يدمج الحاسبات الخادمة ووحدات التخزين والشبكات في كيان واحد يعمل حسب الطلب

«ديل»: جيل جديد من البنى التحتية المعلوماتية للمؤسسات ذاتي التشغيل

«باور وان» يعد أحدث نظام أساسي للبنية التحتية المستقلة المرنة ذاتية التشغيل. من المصدر

رأت شركة «ديل» أنه خلال السنوات الـ10 المقبلة سيكون هناك جيل جديد ذكي من البنى التحتية المعلوماتية للمؤسسات، يضم الحاسبات الخادمة ووحدات التخزين العملاقة ومكونات بناء الشبكات من موجهات «راوتر»، إضافة إلى حدات توزيع وتبديل «سويتشات» وغيرها، ويدمجها جميعاً في كيان واحد، يتسم بأنه مستقل وذاتي التشغيل، وفي الوقت نفسه مطيع ومستجيب في علاقته مع مستخدميه، يعمل حسب الطلب وينمو وينكمش بحسب أعباء العمل الفعلية، ليغير الصورة النمطية للبنية التحتية جذرياً، ويجعل منها بنية ناعمة لينة، عكس السائد منها طوال العقود الماضية، ككيان جامد يتكون من معدات ومكونات صلبة، لا تفعل إلا أشياء صممت وفقاً لها فقط.

«عقد البيانات»

وكشفت «ديل» عن رؤيتها الخاصة بهذا الجيل الجديد، خلال مؤتمر «قمة ديل للتقنية 2019»، الذي اختتم أعماله في مدينة أوستن الأميركية، أخيراً.

وقال المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة، مايكل ديل، إن «العقد المقبل هو (عقد البيانات)، أو العقد الذي سيتم خلاله تحويل البيانات لأعمال وقيمة، فنحن نسرع الخطى للأمام نحو عالم ذكي مترابط قائم على التوصيل».

وأضاف أن «الجيل الخامس للمحمول بإمكاناته الهائلة على وشك الانطلاق، إلى جانب الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، والتعلم العميق والشبكات العصبية، ومن ثم أصبحت جميع الجوانب المادية مفعلة وذكية ومتصلة ومرقمنة، وتؤدي إلى هذا التدفق الشديد للبيانات داخل الكون الرقمي».

وتابع ديل: «نحن نلامس ونعايش تدفق البيانات في كل مكان وفي كل شيء، حيث إنه في منازلنا أو مبانينا أو سياراتنا، وفي جميع أنحاء العالم، وهذا هو التحول الرقمي».

تسارع كبير

وأوضح ديل أنه «خلال عام 2007 بأكمله، كان هناك 86 بيتابايت (البيتابايت تعادل 1000 تيرابايت)، من البيانات تتحرك داخل شبكات الاتصالات المحمولة جميعاً في الولايات المتحدة، أما اليوم فهناك 86 بيتابايت من البيانات تتحرك عبر شبكات الاتصالات المحمولة بالولايات كل 18 ساعة فقط، وبعد 10 سنوات من الآن ستكون هناك 86 بيتابايت من البيانات تتحرك داخل شبكات الولايات المتحدة كل 10 دقائق، وهذا هو السبب في أننا نسمي العقد المقبل (عقد البيانات)».

وبحسب ديل، فإن هذا التسارع الكبير المتوقع في إنتاج البيانات يجعل من المحتم إحداث تغيير جذري في طبيعة البنى التحتية السائدة داخل المؤسسات والشركات من مختلف الأحجام والتخصصات، لتنتقل من كونها كيانات جامدة صلبة مؤلفة من معدات صلبة، في صورة حاسبات خادمة وأوعية تخزين، وموجهات بيانات، تترابط في ما بينها عبر وصلات سلكية أو لاسلكية أحياناً، لتصبح كيانات ذكية مستقلة ذاتية التشغيل، مرنة ومطيعة ومستجيبة في علاقتها مع مستخدميها، تعمل حسب الطلب، وتنمو وتنكمش وتتحدد قدراتها وتكاليفها بحسب أعباء العمل الفعلية.

باكورة التغيير

من جهته، عرض كبير مسؤولي التكنولوجيا في المنتجات والعمليات بـ«ديل»، جون رويس، خلال المؤتمر، بعض المنتجات التي تم تصميمها وفق تلك الرؤية، والتي تمثل باكورة التغيير أو الطرز الأولى من معدات الجيل الجديد، حيث كان في مقدمة هذه المنتجات نظام يحمل اسم «ديل إي إم سي باور وان».

وقال رويس إنه أحدث نظام أساسي للبنية التحتية المستقلة المرنة ذاتية التشغيل، إذ يدمج أوعية التخزين والشبكات والحاسبات الخادمة الافتراضية، في نظام موحد مزود بمحرك ذكي، يقوم بميكنة أو «أتمتة» العمليات والخطوات اليدوية المعتاد القيام بها من قبل مديري واختصاصيي تقنية المعلومات في المؤسسات.

وأضاف أن النظام الجديد يقوم على تقنية «باور وان»، التي تمثل نظاماً مستقلاً للكل في واحد، كل المنتجات ذات العلامات التجارية القوية معاً في نظام جديد، له هدف واحد يتمثل في بناء بنية تحتية بطريقة سهلة الاحتكاك ومنخفضة الجهد وسهلة مقارنة بالوضع الراهن.

توافق مع السحابة

بدوره، قدم رئيس قسم تسويق المنتجات للشبكات والحلول في«ديل»، جون سيجل، مزيداً من الشرح حول نظام «باور وان»، موضحاً أنه يتوافق إلى حد كبير مع مفاهيم الحوسبة السحابية، لأن مؤسسات تقنية المعلومات واقعة حالياً تحت ضغوط شديدة من أجل تقديم نتائج وأداء يشبه خدمات الحوسبة السحابية، ولا يمكن للوضع الراهن في المؤسسات، المتمثل في بناء مركز البيانات الخاص بها، أن يواكب أداء ومتطلبات عصر الحوسبة السحابية، ما يعقد الوضع.

وأشار إلي أن بعض الدراسات أكدت أن 93% من المؤسسات تنظر الآن إلى بيئات تقنية المعلومات لديها، فهي إما مازالت معقدة على النحو الذي كانت عليه قبل عامين، أو صارت أكثر تعقيداً.


الدفع مقابل الخدمة

يركز الجيل الجديد من البنى التحتية المعلوماتية للمؤسسات على الإدارة الأفضل للكلفة والعائد. وبينت شركة «ديل» أنها تعمل على تحقيق ذلك من خلال «تقنيات ديل تحت الطلب»، وهي تقنيات سيتم دمجها في الأجيال الجديدة من منتجاتها، لتسمح للمؤسسات بالدفع مقابل الخدمة عند استخدامها، معتبرة أن هذا يساعد المؤسسات على منحها المرونة اللازمة لتجربة تشبه السحابة، وتمكينها من تحويل إنفاقها من الإنفاق المباشر إلى الإنفاق على العمليات بطريقة أكثر واقعية.

تويتر