«سيسكو»: ضغوط أزمة «الفيروس» تتطلب بناء مهارات حرجة جديدة

«كورونا» يستحدث مجموعة وظائف جديدة لمهندسي الشبكات

«الشبكات القائمة على النوايا» هي التي تفهم وتتعلم سلوك مستخدميها وتتنبأ بنياتهم.■من المصدر

ألقى فيروس كورونا المستجد (كوفيدـ19) بظلاله على عالم شبكات المعلومات، وأحدث تغييراً في التوجهات الجديدة، المتوقع أن تكون الأكثر شيوعاً وأهمية بهذا المجال خلال عام 2020.

وجاء في صدارة هذه التغييرات، الدفع بمجموعة وظائف لمهندسي الشبكات لم يسمع بها أحد من قبل، منها «الأوركسترالي»، و«المترجم»، و«المحقق»، و«الوصي»، و«القائد العام»، والتي تعمل جميعاً من أجل ضمان أكبر قدر من كفاءة أداء الشبكات تحت الضغوط الجديدة التي فرضها الفيروس، مثل العمل عن بُعد، والاستخدام الكثيف لمؤتمرات الفيديو، وما يصاحب ذلك من تهديدات أمنية واسعة النطاق.

هذا ما أكده تقرير صدر عن شركة «سيسكو» العالمية، المتخصصة في مجال بناء وتشغيل شبكات المعلومات وإنتاج مكوناتها المختلفة، ونشر على موقعها cisco.com.

وذكرت الشركة أنه يتم، حالياً، تشكيل مستقبل وظائف مهندسي شبكات المعلومات جزئياً، من خلال الضغوط والمطالب الحالية الناشئة عن طريقة تعامل الشركات مع وباء «كورونا»، ومن خلال التغيير السريع في طريقة بناء الشبكات، إذ بات مهندسو الشبكات بحاجة ماسة إلى بناء العديد من المهارات الحرجة الجديدة بوتيرة متسارعة، مع التركيز المتزايد على الخلط بين الأمن ومهارات البرامج العاملة في الجيل الجديد من الشبكات، المعروف باسم «الشبكات القائمة على النوايا».

وحدد التقرير خمس وظائف جديدة لمهندسي شبكات المعلومات، على النحو التالي:

مترجم الأعمال

تتمثل مهام هذا المهندس في تلقي احتياجات العمل داخل الشركة من القائمين على التخطيط لأعمال الشركة وإدارتها في الفريق الإداري والإنتاجي، ثم دراستها وفهمها، وترجمتها إلى سياسات وإجراءات تقنية تضمن أن تقدم الشبكة أعلى مستوى ممكن من الكفاءة والاستجابة والامتثال لاحتياجات العمل. ويقدم «مترجم الأعمال» هذه «الترجمات» اليومية والمتوسطة والطويلة الأجل إلى فريق تقنية المعلومات لتنفيذها، ويعمل أيضاً على استخدام بيانات الشبكة للابتكار، والمساعدة في دمج الأعمال مع تقنية المعلومات.

الوصي على الشبكة

مهمة هذا المهندس بناء جسر للربط بين أعمال الشبكة وأمن المعلومات الخاص بها، وبما يتداول داخلها من بيانات ومعلومات، وما يجري تشغيله خلالها من نظم وتطبيقات.

ويعمل هذا المهندس بمفهوم ومهارات تعرف بـ«سيك أوبس» أو القدرة على التأمين أثناء التشغيل، ويكون هو النقطة التي تلتقي فيها أعمال الشبكات وأعمال التأمين معاً، ويكون الوصي في تصميم ذلك، فيسحب ويدفع كميات هائلة من البيانات، ويحللها، ثم يتخذ إجراءات لتحديد الأخطاء أو التكيف مع المهاجمين.

أوركسترالي الشبكة

المقصود بذلك هو المهندس الذي يمتلك المهارات التي تجعله قادراً على فهم احتياجات العمل الآنية، والتنسيق بين كل مكونات الشبكة، من أجهزة ومعدات وبرمجيات، وخطوط ربط، لتعمل جميعاً كمنظومة سلسة تحقق سياسات العمل وأهدافه، كما لو كانت فرقة «أوركسترا» تعزف لحناً واحداً من آلات موسيقية متنوعة.

محقق الشبكة

يقصد به المهندس الذي يقوم بمهام ضبط أدوات الحفاظ على كفاءة الشبكة، التي تستخدم التحليلات المتقدمة والذكاء الاصطناعي، لضمان تحقيق الشبكة هدف الأعمال. وهو يعمل بصورة ملتصقة مع مسؤولي عمليات إدارة خدمات تكنولوجيا المعلومات، وفرق «سيك أوبس» أو التأمين أثناء التشغيل، لتحديد الحالات الشاذة للشبكة، وإغلاق الثغرات الأمنية المحتملة، ومثله مثل حارس الشبكة، فإنه يستخدم البيانات بشكل استباقي لتحديد الأخطاء والهجمات.

قائد عام الشبكة

تظهر هذه النوعية من المهندسين في الجيل الجديد من الشبكات، المعروف باسم «الشبكات القائمة على النوايا»، أي الشبكات التي تفهم وتتعلم سلوك مستخدميها وتتنبأ بنياتهم وتحدد أوضاع الشبكة بناء عليها، وبالتالي فهو يحتاج إلى وحدة تحكم عامة، تحت قيادة شخص يقوم بدور قائد عام الشبكة، ويكون مسؤولاً عن جميع عمليات الوظائف الأربع السابقة، وتشغيل وحدة التحكم والشبكة الأساسية.

«مهندس مختلط»

قال المدير في «سيسكو» بمجال الخدمات المتميزة، جو كلارك: «يتم عادة التعامل مع أجزاء من هذه المهام من قبل أشخاص مختلفين، لكن الواقع الحالي يفرض الحاجة إلى (مهندس مختلط)، للتعامل مع مجموعة من الواجبات معاً».

وأوضح: «قد تكون النية عقد مكالمات فيديو عالية الجودة من مساحة عمل بعيدة، ثم يتقرر في لحظة نقلها من مكان إلى آخر، وفي الوقت نفسه يستخدم العديد من الأشخاص أدوات العمل التشاركي القائمة على الحوسبة السحابية، وأدوات مشاركة الملفات التي لم يسبق لهم استخدامها من قبل، وذلك كله أثناء مكالمة الفيديو، وهنا فإن الشبكة لا تفهم ذلك، لكن يمكن للمهندس أن يقوم بتكوين متعدد الخطوات لتحقيق ذلك، مع ضمان كيفية التعامل مع الأمن، والتحكم في النطاق الترددي، وجودة الخدمة، واستخدام التحليلات والميكنة معاً، وهذا يتطلب شبكة سريعة الحركة والاستجابة للاحتياجات الجديدة».

تويتر