50% من الشركات واجهت أعباء عمل أكبر مما أضافته الحوسبة السحابية من تحسينات. من المصدر

دراسة: الحوسبة السحابية أكثر كلفة وتعقيداً من المتوقع

كشفت دراسة حديثة أجريت على 200 شركة بريطانية، انخرطت في التحول إلى الحوسبة السحابية منذ عام 2015 وحتى الآن، أن الحوسبة السحابية أكثر كلفة وتعقيداً وإحباطاً من المتوقع بالنسبة لأكثر من نصف هذه الشركات.

وأرجعت الدراسة السبب الرئيس في ذلك إلى الاندفاع في عمليات التحول دون استراتيجية واضحة، فضلاً عن بروز عوائق رئيسة لعملية التحول، أبرزها قضايا أمن المعلومات، ونقص المهارات الداخلية، إضافة إلى صعوبات تغيير ونقل بيئات العمل والتطبيقات والنظم القديمة، ما فرض إعادة هندسة واسعة للعمليات، عرّضت 50% من الشركات لأعباء عمل أكبر مما أضافته الحوسبة السحابية من تحسينات.

عينة الدراسة

وصدرت الدراسة الجديدة عن شركة «كابيتا»، أكبر شركة لخدمات التعهيد والخدمات المهنية بمجال الأعمال التجارية في المملكة المتحدة، ومقرها لندن. ونشرت غرفة الأخبار في الشركة بياناً حول الدراسة مرفقاً به الملف الكامل للدراسة، مشيرة إلى أن الدراسة تستند إلى تحليل قام به قسم الحلول التقنية لعملية التحول للحوسبة السحابية، التي بدأت منذ عام 2015 وحتى الآن، في عينة تضم 200 شركة بريطانية، يعمل بكل منها أكثر من 500 موظف.

أهداف خاطئة

وأفادت الدراسة بأنه على الرغم من الضجيج القوي المصاحب للحوسبة السحابية، خلال السنوات الماضية، تشعر الشركات البريطانية بخيبة أمل من انتقالها إلى السحابة، حيث يعتقد نحو 60% من الشركات في المملكة المتحدة أن الحوسبة السحابية قدمت وعوداً بشكل مفرط وأقل من قيمتها الفعلية.

وقال تسع من بين كل 10 شركات شملتها الدراسة، إن التحول للحوسبة السحابية تأخر لديها بسبب عوامل غير متوقعة، وعزت الدراسة هذا الشعور إلى أن الشركات قد تكون ركزت أكثر من اللازم على الأهداف الخاطئة، واندفعت في عمليات التحول دون استراتيجية واضحة.

تقليل الكلفة

وبينت الدراسة أن 61% من الشركات لجأت للتحول إلى الحوسبة السحابية لتقليل التكاليف بشكل أساسي، خصوصاً في تكاليف حفظ وإدارة وتشغيل البيانات في مقر العمل، لكن وقت التحضير لهذا التحول كان سنة واحدة في المتوسط، وهي فترة وصفها المحللون القائمون على الدراسة بأنها أقل من كافية للتخطيط المناسب، ولذلك ليس من المستغرب أن تواجه معظم الشركات عوائق في رحلتها إلى السحابة.

وقال رئيس قطاع المنصات والحوسبة السحابية في «كابيتا»، واصف أفعاني: «كان هناك الكثير من الضجيج حول الحوسبة السحابية، في السنوات القليلة الماضية. الذين بدأوا يتحولون إليها ركزوا على توفير التكاليف، واندفعوا في ذلك من دون استراتيجية واضحة، والآن نسبة عالية من هؤلاء لم ترَ النتائج التي توقعتها».

وأضاف أن معظم الشركات، التي واجهت تحديات وصعوبات في التحول، تبنت نهج «الرفع والتحول»، أي أخذ كل شيء لديها في نظمها القديمة، وتحويله للحوسبة السحابية العامة الافتراضية، في حين أن كل الأمور، باستثناء حالات قليلة، كانت تتطلب إعادة تصميم التطبيقات والعمليات.

عراقيل كبيرة

وبحسب الدراسة، فإنه خلال الفترة من 2015 إلى 2019، نجحت عمليات التحول في 45% فقط من الشركات التي خضعت للدراسة، وذلك في مجال نقل أعباء العمل والتطبيقات الخاصة. وذكرت 5% فقط من الشركات أنها لم تواجه أي تحدٍّ في التحول للحوسبة السحابية، وحصلت على ما توقعته، في حين أفادت النسبة الباقية (الأغلبية) بأنها واجهت عراقيل كبيرة تتصل بقضايا أمن المعلومات ونقص المهارات الداخلية، مشيرة إلى أنها العوائق الرئيسة لعملية التحول.

وأوضحت الدراسة أيضا أن 50% من الشركات اضطرت إلى إعادة هندسة عملياتها، ما أضاف المزيد من أعباء العمل بصورة أكبر من المتوقع، وأكبر من التحسينات التي أحدثها التحول للحوسبة السحابية، وأن 58% من الشركات فوجئت بأن تكاليف الانتقال أكثر مما كان يعتقد في البداية.

قلق عالمي

ولفتت الدراسة إلى أن هذا الوضع لا يقتصر على الشركات البريطانية وحدها، فالعبء المالي لمشروعات التحول إلى الحوسبة السحابية مصدر قلق عالمي، حيث وجدت شركة «كاناليس» البحثية الدولية أن المؤسسات على مستوى العالم، سجلت رقما قياسيا بلغ 107 مليارات دولار للبنية التحتية للحوسبة السحابية، العام الماضي، بزيادة 37% على عام 2018، والرقم مرشح للزيادة خلال السنوات الخمس المقبلة.

 

التخطيط الأفضل

أشارت الدراسة إلى أن قضية التكاليف هي الموضوع الأكثر اهتماماً من جانب الشركات، وهو الأكثر إحباطاً أيضاً، موضحة أن الحل في هذه الحالة هو التخطيط الأفضل، الذي يقود إلى تحكم أفضل في الإنفاق.

وأضافت أنه إذا قررت شركة ما نقل أي تطبيق في السحابة، فعليها تصميمه بحيث تحصل على أفضل عائد على الاستثمار، ثم تراقب السحابة، لأنها ديناميكية وليست حدثاً يقع لمرة واحدة.

الأكثر مشاركة