أكدها خبراء خلال مؤتمر حول تقنية المعلومات

الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة يعجزان عن معالجة تغير المناخ والاحتباس الحراري

خبراء أكدوا أن الأمل في توظيف التقنية لتسريع نشر الطاقة النظيفة والمركبات الكهربائية. من المصدر

اعترفت مجموعة من العلماء والخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة عالمياً، بأن هذه التقنيات الجديدة لاتزال عاجزة عن إحداث تأثير ملموس في قضية تغير المناخ والاحتباس الحراري وارتفاع درجة حرارة الأرض، وما يترتب عليها من تداعيات وكوارث بيئية متعددة.

وأكدوا أن الانتشار الواسع والمتسارع لتقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة لا يبدو أنه سيحقق خفضاً تلقائياً في انبعاثات الغازات المسببة لهذه الأزمة البيئية العالمية، وأن الأمل مستقبلاً معقود على توظيف التقنيات الجديدة في نشر الطاقة النظيفة، والمركبات الكهربائية.

جاء هذا الاعتراف في سياق مؤتمر علمي عقد أخيراً في مدينة فانكوفر الأميركية، ونشرت شبكة «زد دي نت» zdnet.com، المتخصصة في التقنية، جانباً من وقائعه أخيراً.

نتائج مذهلة

وخلال المؤتمر ناقش المشاركون العديد من الطرق لتوظيف شبكات المعلومات العصبية المبنية على الذكاء الاصطناعي في علوم المناخ، والتنبؤات الجوية في الوقت الحقيقي، حيث قبلت اللجنة العلمية للمؤتمر 50 ورقة بحثية مميزة تقدم نتائج مذهلة في مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة المفيدة في خفض درجة حرارة الأرض ومكافحة تغيرات المناخ، منها على سبيل المثال ورقة بحثية عرضت نظاماً طوره فريق مشترك من العلماء في مركز «جي بي غلوبال ريسيرش» ومعهد «جورجيا للتقنية»، استندوا فيه إلى تقنية جديدة يطلق عليها «الشبكة العصبية المتبقية المقلوبة» التي طورتها شركتا «غوغل» و«ديب مايند».

«دال الهدف»

وفي مقابل هذه النتائج والإنجازات العلمية أوضح العلماء أن المعضلة الرئيسة أمام وجود دور فعال للذكاء الاصطناعي في أزمة تغيرات المناخ وارتفاع درجة حرارة الأرض؛ تتمثل في عدم وجود ما أطلقوا عليه «دال الهدف» أو القيمة والوظيفة الموضوعية، التي يمكن حال تحقيقها إنجاز تغيير ملموس في انبعاثات الغازات المسببة للمشكلة.

وشرحت مدير برنامج «الاستدامة الحاسوبية» بجامعة «كورنيل»، الدكتورة كارلا جوميز هذا الأمر بالقول، إن «الغالبية الساحقة من البحوث والإنجازات التي يتم تحقيقها من وراء توظيف الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة تدور حول مفهوم (التحسين) أو الحالة الأفضل للنظم والأدوات العاملة في هذا المجال أو ذاك بصورة فرعية أو هامشية عن جوهر الأزمة، وهو خفض الانبعاثات الضارة، ذلك الأمر الذي يرتبط بالأساس بإرادة وقرارات الجهات المسؤولة والتنظيمية لدى الدول والحكومات المختلفة حول استخدامات الوقود الاحفوري، والأنشطة الصناعية المختلفة التي تنتج مواد الكلورو فلورو كربون التي تعمل على تآكل طبقة الأوزون، وتصنع سياجاً غازياً حول الأرض يؤدي لحبس حرارة الشمس على طريقة الصوبة الزجاجية». وأضافت «لدينا أخبار جيدة لكوكب الأرض هي أن الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة يقدمان العديد من الأدوات الرائعة التي قد تساعد على إبطاء ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض، أو جعلها تسير في اتجاه عكسي، والأخبار السيئة أن ذلك لن يحدث ما لم يجد الذكاء الاصطناعي الأهداف الصحيحة بطريقة ما».


تقرير صادم

استعرض خبير الذكاء الاصطناعي بشركة «غوغل»، جيف دين، في الكلمة الرئيسة للمؤتمر، ما ورد في آخر تقرير صدر عن الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ، التابع للأمم المتحدة، والذي أوضح أنه دون انخفاض حاد ومتسارع في انبعاثات الغازات الدفيئة بحلول عام 2030، فإن الارتفاع في درجة حرارة الأرض سيتجاوز 1.5 درجة مئوية بعد عقود عدة، ما سيؤدي إلى فقدان لا رجعة فيه للكثير من النظم البيئية الأكثر هشاشة، ويسبب أزمة تلو الأخرى لأكثر الناس والمجتمعات ضعفاً.

تويتر