تنافس «غوغل» و«فيس بوك» من خلال تطبيق للتسوق بالفيديو بالتحالف مع «أبل»

«أمازون» تسعى للسيطرة على سوق الإعلانات الرقمية عبر «المحمول»

«أمازون» تعد حالياً النسخ الأولية للتطبيق لتعمل مع «آي أو إس» و«أندرويد». من المصدر

كشفت وكالة «بلومبرغ»، أن شركة «أمازون» تعمل منذ ستة أشهر على خطة للسيطرة على سوق الإعلانات الرقمية عبر الهاتف المحمول التي تهيمن عليها شركتا «غوغل» و«فيس بوك»، ويقدر حجمها بنحو 129 مليار دولار، مشيرة إلى أن «أمازون» تستهدف انتزاع شريحة من تلك السوق لا تقل عن 25% منها خلال العامين الجاري والمقبل، من خلال تطبيق للتسوق الذكي بالفيديو عبر الهواتف المحمولة، أفاد من اطلعوا على النسخ الأولية من التطبيق بأنه «سيخطف أنظار الجميع». وأفاد تقرير بثه أخيراً قسم التقنية في «بلومبرغ»، بأن هجمة «أمازون» الجديدة تجري بالتحالف من شركة «أبل»، حيث يتم الإعداد للنسخ الأولية للتطبيق لتعمل مع نظام تشغيل «آي أو إس» الخاص بهواتف «آي فون» وأجهزة «أبل» المحمولة الأخرى، كما يجري التخطيط لإعداد نسخة من التطبيق تعمل على نظام تشغيل «أندرويد» في وقت لاحق.

فيديوهات مخصصة

وبحسب التفاصيل المسربة عن الخطة، فإن التطبيق الجديد يظهر مقاطع الفيديو القصيرة كاستجابة لعمليات البحث التي تتم عليه، وهي مساحة قيمة للمعلنين، لأن الأشخاص الذين يبحثون عن منتجات على التطبيق الذي يعمل بالفيديو، لديهم ميل أعلى للشراء من أولئك الذين يمرون عبر «فيس بوك»، أو يشاهدون مقاطع الفيديو على موقع «يوتيوب» التابع لـ«غوغل»، وبالتالي فالتطبيق الجديد يطبق فكرة الارتكاز على الفيديوهات المخصصة التي تظهر بها الإعلانات، بدلاً من الفيديوهات العابرة أو العارضة التي تتخللها بعض الإعلانات.

فرصة جديدة

من جهتها، رفضت كل من «أمازون» و«غوغل» و«فيس بوك» و«أبل» التعليق رسمياً على تلك التسريبات، لكن تقرير «بلومبرغ» نسب إلى مسؤولين في «أمازون» فضلوا عدم الكشف عن هويتهم القول إن «بيع المزيد من إعلانات الفيديو يفتح فرصة جديدة للإيرادات لقسم الإعلانات في (أمازون)، الذي يبيع في الغالب مساحة على الفيديو تتميز بشعارات العلامات التجارية وصور المنتجات والأوصاف التي تعادل اللوحات الإعلانية الرقمية، وهو ما يجعل إعلانات الفيديو المتوقعة تتشابه مع الإعلانات التلفزيونية، ومن ثم يمكنها تعميق قوة الترويج».

وأشار التقرير إلى أن التطبيق الجديد، يعد خطوة تخالف ما اعتادته «أمازون» خلال السنوات الماضية، حيث كانت تمتنع عن بيع مساحات إعلانية بالفيديو على موقعها، خوفاً من تعطيل تجربة التسوق، واستخدمت بدلاً من ذلك عروض السعر ووصف المنتج ومراجعات العملاء لتحديد المنتجات الأكثر بروزاً على صفحتها الرئيسة، وبالتالي أصبح الموقع بشكل متزايد نظاماً أساسياً للدفع مقابل التشغيل والبحث والشراء، مع تخصيص الجزء العلوي من الصفحة لأعلى مزايد، وهو تحول ساعد على زيادة أرباح «أمازون».

فيديو عبر الموقع

ووفقاً للتقرير، فإنه منذ نحو عامين بدأت «أمازون» إضافة المزيد من محتوى الفيديو المرتبط بالمنتج إلى موقعها، لمنع المتسوقين من التشويش على «يوتيوب» و«إنستغرام»، لمشاهدة عروض الفيديو وشهادات الأشخاص الذين يوصفون بـ«المؤثرين» وغير موجودين أو ليس لهم نشاط على موقع «أمازون».

وأوضح أن منشورات الفيديو على المنصات الأخرى تتسم بروابط إلى مواقع أخرى تبيع المنتجات بعيداً عن «أمازون»، حيث يمكن للمتسوقين شراء المنتجات من خلالها، لافتاً إلى أن هذا الوضع جعل «أمازون» تبدو مفتقرة إلى محتوى فيديو مميز يدخل كحلقة في سلسلة الترويج والبيع للمنتجات المعروضة من خلالها، ما جعل «أمازون» في موقف ضعف أمام العديد من المواقع الأخرى، في ما يتعلق بمشاركة المتسوقين واكتشاف المنتجات عبر الفيديو. وأضاف التقرير، أن «أمازون» بدأت تحسن من وضعية الفيديو كوسيلة للترويج عبر موقعها بعروض سعرية مغرية، منها عرض تكلفته خمسة سنتات لكل مرة يتم فيها تشغيل عرض فيديو إعلاني لمدة 60 يوماً.

منافس سريع النمو

أظهرت إحصاءات لشركة «إي ماركتير» المتخصصة في دراسات سوق الإعلانات الرقمية، أن شركة «أمازون» تعتبر منافساً سريع النمو، حيث تستحوذ فعلياً على 50% من جميع المبيعات عبر الإنترنت في الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن حصتها ستزيد في سوق الإعلانات الرقمية إلى 8.8% خلال العام الجاري، بدلاً من 6.8% في العام الماضي، وفي المقابل ستتراجع حصة شركة «غوغل» إلى 37.2% في عام 2019 بعد أن كانت 38.2% في عام 2018.

وأفادت «إي ماركتير» بأن «أمازون» بدأت تعزّز موقعها في سوق الإعلانات الرقمية كاستجابة للتغيرات التي تحدث في هذه السوق، حيث بدأ المعلنون يحولون إنفاقهم لمتابعة العدد المتزايد من الأشخاص الذين يشاهدون مقاطع الفيديو على الأجهزة المحمولة ويقومون بصنع مقتطفات فيديو قصيرة لجذب الأشخاص أثناء التنقل، متوقعة أن تنفق العلامات التجارية المعروفة ما يقرب من 16 مليار دولار على إعلانات فيديو المحمول خلال العام الجاري فقط، والتي تهيمن عليها «غوغل» و«فيس بوك».

تويتر