في تحذير للوكالة الأوروبية لأمن الحاسبات الإلكترونية

5 مجموعات تستعد لمهاجمة شبكات «الجيل الخامس» فور تشغيلها

تقنية الجيل الخامس للمحمول لاتزال في مراحلها المبكرة ولم تحقق انتشاراً واسعاً بعد. من المصدر

على الرغم من أن تقنية شبكات الجيل الخامس للمحمول لاتزال في مراحلها المبكرة، ولم تحقق انتشاراً واسعاً بعد، إلا أنه تم التحذير من خمس مجموعات تمثل مصدراً للتهديدات الأمنية الجدية والخطرة، تتربص بهذه التقنية حالياً، استعداداً لمهاجمتها فور تشغيلها، لكونها تمثل هدفاً ثميناً، بما ستحمله وتنقله من بيانات ضخمة طوال الوقت، يمكن التسلل إليها، والعبث بها، سعياً وراء ابتزاز مالي، أو إحداث تدمير وإفساد، أو لتحقيق أهداف اقتصادية وسياسية وعسكرية. جاء ذلك في إطار تحذير صادر عن الوكالة الأوروبية لأمن الحاسبات الإلكترونية «إنيسا»، ضمن تقرير لها نشرته على موقعها أخيراً حول التهديدات الأمنية التي تواجه الجيل المقبل من شبكات المحمول.

المجموعات الـ5

وأوضحت «إنيسا» أن تلك المجموعات تشمل جماعات الجريمة الإلكترونية المنظمة عبر الإنترنت، والمطلعين الأوائل على تقنية الجيل الخامس والاختبارات الخاصة بها، إضافة إلى الجماعات المهاجمة المدعومة من دول معينة، أو التي تعمل تحت رعايتها، فضلاً عن نشطاء ومحترفي التسلل والاختراق الأفراد المتمرسين لفترات طويلة، وأخيراً المهاجمين الجدد من الأفراد ذوي الخبرة المحدودة، الذين يعملون فردياً عبر الأدوات والأجهزة المنزلية والمكتبية دائمة الاتصال، مثل الكاميرات والأجهزة الكهربائية وغيرها. وبيّنت الوكالة الأوروبية أن المجموعات الجديدة تعمل كما يلي:

جماعات الجريمة الإلكترونية

رصد تقرير «إنيسا» قدرات متقدمة لدى العديد من جماعات الجريمة الإلكترونية المنظمة، تسمح لها بشن هجمات مؤثرة على شبكات الجيل الخامس للمحمول في وقت مبكر من تشغيلها ونشرها، ما يدل على أن هذا الجيل من الشبكات بات من الأهداف المحتملة لتلك الجماعات، التي تمرست طويلاً على شن الهجمات في مختلف الاتجاهات، لأغراض تتضمن سرقة البيانات والاحتيال والابتزاز المالي.

المطلعون الأوائل

يقصد بالمطلعين الأوائل، الأشخاص والمجموعات الذين يتعاملون مع التقنيات وهي في مراحلها التجريبية والاختبارية الأولى، ويكونون من أوائل مشغليها ومطبقيها، ولأن الجيل الخامس يمثل نقلة نوعية كبرى، يتوقع أن يتخلخل الكثير من الأوضاع القائمة، فيمكن أن يكون من بين المطلعين الأوائل من هم ساخطون على هذه التقنية، بسبب ما ستحدثه من تغييرات، ومن ثم يقومون من تلقاء أنفسهم بشن الهجمات عليها وهي في مراحلها الأولى.

جماعات دول

وهي جماعات متخصصة في شن الهجمات الإلكترونية المنظمة، على نطاق واسع، وعلى فترات طويلة، وتعمل تحت رعاية ودعم وتخطيط دول معينة، لتخدم سياساتها وأهدافها ضد أعدائها. وتوقعت «إنيسا» أن تكون شبكات الجيل الخامس من الأهداف الكبرى لهذه الجماعات، لأن تلك الشبكات ستتغلغل في البنية التحتية العامة لجميع القطاعات، بصورة لم تحدث مسبقاً، ومن ثم يكون الهجوم عليها بغرض تعطيلها من الأمور البديهية في أي صراع أو منافسة بين الحكومات.

المحترفون الأفراد

ويقصد بهم الأشخاص المحترفون ذوو السوابق الكثيرة في مجال الجريمة الإلكترونية، الذين يعملون بشكل فردي، إما من أجل المال أو لمجرد إثبات الذات، ويطلق عليهم «نشطاء الجريمة الإلكترونية»، ولأن سلوك هذه الفئة يخضع للقرارات الفردية للشخص المهاجم، وتفضيلاته وظروفه الشخصية، فإنه من غير الواضح، بحسب «إنيسا»، الكيفية التي سيتصرفون بها، ومتى وأين ستكون ضرباتهم.

المهاجمون الجدد

وهم صغار المتسللين الفرديين الجدد في عالم التهديدات الأمنية الإلكترونية، سواء كانوا صغاراً في السن أو قليلي الخبرة، وهي فئة ترجح «إنيسا» أنها ستدخل إلى دائرة التأثير بحكم الانتشار الكثيف والموسع للأجهزة والمعدات والأشياء التي يتم ربطها لتكون على اتصال دائم بالإنترنت عبر شبكات الجيل الخامس للمحمول، والكثير منها غير مؤمن بالدرجة الكافية، كالكاميرات الرقمية، والستائر والغسالات والثلاجات وأجهزة التكييف.

تقييم مبكر

قال المدير التنفيذي للوكالة الأوروبية لأمن الحاسبات الإلكترونية، جوهان ليباسار، إن تقرير «إنيسا»، الذي انتهى إلى التحذير من المجموعات الخمس، تم إعداده بدعم من الدول الأعضاء بالمفوضية الأوروبية، وفريق خبراء، وحاول تقديم مشهد للتهديد المحتمل لشبكات الجيل الخامس للمحمول، من خلال التحليل المفصل للعناصر المعمارية لهذه الشبكات، التي تشمل الهندسة المعمارية للأمن، وهندسة شرائح الاتصال، وهندسة حوسبة الحافة، والهندسة المعمارية لشبكات الاتصالات المعرفة بالبرمجيات، والهندسة المعمارية المادية، وغيرها.

وأضاف ليباسار أن هذا التقييم جاء في وقت مبكر، وتزامن مع المراحل التجريبية وعمليات التشغيل الأولية لشبكات الجيل الخامس، لأن البنية التحتية للجيل الخامس للمحمول تتمتع بدرجة عالية من التعقيد، نظراً للميزات والخصائص المتعددة التي تقدمها، مشيراً إلى أنه في هذه البيئة التي لاتزال ديناميكية للغاية، يكون من المتعين إجراء تقييمات التهديد والمخاطر مبكراً، وبطريقة تكرارية لتغطية التطورات المقبلة، من أجل دعم أصحاب المصلحة، ومساعدتهم في فهم التهديدات التي سيتعرضون لها.

تويتر