بعد مرور شهرين على طرح «غالكسي فولد» و«سيرفس ديو»

تحليل: «الجهاز الواحد» سيحل محل الهاتف الذكي والحاسب المحمول واللوحي والساعة الذكية

الأجهزة الجديدة تتضمن طرزا خفيفة بمساحة مجلة متوسطة القطع. من المصدر

لسنوات طويلة وأفلام الخيال العلمي تلح مراراً في تقديم فكرة «الجهاز الواحد» الذي يفعل كل شيء، بسهولة ومرونة، ويظل في الخدمة لفترات طويلة من دون شحن ويمكن حمله وتشغيله والتعايش معه بلا مضايقة على الإطلاق. وظهر ذلك في أفلام «المهمة المستحيلة» لتوم كروز، ومسلسلات مثل «ستار تريك» وغيرها. وبعد أقل من شهرين على ظهور الهواتف القابلة للطي من «سامسونغ»، و«هواوي»، والأجهزة اليدوية المفصلية من «مايكروسوفت»، يبدو أن عصر الجهاز الواحد يقترب، متحولاً من خيال علمي لحقيقة فعلية، ليحل محل الهاتف الذكي والحاسب المحمول واللوحي والتلفزيون والساعة الذكية وأجهزة العرض وغيرها، باعتباره جهازاً خفيف الوزن، سهل الحمل والتداول، قادراً على الترفيه وتنفيذ المهام الشخصية والأعمال الإنتاجية.

تحليلات تقنية

وطبقاً لتحليلات ظهرت بكل من موقع inc42.com/‏‏‏resources المهتم بالتوجهات المستقبلية في عالم التقنية، وشبكة «زد دي نت» zdnet.com المتخصصة في التقنية، فإن طرح هواتف «سامسونغ غالكسي فولد»، و«هواوي ميت» القابلة للطي، وكذلك أجهزة «مايكروسوفت سيرفس ديو» مزدوجة الشاشة، ووصولها فعلياً للأسواق، هو علامة على اقتراب «فجر» ما اصطلح على تسميته «مستقبل الجهاز الواحد»، أو بعبارة أخرى «الجهاز الواحد»، ذلك الجهاز الخيالي الأسطوري، الذي يسمح للمستخدم النهائي بحمل قطعة واحدة من المعدات، تخدم جميع احتياجاته الحاسوبية تقريباً، والتي يقوم بها الحاسب المحمول والحاسب المكتبي والحاسب اللوحي والهاتف المحمول الذكي، وجهاز عرض البيانات، والتلفزيون، وغيرها.

إزالة العوائق

وتستند هذه الفرضية إلى أن الأجهزة المشار إليها فتحت الطريق نحو التغلب على العديد من العوائق التي كانت تحول في السابق دون الوصول إلى «الجهاز الواحد»، وأهمها على الإطلاق، التغيير الجوهري العميق في طريقة إنتاج وتشغيل الشاشة، حيث أصبحت إما مرنة قابلة للطي، مثلما هي الحال في جهاز «غالكسي فولد»، أو يتم تكوينها من مكونات أقل، عبر مفاصل رائعة، مثلما هي الحال مع الشاشات المزدوجة في جهاز «سيرفيس ديو»، وترافق مع ذلك تحسينات كبرى في التصميم الذي يسهل الاستخدام والحمل والتداول، مع خفة مفرطة في الوزن، لدرجة أن وزن الأجهزة وصل إلى درجة أنها لم تعد تشكل فرقاً كبيراً عن كتاب أو «نوتة» لتدوين ملاحظات، أو أي من الأغراض الأخرى التي يتم حملها بالجيب أو الحقيبة الصغيرة، ومع كل هذا ارتفعت قدرات المعالجة والحوسبة والذاكرة والسرعة وإمكانات الاتصال الدائم عبر الشبكات المحمولة، وشبكات الجيل السادس لـ«الواي فاي» وغيرها.

مقدمات واقعية

وقال المحلل بشبكة «زد دي نت»، ماثيو ميلر، إن «مواصفات (الجهاز الواحد) لم تعد جنوناً أو خيالاً، بعدما بات لها مقدمات واقعية، منها أن الأجهزة القابلة للطي ومزدوجة الشاشة تعتبر حالة اشتباك وصراع وجود مع الحاسبات المكتبية والمحمولة، وإذا ما نجحت في زحزحة الحاسبات المكتبية والمحمولة تدريجياً، فسيعد ذلك إيذاناً بالاقتراب من عصر (الجهاز الواحد)». وأضاف ميلر، أن ظهور الأجهزة الجديدة جعل الحاسب المحمول يبدو كبيراً جداً، وثقيلاً جداً وغير عملي وباهت للغاية، ما سيدفع الكثيرين للاعتقاد بأنه ليس الجهاز الذي يجب عليهم استخدامه، مادامت الأجهزة القابلة للطي، ومزدوجة الشاشة الجديدة، تفتح الباب لاحتمالات بأن نقوم جميعاً بإنشاء جداول بيانات في الواقع الافتراضي، ونستخدم أعقد التطبيقات بسهولة على شاشة مريحة، ونشاهد أحدث الأفلام بجودة عالية، أو نعقد اجتماعات واقعية، وكل ذلك عبر (جهاز واحد).

وبعدما كانت ثقيلة جداً، وتشعر من يحملها بأنها مرساة سفينة على ظهره، ظهر منها طرز أنيقة وخفيفة بمساحة أكبر قليلاً مما تشغله مجلة متوسطة القطع، وتحسنت الشاشات، كما تحسن عمر البطارية إلى الحد الذي جعل من الممكن استخدام الجهاز طوال اليوم دون إعادة الشحن.

وبات من الممكن فصل لوحة المفاتيح أو طيها خلف الحاسب، ثم فتح الباب أمام تصميمات ما بعد الحاسب الشخصي، وجسدت الأجهزة القابلة للطي هذا الأمر بصورة جلية.

الخصائص الخمس

وقال محللون إن قدرات الأجهزة الجديدة المشار إليها، تضع صناعة تقنية المعلومات والاتصالات على طريق تحقيق الخصائص الخمس التي كثيراً ما وضعها وتحدث عنها مؤلفو الخيال العلمي حول «الجهاز الواحد»، وهي:

1- المرونة والليونة كالمطاط وأكثر: أي أن يكون الجهاز ليناً مرناً يمكن تغيير وضعيته بأي صورة، على الرغم من أن به شاشتين على الأقل، الأولى لا تقل مساحتها عن 4.5 بوصات، وتستخدم حال تشغيل الجهاز كهاتف، والثانية 9 بوصات على الأقل حال تشغيله كحاسب أو أداة عرض أو تلفزيون.

2- تخزين المعلومات: وهو لا يتم محلياً على الجهاز بالأساس، وإنما في مكان آخر عملاق، تتراكم به البيانات من شتى الأنواع طوال الوقت، ويتواصل معه الجهاز بسلاسة وسرعة كبيرة، ليعرض كل ما يحتاج إليه المستخدم في أي مكان وأي وقت ومن أي مصدر، وهذا ما بدأ يتجسد فعلياً في التخزين السحابي.

3- القابلية للتحول: ويقصد بها أن يكون الجهاز قادراً على تغيير مهامه وخصائصه وشكله بحسب الحاجة، فيعمل في وقت ما كهاتف، وفي وقت آخر يتحول إلى حاسب لوحي تدار من خلاله عمليات سريعة، وفي وضعية ثالثة يكون حاسباً محمولاً أو بقدرات الحاسب المكتبي، وفي وضعيه رابعة يعمل كجهاز استقبال للبث التلفزيوني عالي التحديد.

4- القوة الداخلية العظمي: ويقصد بها المعالجات القوية متعددة المحاور، التي تنفذ عمليات حوسبة فائقة، مع ذاكرة الكترونية «رامات» ذات سعة واسعة، لا تقل بأي حال عما هو مستخدم في حاسب مكتبي عالي المواصفات، مع القدرة على تحسين نفسه لضمان عدم إهدار أي موارد في وضع «الخمول».

5- قلة الاحتياج للطاقة: ويقصد بها أن تعمل بطارية الجهاز لفترات طويلة من دون الحاجة لإعادة الشحن، بغض النظر عن طبيعة المهام والعمليات التي ينفذها على مدار اليوم، من تشغيل فيديو وتصوير، ومكالمات هاتفية صوتية ومرئية، ومعالجة بيانات، واستعراض خرائط وغيرها، والمقياس هنا يكون بالأسابيع لا بالساعات أو الأيام.


«الأجهزة القابلة للطي تعد إيذاناً بالاقتراب من عصر (الجهاز الواحد)».

تويتر