ترتبط بـ 6000 وحدة تحكم لتشغيل شبكة فضائية تبث الإنترنت إلى الأرض

32 ألف حاسب في الفضاء تعمل بنظام «لينكس»

من المقرر أن يصل عدد حاسبات «لينكس» العاملة في الفضاء إلى مليوني حاسب. من المصدر

كشفت شركة «سبيس إكس» عن وجود 32 ألف حاسب في الفضاء، تعمل بإصدار خاص من نظام التشغيل «لينكس»، وفق مفهوم الحوسبة الموزعة، التي تتحوّل فيها الحاسبات الصغيرة، إلى أجزاء مترابطة تعمل معاً كحاسب واحد عملاق، موضحة أنه توجد مع تلك الأجهزة أيضاً 6000 وحدة تحكم إلكترونية دقيقة، تعمل معها جنباً إلى جنب في خدمة 480 قمراً اصطناعياً موجوداً في الفضاء حالياً، حيث يشكل الجميع النواه الأولى للبنية التحتية اللازمة لتشغيل شبكة «ستار لينك» للإنترنت الفضائية، المخطط أن يتم بثها إلى الأرض عبر 32 ألف قمر اصطناعي، كما مخطط أن يعمل معها نحو مليوني حاسب «لينكس».

جاء ذلك، خلال جلسات نقاش مفتوح، نظمها مهندسو البرمجة للرحلة الفضائية الأخيرة، التي نفذتها «سبيس إكس»، مع جمهور الإنترنت حول العالم، من خلال خدمة موقع «ريدت».

«الحوسبة الموزعة»

وفقاً للمراجعة التي أجرتها، «الإمارات اليوم»، لما دار في الجلسات التي استمرت ثلاثة أيام، تبيّن أن فريق «سبيس إكس» تلقى خلال يومين أكثر من 7000 سؤال وتعليق، من مبرمجين وخبراء وعلماء من مختلف أنحاء العالم.

وكان من أبرز ما كشفت عنه النقاشات أن كل عملية إطلاق شهرية لـ60 من أقمار «ستار لينك» التي ستبث الإنترنت إلى الأرض، تحمل 4000 حاسب تعمل بأنظمة تشغيل «لينكس»، ومع عملية الإطلاق الأخيرة، يكون عدد الأقمار الاصطناعية من الجيل التالي التي تم إطلاقها فعلياً وصل إلى 480 قمراً، أطلق معها 32 ألف حاسب، تعمل جميعها بإصدار خاص من أنظمة «لينكس»، تم تطويرها خصيصاً داخل شركة «سبيس إكس»، لتصبح أنظمة تشغيل في الوقت الحقيقي «آر تي أو إس»، ويتم تشغيلها بمفهوم «أنظمة الحوسبة الموزعة»، التي تجعل العديد من الحاسبات الصغيرة الموزعة، تترابط معها في شبكة كبيرة واحدة، لتعمل كحاسب واحد عملاق، تتقاسم تنفيذ مئات الآلاف من المهام، في إطار عمل منسق.

وحدات تحكم

ويعمل مع تلك الأنظمة الموزعة 6000 وحدة تحكم دقيقة، فيما من المستهدف أن يرتفع عدد الأجهزة ووحدات التحكم، مع ارتفاع عدد الأقمار الاصطناعية المخطط إطلاقها، ليصل عددها إلى 800 قمر في نهاية صيف 2020، لتشكل النواة الأولى لشبكة «ستار لينك»، التي ستعمل في نطاق الجزء الشمالي من الكرة الأرضية، وتوفر تغطية للولايات المتحدة في المرحلة التجريبية، كما ستبث خدمة الإنترنت إلى نحو مليون محطة استقبال على الأرض داخل أميركا، ثم يرتفع عدد الأقمار الاصطناعية إلى 32 ألف قمر خلال السنوات المقبلة، وعندها سيصل عدد حاسبات «لينكس» العاملة في الفضاء إلى مليوني حاسب، ليجري بث الإنترنت من الفضاء لجميع أنحاء كوكب الأرض.

لغات البرمجة والمعالجات

وأوضح فريق البرمجة في «سبيس إكس» أن مركبة «دراغون» الفضائية تعمل بنظام تشغيل «لينسك» مع برنامج طيران مكتوب بلغة البرمجة «سي بلس بلس»، بينما واجهات شاشات اللمس التي ظهر رواد الفضاء وهم يستخدمونها أثناء الرحلة، مكتوبة بلغة «جافا سكريبت» ونواة «كروميوم» البرمجية التي طورتها شركة «غوغل» لبرامج التصفح، لكن بعد إدخال كثير من الإضافات والتحسينات إليها، لتضم مكتبة تفاعلية داخلية، تدير الواجهات التفاعلية أمام رواد الفضاء.

غير أن الفريق لم يكشف عن تفاصيل المكونات الداخلية للحاسبات العاملة على «دراغون»، أو تلك التي تستخدم في شبكة «ستار لينك»، كوحدات المعالجة المركزية، ووحدات الذاكرة، ووحدات التخزين، ووحدات معالجة الرسوميات، لكن ألمح إلى أنها لن تختلف كثيراً عن وحدات المعالجة المركزية والرسوميات والمكونات المستخدمة في محطة الفضاء الدولية، والمصممة لكي تتحمل الأشعة الكونية في الفضاء.

حماية من الاختراق

قال مدير أمن المعلومات في شركة «سبيس إكس»، جيف ديكستر، إنه مع انتقال خدمة النطاق العريض من شبكة «ستار لينك» إلى مرحلة التشغيل في الأشهر المقبلة، سيصبح الأمان والحماية مشكلة حاسمة بالنسبة لـ«سبيس إكس»، لذلك تم تصميم كل قطعة من الأجهزة في نظام الشركة لـ«الأقمار الاصطناعية والبوابات ومحطات المستخدم»، لتشغيل البرامج الموقعة من قبل الشركة فقط، بحيث لن يتمكن أي مهاجم من اخترق النظام، فضلاً عن تصميم نظام لاستخدام التشفير الشامل لبيانات المستخدمين لجعل اقتحام القمر الاصطناعي أو البوابة أقل فائدة للمهاجم الذي يريد اعتراض الاتصالات.

تويتر