تقنية «هامر» ظلت تحت التجربة والبحث طوال السنوات الـ10 الماضية. من المصدر

طرح وحدات تخزين صلبة مصنّعة بتقنية «هامر»

أعلن العديد من شركات تصنيع وحدات التخزين الكبرى عالمياً أنها بدأت فعلياً بطرح الأجيال الأولى من وحدات التخزين الصلبة «هارد ديسك» المصنّعة بتقنية «هامر» الجديدة، التي دخلت حيز الإنتاج التجاري، وذلك بعد مرور 10 سنوات على ابتكار تلك التقنية وتطويرها وتحسينها، حيث أتاحت إنتاج وحدات تخزين ذات سعات ضخمة.

وشهد الشهر الجاري، وصول الوحدات سعة 18 تيرابايت إلى الأسواق، فيما من المقرر إطلاق الوحدات سعة 20 و24 تيرابايت خلال النصف الثاني من العام أو في نهايته، في وقت بات الطريق مفتوحاً للوصول إلى سعة تصل إلى 80 تيرابايت خلال السنوات القليلة المقبلة.

جاء ذلك الإعلان من قبل كبار مصنّعي وحدات التخزين، وعلى رأسهم «سيجيت» و«ويسترن ديجيتال» و«توشيبا» و«هيتاشي»، وغيرها من الشركات. ونشر موقع «أناند تيك» المتخصص في حلول التخزين سلسلة من التقارير حول وصول تقنية «هامر» الى حيز الإنتاج التجاري، وتداعيات هذا الأمر على سوق وحدات التخزين حالياً ومستقبلاً.

تجربة وبحث

وأشارت التقارير إلى أنه طوال السنوات الـ10 الماضية ظلت «هامر» تقنية تحت التجربة والبحث، وقادت البحوث في هذا المجال شركة «شوا دنكو» أكبر صانع مستقل لحاويات ومحركات الاقراص المغناطيسية الدوارة في العالم، حيث تبيع الوسائط لجميع منتجي وحدات التخزين الصلبة، إضافة إلى بعض الشركات الأخرى، كان في مقدمتها كل من «سيجيت» و«ويسترن ديجيتال»، اللتين تنتجان أيضاً الحاويات ومحركات الاقراص لنفسيهما، لكن في الربع الأخير من العام الماضي أصبحت «هامر» تقنية عاملة على خطوط الإنتاج التجارية بالفعل.

وبينت أن «هامر» جاءت في وقت يتقلص فيه عدد وحدات التخزين الصلبة، لاسيما في فئة الحاسبات المحمولة، لكنه مستمر في الازدهار من حيث إجمالي السعة التي يتم شحنها، وكذلك العائدات المتحققة من ورائه.

وأضافت التقارير أن المبيعات تتركز حالياً في سوق الحاسبات المكتبية والخادمة لدى المؤسسات والشركات ومراكز البيانات، فضلاً عن شريحة غير قليلة من الافراد يقبلون على استخدامها كوحدات تخزين خارجية عملاقة، تستوعب جميع بياناتهم ونسخها الاحتياطية، لإتاحة الفرصة لتسريع حاسباتهم المكتبية وتخليصها من حمل البيانات الكبيرة المتضمنة لملفات الفيديو النهمة للسعة التخزينية.

إنتاج تجاري

وأفادت التقارير بأنه خلال فبراير 2019 أعلنت شركة «سيجيت» أنها تمكنت من الوصول بتقنية «هامر» إلى حيز الاستخدام والانتاج التجاري، وتغلبت على جميع التحديات التي كانت تعوق استخدامها، مؤكدة أن اختبارات واسعة النطاق جرت عامي 2017 و2018، أثبتت وصولها الى مرحلة الاستخدام التجاري، وحددت «سيجيت» عام 2020 لإطلاق أولى الوحدات المنتجة بهذه التقنية.

ووفقاً للتقارير، أعلنت «سيجيت» الأسبوع الماضي أنها تستعد بشكل رسمي لإطلاق وحدات التخزين المصنعة بتقنية «هامر الثورية»، حسب وصفها، والتي ستمكنها من طرح وحدات تراوح سعتها بين 18 و20 و24 تيرابايت، أو حتى سعات أعلى العام المقبل، مؤكدة أنها أنهت بالفعل اختبارات ناجحة على التقنية التي سيتم استخدامها في وحدات التخزين سعة 23 تيرابايت.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «سيجيت»، ديف موسلي، في بيان صادر عن الشركة، إن «سيجيت» تستعد لطرح وحدات سعة 18 تيرابايت في الأسواق خلال النصف الأول من العام الجاري، ثم وحدات بسعة 20 تيرابايت في أواخر العام، مشيراً إلى أن الشركة على الطريق الصحيح للتوسع في استخدام «هامر».

«هامر»

يُعرف مصطلح «هامر» بأنه اختصار لطريقة في إنتاج وحدات التخزين تسمى «التسجيل المغناطيسي المدعوم بالحرارة»، وهي تقنية حديثة في عمل وحدات التخزين، تتمثل في الاستعانة بالحرارة العالية في إحداث تغيير مؤقت بالوسيط المغناطيسي أثناء التخزين، ليستوعب كمية أكبر من البيانات، وذلك من خلال تسخين مادة القرص لدرجة عالية ولفترة مؤقتة أثناء كتابة وتخزين البيانات عليه، ما يجعله أكثر تقبّلاً للتأثيرات المغناطيسية، ومن ثم يتيح الكتابة والتسجيل في مناطق أصغر بكثير، ومستويات أعلى بكثير مما هو معتاد عند التخزين من دون دعم الحرارة الإضافية.

وبدأ التفكير في هذه الطريقة على المستوى النظري قبل 10 سنوات، وكان ينظر إليها على أنها صعبة للغاية، وغير مجدية، لأن عملية التسخين المؤقت بدرجات حرارة عالية يجب أن تتم بانضباط شديد ودقة فائقة.

الأكثر مشاركة