بعد طرح الشركة الكورية استبدال «بيكسل 4» بـ«إس 20» مقابل رصيد 600 دولار

«غوغل» تتهم «سامسونغ» بخرق إجراءات أمان «أندرويد»

المشكلة الحقيقية بين الشركتين تمثلت في قيمة رصيد النقاط التي تمنحها «سامسونغ» كونها أكبر مما تمنحه «غوغل». من المصدر

بعد أيام قليلة من إعلان شركة «سامسونغ» الكورية الجنوبية عن هواتفها الذكية الجديدة لعام 2020 والتي تضمنت ثلاثة طرز من أجهزة «غالاكسي إس 20»، إلى جانب هاتف «زد فليب» القابل للطي، ظهرت مشكلة بينها وبين شركة «غوغل» الأميركية، لعبت فيها «سامسونغ» بأدواتها التسويقية والترويجية، فيما ردت «غوغل» بقوتها المعروفة في مجال نظام تشغيل «أندرويد»، حيث طرحت «سامسونغ» برامج تسويق تتضمن قبولها باستبدال هاتف «غوغل بيكسل 4» بهاتف «غالاكسي إس 20» جديد مقابل رصيد نقاط بقيمة 600 دولار، ما يعني حصول المستخدمين على هاتف «سامسونغ» الجديد مقابل دفع 400 دولار إضافية فقط. وبالمقابل ردت «غوغل» على الفور، بأن «سامسونغ» قامت بإجراء تعديلات وإضافات على «النواة البرمجية» الأساسية لنظام «أندرويد» الذي يعمل على «غالاكسي إس 20»، ما تسبب في حدوث أخطاء وعثرات أمنية، وتلف في الذاكرة، بعد خرق إجراءات الأمان في النظام.

وجرى تداول وقائع هذه المشكلة خلال اليومين الماضيين بصورة متفرقة عبر العديد من مواقع التقنية الكبرى، ففي حين نشر موقع «كمبيوتر ورلد» تقريراً حول ما أسماها باستراتيجية «التسويق العدوانية» التي تتبعها «سامسونغ» ضد «غوغل»، نشر موقع شبكة «زد دي نت» المتخصصة في التقنية تقريراً حول اتهامات «غوغل» لـ«سامسونغ» بالتسبب في خروقات أمنية داخل «أندرويد».

«عروض عدوانية»

وعقب الإعلان الرسمي عن هواتف «سامسونغ» الجديدة، سارعت الشركة الكورية الجنوبية للإعلان عن برامجها التسويقية لبيع هذه الهواتف، حيث لاحظ المراقبون أنها تتبع فيها الاستراتيجية القائمة على فكرة أن «جذب عميل جديد أصعب كثيراً من الاحتفاظ بعميل قديم»، ولذلك ضمنت برامجها التسويقية عروضاً وصفت بـ«العدوانية» ضد «غوغل»، ذلك أنه كان من بينها عرض يمكن من خلاله لمالكي هواتف «غوغل بيكسل 4» مبادلة هواتفهم من هذا الطراز، بهواتف «غالاكسي إس 20» الجديدة، والاستفادة في ذلك بما يعرف برصيد النقاط، وهو مبلغ يخصم من قيمة الهاتف الجديد «إس 20»، مقابل تسليم هاتف «بيكسل 4».

رصيد النقاط

وبحسب الخبراء، فإن المشكلة لم تكن في إقدام «سامسونغ» على هذا التكتيك الترويجي للحصول على عملاء جدد وسحبهم من المنافسين، كون برامج من هذا النوع معتادة في سوق الهواتف المحمولة، ويجري تنفيذها عبر مواقع التجارة والمبادلات الإلكترونية في الهواتف، لكن المشكلة الحقيقية تمثلت في قيمة رصيد النقاط التي تمنحها «سامسونغ» لمن يتخلى عن هواتف «بيكسل»، وهي قيمة أكبر من رصيد النقاط الذي تمنحه «غوغل» نفسها لمن يستبدل هاتفاً قديماً بآخر جديد من هواتفها، حيث رفعت «سامسونغ» رصيد النقاط ليصل إلى 600 دولار، ما يعني أن المبلغ الإضافي المطلوب دفعه للحصول على «غالاكسي إس 20» يصبح 400 دولار فقط.

كما أن «سامسونغ» لم تتوقف عند تطبيق هذا الامر على هواتف «غالاكسي إس 20» الجديدة، بل وسعت الخيارات لتشمل الحصول على «غالاكسي إس 10» الذي طرحته عام 2019، وجعلت رصيد النقاط بقيمة 300 دولار عند التخلي عن هواتف «بيكسل» القديمة مقابل الحصول على «إس 10»، فيما تعرض «غوغل» رصيد نقاط بقيمة 165 دولاراً فقط مقابل الانتقال من «بيكسل 3» إلى «بيكسل 4».

«تخريب أندرويد»

غير أنه لم تمر سوى بضعة أيام على إعلان «سامسونغ» عن تلك البرامج التسويقية، حتى كانت «غوغل» توسع نطاق «المعركة»، وتنقلها من الجانب التسويقي إلى الجانب الأمني، وتعلن أن نظام تشغيل «أندرويد» الذي يأتي محملاً مسبقاً على هواتف «غالاكسي إس 20»، تعرض لتعديلات على مستوى «نواة النظام» البرمجية الأساسية، قامت بها «سامسونغ» من دون الرجوع لمطوري هذه النواة، الأمر الذي يعد تخريباً لـ«أندرويد»، كما اعتبرته «غوغل».

وجاء الإعلان عن هذا الخرق الأمني من قبل فريق «المشروع صفر في غوغل» أو «جي زد بي» المعني بقضايا أمن المعلومات، والذي أوضح في بيان أن مخاوف «سامسونغ» من حدوث هجمات على هواتف «غالاكسي إس 20» دعتها الى إجراء تعديلات على النواة البرمجية الأساسية لـ«أندرويد» المعروفة باسم «أندرويد كيرنيل»، الأمر الذي جعل النظام ككل أكثر عرضة للهجمات والتهديدات الأمنية، لأن التعديلات استهدفت تمكين الهاتف من سرعة الوصول المباشر للنواة البرمجية للنظام، وهو أمر أوجد ثغرات أمنية لم تكن موجودة بالنظام من قبل.

خلل في الذاكرة

وأوضح الفريق أن هذه المشكلة ليست قاصرة على هواتف «غالاكسي إس 20» فقط، بل سبق أن حدثت من قبل في هواتف «غالاكسي إيه 50» و«غالاكسي إس 10» أيضاً، وتبين أنها أحدثت كذلك خللاً يؤدي لتلف الذاكرة في النظام، كما أثرت على نظام الأمان الفرعي الإضافي من «سامسونغ» الذي يطلق عليه «بي آر أو سي إيه»، أو عملية التحقق من الهوية، مشيراً إلى أنه تم إبلاغ «سامسونغ» بالخلل في نوفمبر الماضي، والتي قامت بتصحيح هذا الخطأ في تحديث فبراير. من جانبها وصفت «سامسونغ» الخطأ الذي حدث بأنه مشكلة معتدلة تتألف من ثغرات تسمح بتنفيذ تعليمات برمجية عشوائية محتملة على بعض أجهزة «غالاكسي».

إطالة دورة الولاء

أرجع مراقبون الخطوات التسويقية الجريئة من قبل شركة «سامسونغ» إلى الزيادة التي حدثت في طول دورة الولاء لهواتفها الجديدة، وباتت تبطئ من عمليات الترقية والانتقال من الهواتف الأقدم إلى الأحدث، مشيرين إلى أنه بعدما كان مستخدمو هواتف «غالاكسي» يقومون بترقية هواتفهم إلى الطرز الأحدث مرة كل 22.6 شهراً في عام 2016، أصبحوا يفعلون ذلك مرة كل 26.6 شهراً في عام 2019، بزيادة قدرها 18% في دورة الولاء.

• مخاوف «سامسونغ» من هجمات إلكترونية دفعتها لإجراء تعديلات على نواة «أندرويد».

تويتر