحديثات «ويندوز» أنه تم سحب التحديث، ولم يعد متاحاً للتنزيل.

وأكدت الشركة أن السحب تم قبل أن تبدأ في إرساله بشكل تلقائي عبر خدمة «تحديث ويندوز»، مشيرة إلى أن الإصدار الأحدث المتوافر حالياً للتنزيل هو تحديث شهر أكتوبر القديم.

وأوصت «مايكروسوفت» المستخدمين المتأثرين بالمشكلة بالاتصال بها بشكل مباشرة، مشددة على أنه في حال قام أحد المستخدمين بتنزيل التحديث يدوياً قبل حذفه وسحبه، فيجب عدم تثبيته والانتظار حتى يتوافر التحديث الرسمي من جديد، حيث إن العديد من المستخدمين لم يتمكنوا من استعادة الملفات المحذوفة.

شكاوى

وكان موقع شبكة «زد دي نت» المتخصصة في التقنية نشر تقريراً تتبع فيه الشكاوى والبلاغات الواردة من مستخدمين حول العالم عبر منتديات «ويندوز 10»، ومن خلال «تويتر»، حيث جاء في التقرير، أن أول شكوى كانت بعد ساعات من طرح التحديث، حيث أفاد المستخدم فيها بأنه بعد تثبيت التحديث، تمت الكتابة فوق مجلد المستندات «مع مجلد مستندات جديد»، لكنه لم يعد بإمكانه العثور على ملفاته وبياناته.

وأشار التقرير إلى أنه توالت الشكاوى بعد ذلك، إذ ذكر مستخدم آخر أنه قام بتنزيل التحديث على حاسب طراز «ديل إنسبايرون» يعمل «بويندوز 10»، فتم حذف جميع المستندات والصور الخاصة، كما أنه كان لديه حاسب آخر محمول من طراز «أيسر»، لكن لم تظهر به هذه المشكلة.

وأوضح تقرير «زد دي نت» أنه بتحليل الشكاوى التي ظهرت خلال الـ48 ساعة التالية للطرح الرسمي للتحديث، تبين أنه لا يوجد نمط محدد لحدوث المشكلة، حيث إنه في بعض الحالات حدث محو كامل للبيانات الشخصية للمستخدمين، فيما حدث لدى البعض الآخر المحو للبيانات الموجودة في مجلد «مستنداتي» الذي يتم فيه تنزيل وحفظ الملفات تلقائياً مع «ويندوز»، كما يوجد به مكتبة الصور والفيديوهات الافتراضية، في حين لم يحدث محو للبيانات الموجودة في مجلدات اخرى خارج هذا المستند، وفي حالة ثالثة حدث الحذف لملفات الفيديو فقط، فيما ظلت مستندات «وورد» والصور سليمة.

ونصح خبراء «زد دي نت» المستخدمين بعمل نسخة احتياطية من البيانات قبل التعامل مع التحديث، مؤكدين أن هذه الخطوة شديدة الأهمية بالنسبة للشركات والمؤسسات على نحو خاص.

السبب الرئيس

أعرب الكثير من الخبراء عن شكوكهم في أن أداة «التخزين السحابي» هي السبب الرئيس في مشكلة تحديث «ويندوز 10 أكتوبر 2018»، موضحين أنها الأداة التي تقوم بالربط بين المستندات والصور والملفات المحفوظة محلياً على الحاسب، بخدمة «وان درايف» للتخزين السحابي من شركة «مايكروسوفت».

ورجح الخبراء أن التثبيت الجديد بدلاً من أن يقوم بنسخ البيانات، ثم نقل النسخة إلى «وان درايف» وترك الملفات الاصلية كما هي، يقوم بترحيل ونقل البيانات الاصلية نفسها، تاركاً مجلد المستندات فارغاً، ومن غير المعروف ما إذا كانت ملفات المستخدمين التي اختفت قد نقلت الى «وان درايف» أم لا.

الأكثر مشاركة