عبر 3 محاور أبرزها استخدام مواد معاد تدويرها وتقنيات تطيل زمن البطاريات
شركات للهواتف الذكية تتوسع في معايير الاستدامة بمنتجاتها

شركات للهواتف تتبنى تقنيات للذكاء الاصطناعي تتيح إطالة زمن استخدام البطاريات. أرشيفية
شهدت أسواق التقنية خلال الفترة الأخيرة مظاهر تنافسية لافتة بين الشركات المنتجة للهواتف الذكية، في التوسع بتبني معايير الاستدامة في منتجاتها بمختلف فئاتها المطروحة في الأسواق.
وشملت مظاهر التنافسية توسعاً للشركات، انتشرت في الأسواق بشكل تدريجي، في تطبيق معايير الاستدامة عبر محاور مختلفة أبرزها ثلاثة محاور رئيسة تضمنت استخدام مواد معاد تدويرها أو قابلة لإعادة التدوير سواء بمنتجات الأجهزة أو عبوات التغليف لتلك الأجهزة، إضافة إلى تبني تقنيات للذكاء الاصطناعي تتيح إطالة زمن استخدام البطاريات وصلاحية استخدامها، وتركز المحور الثالث في تخفيض المحتويات المرفقة بعلب الهواتف خصوصاً الشواحن أو الأغطية البلاستيكية المخصصة للهواتف.
وقال خبيران للتقنية لـ«الإمارات اليوم»، إن تبني الاستدامة أصبح بشكل تدريجي محوراً تنافسياً مهماً لشركات التقنية يواكب التوجهات العالمية المحفزة لتوجهات الاستدامة وتقليل الانبعاثات الكربونية، وتقليل النفايات الإلكترونية.
وحذرت تقارير دولية متعددة من كون صناعة الهواتف والأجهزة الإلكترونية تتسبب في إنتاج كميات ضخمة من غازات الكربون، خصوصاً ثاني أكسيد الكربون، سواء عند الحصول على المواد المستخدمة في عمليّة الإنتاج واستخدام الأجهزة الإلكترونية، أو من خلال المخلفات الإلكترونية بكميات كبيرة والناتجة عن انتشار تلك الأجهزة وسرعة استبدالها.
وكانت شركات تقنية مختلفة قد بادرت في تبني معايير الاستدامة عبر معايير مختلفة، إذ اتجهت شركة «أبل» الأميركية منذ فترة إلى إزالة الشاحن أو محول الطاقة من عبوات هواتفها في إطار الحفاظ على البيئة، واتجهت شركة «سامسونغ» لتبني تلك السياسات، تلتها شركات أخرى في إزالة سماعات الأذن السلكية من العبوات وبدأت شركات في إزالة أغلفة الحماية أو الأغطية البلاستيكية المخصصة للهواتف مع تصغير حجم صناديق الهواتف والتقليل من المرفقات بتلك الصناديق.
وتبنت شركات عدة استخدام مواد معاد تدويرها، ومواد يمكن إعادة تدويرها في تصنيع الهواتف وأبرزها شركة «إتش إم دي» المنتجة لهواتف «نوكيا» عبر دمج المواد المعاد تدويرها، وبشكل أساسي الألمنيوم والبلاستيك في عمليّة تصنيع المنتجات، لتطلق منتجات للهواتف تعتمد نسب كبيرة منها على مواد معاد تدويرها وأجزاء قابلة لإعادة التدوير، وتبنت شركات مختلفة تلك التوجهات، مع اتباع سياسات تعتمد على تحفيز مستخدمي منتجاتها على التعامل مع مراكز الصيانة والإصلاح لمنتجاتها لتقليل المخلفات الإلكترونية.
وتبنت شركات أخرى، أبرزها «أوبو» و«هواوي»، و«شاومي»، سياسات استخدام تقنيات وأنظمة للذكاء الاصطناعي لإطالة فترة صلاحية بطاريات الهواتف الذكية واستخدامها.
وقال رئيس معهد أبحاث «أوبو» المنتجة للهواتف الذكية، جيسون لياو، إن «تبني سياسات الاستدامة والتوسع في تطبيقها شمل خططاً تعتمد على دمج التقنيات المستدامة في المنتجات، ومن أبرز الأمثلة على ذلك تقليل البلاستيك في العبوات، وإطالة عمر بطارية الهاتف الذكي باستخدام محرك صحة البطارية الذي طورته (أوبو)، بحيث يمكن استخدام الهواتف الذكية لفترة أطول لتقليل النفايات الإلكترونية».
وقال خبير التقنية، حيدر نظام، إن «الاستدامة أصبحت بشكل تدريجي محوراً مهماً لتوسعات في شركات التقنية خلال الفترات الأخيرة بمواكبة التوجهات العالمية في تبني التقنيات الداعمة للاستدامة وتقليل النفايات الإلكترونية»، مبيناً أن «التوسع باستخدام الذكاء الاصطناعي دعم بشكل كبير الاعتماد على تلك التقنيات في تطبيق وظائف جديدة تدعم الاستدامة».