بسبب تداعيات «كورونا» خلال الربع الثاني

مبيعات الحاسبات الخادمة تنمو 19.8%.. وأنظمة التخزين تتراجع 5%

العمل عن بُعد يدعم بيع 3.2 ملايين خادم قيمتها 24 مليار دولار. ■من المصدر

شهدت سوق الأجهزة ومعدات تقنية المعلومات، تناقضات غير مسبوقة خلال الربع الثاني من العام الجاري، أبرزها النمو الملحوظ في مبيعات وأحجام الحاسبات الخادمة الذي بلغ 19.8%، والتراجع والانكماش في مبيعات وأحجام أنظمة التخزين الذي بلغ 5%، وذلك خلال الربع الثاني من العام الجاري.

وهذا الأمر يخالف الوضع السائد بالسوق، حيث كان النمو في الحاسبات الخادمة يرافقه دوماً نمو موازٍ في أنظمة التخزين. وأرجع خبراء هذه التقلبات إلى التداعيات المترتبة على وباء «كورونا»، وما صاحبها من فترات توقف عن العمل، ثم موجة واسعة للعمل عن بُعد.

التوجه العام

ورصد محللو مؤسسة «آي دي سي» الدولية، التي تعد من أكبر مؤسسات بحوث سوق تقنية المعلومات عالمياً، هذه الظاهرة في تقريرين منفصلين، تم نشرهما على موقع الشركة أخيراً، وتبيّن منهما أن التوجه العام في السوق خلال الربع الثاني من العام، هو التوسع في أنشطة الحوسبة السحابية، والانكماش في الأنشطة التي تتم محلياً داخل المؤسسات والشركات.

نمو المبيعات

وأوضح التقرير الخاص بحالة الحاسبات الخادمة، أن مبيعاتها عالمياً قد بلغت 24 مليار دولار خلال الربع الثاني للعام الجاري «أبريل ـ يونيو»، مسجلة بذلك معدل نمو قدره 19.8%، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019.

ومن حيث عدد الوحدات المباعة، قفز العدد الى 3.2 ملايين وحدة، مسجلاً معدل نمو قدره 18.4%، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019.

وعلى مستوى القطاعات الفرعية للحاسبات الخادمة، سجلت الخوادم كبيرة الحجم مبيعات قدرها 18.7 مليار دولار، بمعدل نمو قدره 22.1%. فيما حققت مبيعات الخوادم متوسطة الحجم مبيعات قدرها 3.3 مليارات دولار، بمعدل نمو سلبي قدره 0.4%. أما الحاسبات الخادمة المصنفة على أنها «أنظمة خاصة متطورة»، فحققت مبيعات قدرها 1.9 مليار دولار، بمعدل نمو بلغ 44.1%، وهذه الأرقام جميعاً مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

ورصد التقرير أيضاً ظاهرة لافتة أخرى، وهي تراجع عائدات الشركات الكبرى المصنعة للحاسبات الخادمة وأنظمتها المتقدمة مثل «ديل» و«إتش بي» للمؤسسات، والتي تعمل بالأساس في البيع للمؤسسات والشركات، وتدعم بنيتها المعلوماتية التحتية الداخلية، حيث انخفضت عائدات «إتش بي» للمؤسسات بنسبة 10.7%، كما انخفضت عائدات «ديل» بنسبة 15%، وعائدات «نيت آب» بنسبة 10.4%.

في المقابل، ارتفعت عائدات كل من الشركات المصنعة الأقل حجماً وحصة في السوق، مثل «لينوفو» التي حققت معدل نمو قدره 21% بفضل مبيعاتها داخل الصين، و«آي بي إم» التي حققت نمواً بنسبة 22% بفضل قوة أجهزتها الجديدة من طراز «زد».

وكانت المفاجأة الأكبر في الارتفاع الكبير بمبيعات الشركات الصغيرة من خارج العلامات التجارية الكبرى، والتي تقدم خدمات متقدمة وتخصصية، ويطلق عليها شركات «أو دي إم» أو «مصنعو التصميم الأصليون»، حيث زادت مبيعات هذه الفئة بمعدل 64.1% كمتوسط عام، لتصل قيمة مبيعاتها الى سبعة مليارات دولار.

أنظمة التخزين

وتراجعت مبيعات أنظمة التخزين خلال الربع الثاني بنسبة 5%، حيث حققت مبيعات قدرها 6.262 مليارات دولار، مقارنة مع 6.591 مليارات دولار في الفترة نفسها من عام 2019، بفارق 329 مليون دولار. وكان السبب الرئيس وراء ذلك هو ضعف الطلب على هذه الأجهزة داخل المؤسسات والشركات، ما جعل الشركات المصنعة لأنظمة التخزين، تفشل في الحفاظ على مبيعاتها في هذا القطاع. وبحسب دراسة «آي دي سي»، فإن شركات «أو دي إم» أو مصنّعي التصميم الأصليين، حققت مبيعات أفضل في هذا القطاع أيضاً، لكن هذا النمو لم يمنع تراجع المبيعات بالقطاع ككل.

مبيعات أنظمة التخزين

قال مدير البحوث في «آي دي سي»، سيباستيان لاجانا، إن الانخفاض في مبيعات أنظمة التخزين، جاء بسبب التأثيرات المرتبطة بوباء «كورونا» في جميع أنحاء العالم، والتي عرقلت إنفاق المؤسسات على أنظمة التخزين، جراء الإغلاق التام لمقار ومواقع الشركات، ثم التوسع في العمل عن بُعد، ومن ثم لم يعد هناك وجود لأي شخص بمقار الشركات، لاستخدام المعدات أو حتى تثبيتها.

تويتر