لمصلحة «زووم» و«هانغ آوت» و«هوم بارتي»

«كورونا» يدفع «سكايب» إلى الخلف في مؤتمرات الفيديو

«سكايب» يعيش صراعاً داخلياً في «مايكروسوفت». ■غيتي

مع موجة النمو في استخدامات برامج وتطبيقات مؤتمرات الفيديو الحية، المصحوبة بأدوات الدردشة وتبادل الملفات، والتي ظهرت بصورة متوازية مع انتشار فيروس «كورونا»، عجز أكبر تطبيقات مؤتمرات الفيديو وأكثرها عراقة «سكايب» عن مسايرة تحديات اللحظة، وبدا أنه يفقد الفرصة، وتنحسر عنه الأضواء، أمام منافسين جدد، مثل تطبيقات «زووم»، و«هوم بارتي»، و«غوغل هانغ آوت»، و«مايكروسوفت تيم».

وتوقع محللون أن «سكايب» الذي جاوز عدد مستخدميه 300 مليون مستخدم، بدأ رحلة الانزواء، نتيجة الصراع الداخلي في شركة مايكروسوفت الأميركية المالكة للتطبيق حالياً حول مستقبله، ووضعيته كخيار أساسي للشركة في تطبيقات مؤتمرات الفيديو.

جاء هذا التوقع في سياق تحليل موسع أعده محللو موقع «ذا فيرج» theverge.com المتخصص في التقنية، حول التغيرات السريعة والعميقة الجارية حالياً في سوق تطبيقات مؤتمرات الفيديو والمحادثات المرئية الجماعية والفردية.

«سكايب» و«مايكروسوفت»

استحوذت «مايكروسوفت» على «سكايب» مقابل 8.5 مليارات دولار في عام 2011، وكان لديه أكثر من 100 مليون مستخدم نشط في ذلك الوقت، ثمانية ملايين منهم يدفعون لاستخدام خدمة إجراء واستقبال المكالمات باستخدام بروتوكول الصوت عبر الإنترنت «في أو آي بي». وكان «سكايب» هو الطريقة الرئيسة التي تحدث بها المستخدمون بالفعل مع بعضهم بعضاً عبر الإنترنت، إذ شكلت مكالمات الفيديو 40% من جميع استخدامات «سكايب» في عام 2011. وبعد ثلاث سنوات، تمت إضافة كلمة «سكايب» إلى قاموس «أكسفورد» الإنجليزي لتسليط الضوء على مدى شعبية الخدمة.

تحديات المنافسين

مع الوقت، واجهت «مايكروسوفت» تحديات كبيرة في تحويل «سكايب» إلى عمل مربح والحفاظ على ملاءمته للمستهلكين، لاسيما مع ظهور تطبيقات جديدة مثل «واتس أب»، و«ماسنجر»، و«سناب شات»، و«وي شات». وحاولت «مايكروسوفت» دعم «سكايب»، فأوقفت خدمة المراسلة الحية «ويندوز لايف ماسنجر» الشهيرة الخاصة بها لمساعدة «سكايب» على المنافسة.

ثم نقلت «مايكروسوفت» خدمة «سكايب» من شبكات «بي تو بي» إلى الخوادم التي تعمل على السحابة في عام 2013، للاستفادة من تكامل «سكايب» على نظام «ويندوز فون».

تسرّب الفوضوية

بحسب محللين، فإن الفوضوية تسربت إلى هذه الأشكال من الدعم، ما أسفر عن تكرار المكالمات والرسائل والإشعارات على أجهزة متعددة، وكانت هذه بداية التراجع، ففي الوقت الذي كان فيه المنافسون يواصلون تقديم بدائل قوية، أصبح «سكايب» غير موثوق به لدى العديد من المستخدمين.

وبدلاً من تصليح المشكلات الأساسية بسرعة، أنفقت «مايكروسوفت» سنوات في محاولة إعادة تصميم «سكايب»، فأضافت الرسوم التعبيرية غير المفيدة، ثم أطلقت تطبيق «كيك» لمراسلات الفيديو وتخلت عنه، كما قدمت تصميماً يعمل مع «سكايب»، ويضيف شيئاً أشبه بـ«سناب شات»، ثم ألغته حينما لم يقبل عليه المستخدمون، وهكذا انتهى الأمر بمزيج قاتل من منتج غير موثوق به، يقدم تجربة استخدام باتت تتغير شهرياً.

ووصلت الأمور إلى ذروتها مع طرح «مايكروسوفت» منتجها الجديد للمحادثة الفورية والفيديو: «مايكروسوفت تيم» عام 2016، وبدأت تضغط بقوة على الشركات لتبنّيه، ثم دفعت به إلى قطاع المستخدمين الافراد. وهنا بدا الأمر وكأن هناك صراعاً داخلياً في «مايكروسوفت» بين «سكايب» و«تيم».

تفوّق المنافسين

في مقابل هذه المشكلات، كانت التطبيقات المنافسة، مثل «زووم» و«هاوس بارتي» و«هانغ آوت» من «غوغل» تحقق اكتساحاً ونجاحاً متواصلاً مع المستخدم، تحول إلى ما يشبه الانفجار خلال الأسابيع الأخيرة، وانتشار «كورونا»، فقد تقدم كل من «هاوس بارتي» و«زووم» بسرعة صاروخية، وأصبح «زووم» حالياً في المركز الأول بمتجر «أب ستور»، داخل الولايات المتحدة، والمركز الثاني في قائمة المتجر ببريطانيا.

وجاء تطبيق «هاوس بارتي» في المركز الأول ببريطانيا، والثاني في الولايات المتحدة، فيما تراجع «سكايب» إلي المركز 75 في الولايات المتحدة، والمركز 15 في بريطانيا، وتقدم تطبيق «مايكروسوفت تيم» إلى المركز السابع في الولايات المتحدة والسادس في بريطانيا.

سهولة الاستخدام

يرى محللون أن أحد الأسباب التي تجعل المستهلكين يتدفقون إلى «زووم» و«هاوس بارتي» هو سهولة استخدامها، إذ لا يحتاج مستخدمو «زووم» إلى حساب، فهو مجاني للاستخدام لمدة تصل إلى 40 دقيقة، ويمكنك الانضمام إلى الاجتماعات برابط أو رمز بسيط.

ولذلك، فإن المعطيات السابقة جعلت المحللين يميلون إلى أن «سكايب» بدأ فعلياً رحلة التراجع والانزواء.

تويتر