رغم انه من أكثر المواقع تأثيراً في العالم

«تويتر» لا يهتم كثيراً بأمن الموقع وخصوصية وصدقية المعلومات

«تويتر» غارق في حملات المعلومات المضللة المنسّقة بصورة جيدة. رويترز

خلال الأسابيع التي سبقت إطلاق «تويتر»، لبرنامج تدقيق الحقائق لمكافحة المعلومات المضللة، حذّر خبراء في الشركة، المديرين، من أن المشروع يمكن استغلاله بسهولة من قِبل أنصار «نظرية المؤامرة».

ولكن تلك التحذيرات، التي ذهبت أدراج الرياح، كادت أن تتحقق، ففي الليلة التي سبقت إطلاق مشروع «بيرد واتش» المخصص للمراقبة عام 2021، علم المهندسون والمديرون أنهم تقبلوا عن غير قصد الطائفة المتطرّفة المؤيدة لنظرية المؤامرة المعروفة باسم «كوانون» إلى البرنامج.

وظهرت تفاصيل الخطأ الوشيك على «بيرد واتش» كجزء من شكوى كبيرة، تم تقديمها في شهر يوليو من قِبل المسؤول السابق عن أمن «تويتر»، بيتر زاتكو. وكان قد تم تكليفه بمراجعة خارجية لقدرات «تويتر» لمكافحة المعلومات المضللة وتم تضمينها في شكواه. وحصلت صحيفة «واشنطن بوست» على المراجعة وعلى الشكوى من موظفي «الكونغرس».

وعلى الرغم من أن ادعاءات زاتكو بوجود إخفاقات أمنية في «تويتر»، التي تم الإبلاغ عنها أولاً، من قِبل «واشنطن بوست»، ومن ثم محطة «سي إن إن» الإخبارية، حظيت باهتمام واسع، فإن المراجعة المتعلقة بالمعلومات المضللة لم يكترث إليها أحد. ومع ذلك فإنها تسلط الضوء على مشكلة أساسية تتعلق بخدمة «تويتر» التي بدأت قبل 16عاماً، وتتمثل في أنه على الرغم من دورها في استضافة آراء عدد من أهم القادة السياسيين، والمديرين التنفيذيين والصحافيين، فإن «تويتر» لم يكن قادراً على إنشاء الحماية المناسبة التي تتوافق مع التأثير الاجتماعي الكبير للموقع، ولم تظهر قيادته الإرادة الفعلية للقيام بذلك.

وأشار المسؤولون التنفيذيون لـ«تويتر» في البداية إلى أنها «جناح حرية التعبير لحزب التعبير الحر»، على الرغم من أن هذه الروح تم تخفيفها مع مرور السنوات، إذ أذعنت الشركة لتهديدات أطلقتها مجموعات من الروس، إضافة إلى تغريدات الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب. ولكن أول حظر للتغريدات حدث عام 2020، عندما حظر «تويتر» معلومات كاذبة ومزيفة حول جائحة «كورونا». وقال موظفون سابقون في «تويتر»، إن الخصوصية والأمن وسلامة المستخدمين من الأضرار التي كان ينظر إليها، باعتبارها أفكاراً غير مهمة بالنسبة لإدارة «تويتر»، حتى أن الرئيس التنفيذي آنذاك، جاك دورسي، شكك في قرار كبار نوابه، بتعليق حساب ترامب نهائياً، بعد أعمال الشغب في السادس من يناير 2021، في مبنى «الكابيتول» الأميركي، واصفاً إسكات الرئيس بأنه «خطأ».

ويؤكد تقرير المراجعة، الذي أصدرته مجموعة «اليثا جروب»، وهي شركة تحارب تهديدات المعلومات المضللة، هذا المعنى، حيث تصور «تويتر» باعتبارها شركة غارقة في حملات المعلومات المضللة المنسقة بصورة جيدة، وتفتقر إلى الأدوات الهندسية والقوة البشرية، وتواجه التهديدات من كل من «غوغل» و«فيس بوك» الممولتين بصورة أفضل منها بكثير.

ويصف التقرير تحديات التوظيف الشديدة، التي تتضمن عدداً كبيراً من المناصب الشاغرة في «الفريق المتخصص في حماية الموقع»، وهي واحدة من الوحدات المسؤولة عن ضبط المعلومات المضللة. ويسلط الضوء على النقص الحاد في القدرات اللغوية، لدرجة أن العديد من مشرفي المحتوى لجأوا إلى مترجم «غوغل» لسد النقص.

تويتر