أعلنتها «إنفيديا».. والخدمة الجديدة تشغّل أعقد الألعاب عبر جهاز «شيلد» والحاسبات الشخصية الضعيفة

دمج «جي فورس ناو» و«شيلد تي في» في خدمة واحدة تشغّل 225 لعبة عبر الإنترنت

الخدمة الجديدة تتيح لهواة الألعاب الالكترونية الوصول لأقوى وأعقد الألعاب عبر خدمة الحوسبة السحابية. من المصدر

حققت شركة «إنفيديا»، إحدى أكبر الشركات العالمية المتخصصة في إنتاج بطاقات الرسوميات وتشغيل الألعاب الإلكترونية، تطوراً جديداً في عالم «الألعاب السحابية»، بإعلانها دمج وتوحيد خدمة «جي فورس ناو»، وخدمة الألعاب السحابية، المخصصة للعمل مع جهاز تشغيل الألعاب الذي تنتجه تحت اسم «تي في شيلد» ليعمل الاثنان عبر خدمة وتقنية واحدة، تتيح لهواة الألعاب الإلكترونية الوصول إلى ما يختارونه ويحبونه من أقوى وأعقد الألعاب عبر خدمة الحوسبة السحابية، من خلال حاسباتهم الشخصية، حتى إن كانت ضعيفة الإمكانات، أو من جهاز «شيلد تي في» على السواء.

وينطبق ذلك على 225 لعبة، من أشهر وأقوى الألعاب الإلكترونية عالمياً، ولا يتطلب الأمر سوى خط اتصال سريع بالإنترنت.

الخدمة الجديدة

225 لعبة

أكدت شركة «إنفيديا» أن الخدمة الجديدة تشمل، حتى الآن، 225 لعبة من أشهر وأقوى الألعاب الإلكترونية عالمياً، ولاتزال الخدمة في طور التجربة، ومتاحة مجاناً، على الرغم من أن «إنفيديا» قالت عند إطلاق خدمة «جي فورس ناو» أنها ستظل مجانية لمدة ثلاثة أشهر فقط.


«سوني» و«غوغل» و«مايكروسوفت» تحاول اللحاق.. و«إنفيديا» في الصدارة.

جاء إعلان «إنفيديا»، في بيان أصدرته أخيراً، ووصف محللون بموقع «بي سي ورلد» pcworld.com، الخدمة الجديدة بأنها خطوة تدفع «إنفيديا» إلى الأمام، وتضعها في صدارة مشهد «الألعاب السحابية» عالمياً، الذي تتنافس فيه بالفعل العديد من الشركات القائمة مثل السحابة «جاي كاي»، و«أونلايف»، و«جي كلستر»، و«جي كلاود»، و«كور أون لاين» وغيرها، كما تحاول «مايكروسوفت» و«غوغل» اقتحامه واللحاق به عبر خدمات وتقنيات، لاتزال في طور التجريب. ولتوضيح أهمية هذه الخطوة، يتطلب الأمر التعرض لمفهوم الألعاب السحابية، ثم خدمة «جي فورس ناو»، ثم خدمات جهاز «تي في شيلد»، ثم النتائج المترتبة على دمج الخدمتين معاً.

الألعاب السحابية

هي ألعاب متطورة تتطلب حاسبات ذات مواصفات متقدمة جداً لتعمل معها، ومساحات تخزينية كبيرة، ويكمن الفرق في أن المستخدم ليس بحاجة إلى تجهيز حاسب بمواصفات متقدمة لتشغيل تلك الألعاب، مثل بطاقات الرسومات العالية الأداء، أو حجم ذاكرة كبير جداً، أو حتى معالجات متفوقة، بل يحتاج إلى حاسب متصل بالإنترنت، كالحاسب المكتبي أو المحمول أو الهاتف الذكي أو مشغل الموسيقى أو غيرها، ومتصفح للاستمتاع بتلك الألعاب، ويطلق على الطريقة التي تعمل بها «اللعب السحابي».

وفي هذه الطريقة، تستخدم الشركة المقدمة لخدمات الألعاب السحابية أعداداً ضخمة من الأجهزة الخادمة العالية الأداء، وتقوم بتثبيت الألعاب عليها بشكل كامل، وتعمل تلك الأجهزة الخادمة بمعالجات متقدمة جداً، متوافقة مع المعالجات المطلوبة للعب بتلك الألعاب الإلكترونية.

وبمجرد أن يتصل المستخدم بتلك الأجهزة الخادمة، يعرض متصفحه اللعبة ويسمح له التفاعل معها. وتدور جميع العمليات الحسابية الخاصة باللعبة على الأجهزة الخادمة السحابية، بينما يكون دور حاسب المستخدم هو عرض الصورة على شكل فيديو تفاعلي، يسمح للمستخدم بالضغط على الأزرار أو أداة التحكم لإرسال الأوامر إلى الأجهزة الخادمة عبر الإنترنت، لتعالجها تلك الأجهزة وتعكس نتيجتها على عالم اللعبة، وتعرض الأثر أمام المستخدم.

«جي فورس ناو»

وظهرت خدمة «جي فورس ناو» من «إنفيديا» في يناير الماضي، كتجسيد لمفهوم «الألعاب السحابية» أو «اللعب السحابي»، ويتم فيها بث الألعاب من خوادم «إنفيديا»، للسماح لجهاز حاسب بسيط بتشغيل لعبة ثقيلة، حيث يتم الاتصال بين جهاز اللاعب والمنصة التي يتم تشغيل اللعبة عليها على الإنترنت، تماماً كما هي الحال في تشغيل الموسيقى عبر خدمة «سبوتيفاي»، أو الأفلام والمسلسلات عبر «نيتفليكس».

وتوفر هذه الخدمة العديد من المزايا للمتعاملين والشركات المقدمة لها، أبرزها أن المستخدم لن يضطر إلى شراء الألعاب، لكنه سيدفع كلفة استخدام اللعبة فقط، كما أن هذه التكاليف تختفي في حالة الألعاب التي تظهر بها الإعلانات، وبالإضافة إلى ذلك يحصل المتعاملون على إمكانية الوصول السهل للإصدارات الجديدة من الألعاب، لكن يشترط أن تقوم الشركة المقدمة للخدمة بتحديث مستمر لباقة الألعاب التي تقدمها.

«شيلد تي في»

ولدى شركة «إنفيديا» جهاز «شيلد تي في»، وهو جهاز متخصص في تشغيل الألعاب على غرار الأجهزة المماثلة الأخرى مثل «مايكروسوفت إكس بوكس» وغيره، وقامت «إنفيديا» بتزويده بخدمة خاصة للألعاب السحابية، تجعل مالكيه يشغلون بعض الألعاب الإلكترونية غير المحملة عليه ويمارسونها بطريقة «اللعب السحابي».

وكانت الخدمة مقصورة على بضع ألعاب لا تتجاوز 25 لعبة، وبطريقة مختلفة ومستقلة عن خدمة «جي فورس ناو»، وذلك مقابل ثمانية دولارات شهرياً.

ومن الناحية التاريخية، كانت خدمة «اللعب السحابي» على «شيلد تي في» أقدم من خدمة «جي فورس ناو».

الدمج والتوحيد

ومنذ يناير الماضي، والخدمتان تعملان بصورة منفصلة، فكان من يعمل على جهاز «شيلد تي في» لديه مكتبة خاصة من الألعاب، بعضها يشغلها محلياً على جهازه، وبعضها الآخر يشغله عبر الحوسبة السحابية، ومن يعمل على خدمة «جي فورس ناو» لديه مكتبة من الألعاب يمارسها بطريقة «اللعب السحابي» فقط، ولو تصادف أن هناك شخصاً سجل نفسه في خدمة «جي فورس ناو»، ويملك في الوقت نفسه جهاز «شيلد تي في»، فإنه لا يستطيع تكوين مكتبة موحدة من الألعاب، ولا يستطيع ممارسة الألعاب التي اشتراها وخزنها على «شيلد تي في» من حاسبه الشخصي المنزلي أو المحمول، والعكس.

وبقيام الشركة بدمج وتوحيد خدمتي «اللعب السحابي» في «جي فورس ناو»، و«تي في شيلد»، بات من الممكن ولأول مرة أن اللاعب الذي يمتلك جهازاً مخصصاً فقط لتشغيل الألعاب، أن يصل لألعابه ويمارسها من أي حاسب شخصي آخر، ذي مواصفات عادية، ويدفع ثمنها مرة واحدة فقط، سواء كان الثمن اشتراكاً شهرياً، أو ثمن نسخة كاملة لمرة واحدة.

ويتحقق ذلك لأن الخدمة الجديدة تحول كل ما يحوزه الشخص من ألعاب إلى خدمة اللعب والتخزين والتشغيل والدفع السحابي. فإذا كانت لديه مكتبة ألعاب على حاسبه الشخصي، سيتم نقلها وتخزينها وتشغيلها من «سحابة إنفيديا»، وإذا كانت لديه قائمة أو مكتبة ألعاب على «تي في شيلد»، فسيتم أيضاً نقلها وتخزينها وتشغيلها في المكتبة ذاتها على «سحابة إنفيديا»، واللعب يمكن أن يتم على هذا الجهاز أو ذاك.

ومن هنا تأتي أهمية وتأثير هذه الخطوة، لكونها تغير مفاهيم تصنيع وتشغيل الأجهزة المصممة خصيصاً لتشغيل الألعاب، وكذلك من مفاهيم وطرق تشغيل الألعاب القوية المعقدة على الحاسبات الشخصية، وربما تكون هذه الخطوة مقدمة لإزالة الفوارق بين أجهزة الألعاب والحاسبات الشخصية، وربط عالم الألعاب بكامله بطريقة «اللعب السحابي».

تويتر