«ستار فايتر» اعتبرت التفوّق في ألعابها طريقاً مباشراً للحصول على عروض بوظائف جذابة

ألعاب الفيديو وسيلة جديدة للوصول إلى أفضل المرشحين للوظائف

صورة

لم يعد سبيل التقدم للوظائف قاصراً على كتابة سيرة ذاتية أو إعداد حساب مكتمل في موقع «لينكد إن» أو غيره من الوسائل التقليدية، إذ تنضم ألعاب الفيديو إلى وسائل اختيار المرشحين لشغل الوظائف، وقد تضمن المهارة في ألعاب الفيديو حصول البعض على وظائف طالما حلموا بها.

وتأسست الأسبوع الماضي شركة «ستار فايتر» Starfighter التي تسعى لإنتاج ألعاب يُمكن فقط للموهوبين في البرمجة التفوق فيها، ويُمكن لمن يمتلكون الاستعداد الطبيعي التعلم أثناء اللعب، ويعني تحقيقهم للنجاح في اللعبة امتلاكهم المؤهلات اللازمة لوظائف بعينها.

ألعاب «ستار فايتر»

وتعتمد بنية ألعاب «ستار فايتر» على تقديم قصص. وقال الرئيس التنفيذي للشركة وأحد مُؤسسيها، باتريك ماكينزي: «ستتظاهر كما لو كنت جاسوساً طوال اليوم، وقد تكون القصة اختراقك للتقنية التي تُؤمن أسرار دولة، لكنها ستكون التقنية نفسها التي تُستخدم لتأمين مصرف في العالم الحقيقي».

ويقوم ذلك على افتراض أن تمكن اللاعبين من اختراق برمجيات معينة أثناء اللعب يعني استطاعتهم حمايتها في العالم الحقيقي، وستُوجه «ستار فايتر» أفضل اللاعبين ــ في حال رغبتهم ــ إلى وظائف تتناسب مع مهاراتهم.

وأوضح بيان إطلاق الشركة أن التفوق في ألعاب «ستار فايتر» هو طريق مباشر للحصول على عروض بوظائف جذابة من أفضل شركات التكنولوجيا في العالم؛ لأنه يُثبت دون أن يدع مجالاً للشك، القدرة على أداء العمل الذي تحتاج إليه هذه الشركات.

وستُوفر «ستار فايتر» ألعابها مجاناً، وتجذب اللاعبين بغرض المتعة وحدها في غياب أي رسوميات مبهرة. وبينما لم تُحدد الشركة بعد المهارات التي ستختبرها ألعابها، طور مُؤسسوها بالفعل لعبة باسم «ميكرو كوربشن» Microcorruption تقوم قصتها على ضرورة اختراق اللاعبين لمخازن مُوزعة في مختلف أنحاء العالم، ومليئة بالنقود.

ويتعين على اللاعبين الدخول إلى المستودعات التي يتحكم في فتح كل منها تطبيق للهواتف الذكية، وذلك دون معرفتهم للرمز السري. وتمكن بالفعل 182 لاعباً فقط من بين 12 ألفاً و224 لاعباً من تخطي أصعب مستوى. وستتواصل الشركة مع المتفوقين لربطهم بشركات تتعامل مع «ستار فايتر»، وتدفع لها رسوماً للوصول إلى مرشحين لوظائفها.

معايير محايدة

ويُوفر الاعتماد على الألعاب من أجل التوظيف مزايا، منها بحث الشركات عن الموهوبين بناءً على معايير أكثر أهمية من الجامعات التي التحقوا بها ودرجاتهم الدراسية، وهي الأمور التي تُظهرها السير الذاتية. وإضافة إلى ذلك فإنه يُمكن للاعتماد على الألعاب الإسهام في منع التمييز بين المتقدمين للوظائف.

وأثبتت مثل هذه الاختبارات قيمتها في ساحةٍ أخرى، هي اختبارات الانضمام إلى فرق الـ«أوركسترا» المحترفة. وخلال السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، بدأ المتقدمون للاختبارات بالجلوس خلف ستار، وحتى ذلك الوقت بلغت نسبة النساء من بين العازفين في أهم خمس فرق أميركية للأوركسترا 5% فقط، في حين وصلت نسبتهن حالياً إلى 25%.

نظام «كناك»

وفي الوقت نفسه، تُطور شركة «كناك» Knack، التي تتخذ من مدينة بالتو ألتو في ولاية كاليفورنيا الأميركية مقراً لها، ألعاباً للهواتف الذكية، وتكوّن عن كل لاعب ملفاً من الأوصاف أثناء اللعب يتضمن مقاييس لجوانب منها القدرة على القيادة، وحل المشكلات والتخطيط، ويُمكن ربط هذه الملفات بأصحاب الأعمال الباحثين عن سمات مُشابهة.

وأشار مؤسس «كناك» ورئيسها التنفيذي جاي هالتفك، إلى محاولة الشركة تقديم ترشيحات للوظائف بالطريقة نفسها التي يقدم بها «نيتفليكس» توصيات للأفلام.

واستعانت مبادرة «تك هير» TechHire التي أطلقتها إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بنظام «كناك» لمساعدة الأقليات والنساء والمحاربين القدماء في الحصول على وظائف في قطاع التكنولوجيا كانت لا تُتاح أمامهم عادةً.

وقال هالفتك إن لدى «كناك» براءات اختراع تسمح لها بدمج تقنيتها في ألعاب أخرى، الأمر الذي يفتح المجال لحصول اللاعبين المتميزين في ألعاب يحبونها مثل «هالو» و«ليج أو ليجندز» على فرص للعمل.

وتستعد شركة «كابكو» Capco لاستشارات الإدارة في مدينة نيويورك للاستعانة بنظام «كناك» في الوصول إلى مرشحين لشغل الوظائف الجديدة.

ويتوافر لدى «كناك» ملفات شخصية بأداء أفضل مديري «كابكو» أداءً في الألعاب، ومن ثم تُقارن مستواهم بمختلف اللاعبين في نظامها، وحين تتوصل إلى مستوى مُشابه، فإنها تتواصل مع اللاعبين من خلال رسالة نصية تُخبرهم بملاءمتهم لشغل وظيفة في «كابكو» حال رغبتهم في التقدم إليها. واعتبر هالفتك أن تلقي مثل هذا الإشعار يُسعد كثيراً، لأنه يعني التقدم بخطوات على الآخرين، ووجود احتمالات فعلية للنجاح.

 

تويتر