وسط توقعات باعتماد 90% من الأعمال عليها في 2019

554 مليار دولار عائدات الحوسبة السحابية عالمياً بحلول 2021

من المتوقع أن تتحول الحوسبة السحابية إلى أكبر ظاهرة في عالم تقنية المعلومات العام المقبل. من المصدر

من المتوقع أن تتحول الحوسبة السحابية إلى أكبر ظاهرة في عالم تقنية المعلومات، تحمل المتناقضات وتواجه التحديات في الوقت نفسه خلال العام المقبل، إذ إنه ما بين الارتفاع المتواصل في الطلب عليها بوتيرة متسارعة، والتشدد من قبل الحكومات في كثير من الدول تجاه التعامل معها، لاسيما في ما يتعلق بقضية السيادة على البيانات، تحقق الحوسبة السحابية انتشاراً كبيراً، ويتضخم حجمها، وفي الوقت ذاته تتعقد أمورها وتزداد تحدياتها، من دون أن تهدأ أو تتراجع قدرتها على تحقيق النجاح، حيث يتوقع أن ترتفع عائداتها عالمياً إلى 554 مليار دولار بحلول عام 2021، وهو ضعف العائد المحقق العام الماضي، فيما ستصبح 90% من الأعمال تعتمد على الحوسبة السحابية في عام 2019، بدلاً من 45% حالياً.

جاء ذلك في تحليل حول مستقبل الحوسبة السحابية عالمياً حتى عام 2021، نشره موقع شبكة «زد دي نت» المتخصصة في التقنية، مستنداً فيه إلى أرقام وتوقعات وردت بأحدث تقرير صادر عن مؤسسة «آي دي سي» البحثية العالمية حول الحوسبة السحابية.

مفهوم أساسي

«زد دي نت» أكدت زيادة الطلب على «السحابة» رغم تشدد القوانين.

وتناول تحليل «زد دي نت» التحديات التي تواجهها الحوسبة السحابية عالمياً، وقدرتها على التوسع والانتشار في ظل هذه التحديات، ما يجعلها الظاهرة الحاملة للمتناقضات والعابرة للصعاب.

وبين التحليل أن أحد المفاهيم الأساسية التي تقوم عليها الحوسبة السحابية، هو أن موقع الخوادم والبنية التحتية المادية الأخرى التي تدير البرنامج وتخزين البيانات يكون غير ذي صلة تماماً بمن يستخدم السحابة، لكن في الآونة الأخيرة اتضح أن قضايا الموقع والجغرافيا أصبح لها تأثير وعلاقة واضحة بالحوسبة السحابية، بعدما بات يتم حالياً تقديم الخدمات السحابية على نحو متزايد من مناطق جغرافية محددة. وأوضح أن ذلك يعود إلى أمرين، الأول يتمثل بـ«زمن الاستجابة» أو الوقت الذي تستغرقه البيانات للانتقال من وإلى مركز البيانات، وهو أمر في غاية الأهمية والحيوية بالنسبة لجميع التطبيقات والنظم، خصوصاً تطبيقات مثل تداول الأسهم، أما الأمر الثاني فيركز على القوانين المحلية الخاصة بكل دولة في ما يتعلق بالسيادة على البيانات والخصوصية والأمن.

تغييرات جوهرية

وذكر التحليل أن هذين الأمرين فرضا تغيرات جوهرية على النموذج القياسي للحوسبة السحابية القائم على الفصل بين مقدم الخدمة ومقره وجنسيته وبنيته التحتية، ومستخدمها، مشيراً إلى أنه بدلاً من أن تكون الخدمة بمثابة سحابة مجهولة الهوية من القدرة الحاسوبية، باتت معظم الشركات مضطرة لاستخدام البنية التحتية الأكثر قرباً بكثير من مقار متعامليها.

وأضاف أنه نتيجة لذلك، بدأت بعض الشركات الموفرة لخدمات الحوسبة السحابية العامة تغيير نهجها، إذ إنه في العام الماضي، بدأت شركة «مايكروسوفت»، على سبيل المثال، تقديم خدماتها السحابية من اثنين من مراكز البيانات الألمانية الجديدة، بحيث يتم تخزين البيانات تحت سيطرة وتحكم ما يعرف في ألمانيا بـ«أمين البيانات»، وفي هذه الحالة لا يمكن لـ«مايكروسوفت» الوصول إلى البيانات في المواقع دون إذن المتعامل.

تخطي الحدود

وأشار تحليل «زد دي نت» إلى أن الأمر تخطى الحدود، ليصبح موقع الشركة التي تقدم خدمة السحابة شيئاً خاضعاً للفحص الخاص، موضحاً أنه على سبيل المثال، حذر مركز الأمن السيبراني الوطني للحكومة البريطانية (نسك) من استخدام بعض منتجات مكافحة الفيروسات المستندة إلى السحابة من الشركات الروسية، كما حذر بشكل أوسع من استخدام الخدمات السحابية ضمن سلسلة التوريد الحكومية.

وأفاد في رسالة بعث بها رئيس مركز «نسك»، نساران مارتن، إلى رؤساء الخدمة المدنية في بريطانيا، بأن «بلد المنشأ مهم، لكنه ليس كل شيء، إذ إن هناك شركات غربية لديها مساهمون غير غربيين في سلسلة التوريد الخاصة بهم، بما في ذلك من الدول المعادية، لكن في مجال الأمن القومي هناك بعض المخاطر الواضحة حول الملكية الأجنبية، فالإدارات الحكومية قد لا تكون على دراية بأنها تستخدم خدمات قائمة على السحابة، ما يسهل عليها التغاضي عن طبيعة هذه المعاملات السحابية والآثار الأمنية المترتبة عليها».

طريقة التقديم

وذكر التحليل أن هناك أمثلة أخرى دالة على أن مزودي الخدمات السحابية مطلوب منهم أيضاً تغيير طريقة تقديم الخدمات بسبب القوانين المحلية، لافتاً إلى أن واحداً من أكثر الأمثلة عالية المستوى في هذا السياق هي خدمات «ويب أمازون»، حيث إنه في الشهر الماضي باعت شركة «أمازون» بعض البنية التحتية للحوسبة السحابية الأخرى في الصين لشركة «سينيت»، في صفقة بقيمة 300 مليون دولار. ورأى التحليل أن هذه الخطوة ضرورية من أجل الامتثال للوائح التكنولوجيا في البلاد، حيث يحظر القانون الصيني على الشركات غير الصينية امتلاك الحوسبة السحابية كتقنية، في حين افتتحت خدمات «ويب أمازون» مركزاً جديداً بمنطقة نينغيشيا الصينية، يتم تشغيله بواسطة تقنية شركة «نينغيشيا ويسترن» لبيانات الحوسبة.

انتشار ونجاح

ونقل التحليل عن نائب الرئيس في مؤسسة «451» البحثية، وليام فيلوس، أن هذا النمط الجديد في الحوسبة السحابية يعد انتشاراً ونجاحاً لا تفتيتاً، حيث من المتوقع أن تتغير الأمور لتمضي في هذا الاتجاه، موضحاً أنه بحلول عام 2019 ستصبح 90% من الأعمال العالمية منفذة ويجري تشغيلها في إطار شكل من أشكال الخدمات السحابية، بدلاً من 45% حالياً.

ولفت التحليل إلى أنه، وفقاً لمؤسسة «آي دي سي» البحثية العالمية، فإن عائدات الحوسبة السحابية عالمياً ستصل إلى 554 مليار دولار بحلول عام 2021، وهو رقم يعادل أكثر من ضعف العائدات المحققة خلال العام الماضي.

تويتر